تتزامن ذكرى وعد بلفور المشؤوم لهذا العام الذي شكّل خطأ تاريخيا كان بداية لخطة تآمر استعماري بريطاني يهودي لسرقة ارض فلسطين واغتصابها وقتل ابنائها وتهجيرهم لإقامة وتأسيس "وطن قومي لليهود" في فلسطين مع ما يشهده قطاع غزة من عدوان إسرائيلي وحشي ممنهج يستهدف المدنيين من النساء والأطفال ويدمر البنية التحتية ويعمل على ابادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من ارضه بكافة الوسائل غير آبه بالقوانين الدولية ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية، وحقوق الإنسان، ويرتكب بحق أهلنا في قطاع غزة الصامد جرائم حرب، ومجازر وحشية بحق الشعب الفلسطيني الاعزل والممتدة على كل مساحات قطاع غزة الصامد.
وتأتي تلك الذكرى المشؤومة ايضا بالتزامن مع العملية الشجاعة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ردا على الانتهاكات الصهيونية المتواصلة للحرم القدسي الشريف والاعتداءات الممنهجة على الشعب الفلسطيني الأعزل.
وان ماحققته المقاومة هو انتصار تاريخي وعمل عظيم يسجل لهذه المقاومة التي استطاعت تسجيل انتصارا استراتيجيا على العدو الصهيوني، وحققت ما لم تحققه اي جهة في تاريخ القضية الفلسطينية.
إننا في نقابة المهندسين الاردنيين، إذ نجدد رفضنا القاطع لكل الممارسات البشعة بحق اشقائنا في فلسطين المحتلة، لنؤكد على ما يلي:
أولا: إن فلسطين المحتلة هي ملك للشعب الفلسطيني الحر وللأمة العربية والاسلامية جمعاء، فهي أرض وقف للأمة بأكملها لا يجوز لاحد التنازل عن اي شبر منها
ثانيا: إن فلسطين كل فلسطين من نهرها الى بحرها ومن شمالها الى جنوبها، هي أرض موحدة تجمعها الهوية الواحدة والتاريخ الواحد، وعاصمتها القدس كل القدس، وإن أي تقسيم فيها لن يقودنا الا الى الذل والهوان والعار، وسيكون وصمة عار في تاريخ الأمة جمعاء.
ثالثا: نطالب أبناء الاردن والأمة العربية والإسلامية بمحاربة كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني على المستويين الرسمي والشعبي، ومقاطعة كافة المنتجات الصادرة عن الاحتلال والشركات المرتبطة به، والتعبير عن الحق العربي في كافة المنتديات والمواقع والشبكات، مؤكدين ضرورة انتصار حكومات العالم والأمم المتحدة لصوت الحق ولأصحاب الحق في الأرض والتاريخ.
رابعا: إن نقابة المهندسين الاردنيين جزء لا يتجزا من مشروع المقاومة ، وهي ترفع شعار المقاومة بالاعمار من خلال حملاتها السنوية لاعمار وتمكين المقدسيين في القدس وتدعو النقابة كافة ابناء الاردن وكافة المؤسسات وكل غيور على ارض فلسطين أن يساهم ولو بالقليل لدعم وتثبيت صمود اهله وأحبائه في الداخل المحتل، ضمن حملة غزة معا ننصرها والتي اطلقتها اللجنة الأردنية العليا للاعمار في فلسطين والمكونة من نقابة المهندسين الاردنيين ونقابة مقاولي الانشاءات الاردنيين .
خامسا: إن الجرائم الصهيونية في قطاع غزة تستهدف الحجر والشجر والبنيان وكافة مفاصل الحياة، إلا ان المقاومة البطلة لازالت تلقن العدو درسا لن ينساه، فقد كان الرهان على المقاومة في مكانه وستكون المقاومة السبيل الوحيد لتحرير الارض والانسان.
سادساً: نناشد أحرار الامة بالنزول الى الشوارع والميادين والساحات والوقوف الى جانب الاهل في قطاع غزة، الذين يقودون معركة الدفاع عن الامة والهوية والذاكرة، ولنعاهد الله اوطانا وشعوبا بأننا لن نتخلى عن الشعب العربي الفلسطيني.
سابعا: إن قطاع غزة رسم لنا ملامح الانتصار القادم، ونبه فصائل المقاومة في كل بقاع الارض لتوجه رصاصها وصواريخها وطائراتها المسيرة الى ضرب العدو لتنصر غزة والقسام وسرايا القدس وكتائب ابو علي مصطفى وكل القوات المقاتلة على الارض، لذلك نطالب كافة الدول العربية ان تحذو حذو الاردن بسحب سفرائها من دولة الكيان وطرد السفراء الصهاينة منها وتطهير العواصم العربية والارض العربية من ذلك الكيان الغاصب.