آخر الأخبار
  نعيم قاسم: وافقنا على الانتصار ورؤوسنا مرفوعة   بتوجيهات ملكية .. توفير الرعاية الصحية الشاملة للحاجة وضحى الشهاب وتلبية جميع احتياجاتها المعيشية   الأردن .. إنتاج 170 ألف طن زيتون سنوياً   الصحة العالمية تحذّر من “نقص حادّ” في المواد الأساسية شمال غزة   مناطق لن تصلها المياه الأسبوع القادم لمدة 72 ساعة .. اسماء   أجواء باردة نسبيا في أغلب المناطق الجمعة   نتنياهو: قد أوافق على وقف إطلاق نار بغزة   "الضمان" يوضح ما يتم تداوله حول تعيين مستشار إعلامي لديها براتب {3500} دينار   هل أغلقت "مفوضية اللاجئين" مكاتبها في الأردن؟ المفوضية تجيب وتوضح ..   تزامناً مع زيارة الملك .. العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في الكرك   الملك: خطة للمحافظة على قلعة الكرك وإعادة الحياة في شوارع المدينة القديمة ومبانيها   الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات في الكرك (اسماء)   الأشغال تباشر بصيانة طريق الستين غربي إربد   إستلم أموالاً بالخطأ عبر "كليك" ورفض إعادتها .. والمحكمة تقرر!   إعلان هام صادر عن "المؤسسة الاستهلاكية المدنية" حول دوام الجمعة   النائب ناصر النواصرة يمطر "الحكومة" بـ12 سؤالاً نيابياً حول "نقابة المعلمين"   الاردن: خمسيني أعزب يقع ضحية احتيال على يد "خطّابة" - تفاصيل القضية   مصادر تكشف عن آلية جديدة لعمل "معبر رفح" الحدودي   أكثر من 190 ألف وافد للعلاج بالأردن منذ بداية العام   انخفاض أسعار المنتجين الصناعيين بنسبة 0.48%

الطراونة برسالة مؤثرة لابنه الراحل: أي صبر سيضمد جراح غيابك؟

{clean_title}
كتب الدكتور مصلح الطراونة رسالة مؤثرة وجهها لابنه الراحل محمد الذي توفي بحادث سير قبل نحو شهر.

وتاليا نص الرسالة:

سلام لك أيها الطاهر في ثراك

الى محمد في يوم ميلاده العشرين إلى الغائب عن المكان وما قد غاب عن العيان ، سلام لك أيها الطاهر في ثراك، سلام لابتسامتك التي ملأت المكان يوما حبا ومرحا، سلام لقلبك المحمل بالطهر والطيب… ما كنت أظن يوما أني سأكتب لولد يغيب عن عيني و لن يعود، ما كنت أظن أن الدهر سيمتحنني بهكذا امتحان… وما أصعيه من امتحان، العادة أن يكتب الأبناء لآبائهم الغائبين، و لكني أكتب لفلذة كبد توارت عن نظري وما تورات عن شغاف قلبي، أكتب لمن ترك المكان فارغا صامتا شحيحا بكل فرح…. أكتب من وراء جدار الفقد متواريا وراء غيابك المضني وطيفك صورتك قادما من الخارج تنادي بصوتك علي… (يا ابوي شلونك).

قبل عقدين ونيف فرحنا كأي أب و أم رزق بابنه الأول، رزق بسند من عثرات الكبر وحوادث الزمان، فرحت بك وفرحتي ملأت المكان حولي بقدومك البهي، وما ظننت أني سأنعاك بهذا العمر،… – ولكن اللهم لا اعتراض – توارت أحلامك فجأة وغاب صوتك دون سابق إنذار، وأصبح المكان من بعدك يا بني يصرخ بصمت فقدك، كبرت يوما بعد يوم، وتابعت فيك كل تغيير، منذ أن صرخت صراخك الأول حتى صرختُ عليك، بهدوء معاتبا طيبتك المفرطة في زمن قذر.

نضجت أمام عيني باكرا، ورأيت فيك ما لا أراه بنفسي، حلمت بك و حلمت لك، بنيت عمري بك يا بني، وها أنا أجر قلم الخيبة مضمخا بحبر الغياب، كنت انتظرك تحمل المسؤولية عني علي اتنفس قليلا، وكنت تقول (ربنا يطول في عمرك يا ابوي).

يا بني… أي صبر سيضمد جراح غيابك؟ وأي جلد سأتجلده أمام الجميع على انكسار الحياة في عيني؟؟ أي أحلام سأبنيها من بعدك وأنا الذي أقف بعد منتصف الطريق؟ لم يزل ثراك نديا ومن الطبيعي أن يكون الجرح غائرا ولكن لا أظن أنه سيندمل بسهولة، ولن يندمل، ولا أظن أن غيابك سيصبح مستساغا في يوم من الأيام ولكنه بالتأكيد سيكون رفيقا ثقيلا.

قبل أسابيع، قدمت علي في المكتب، دخلت ودخل معك البهاء، تدخلت كعادتك وبحماسك الأولي، وكأنك تنظر في قضيتك الأولى، مرتبكا بين ما يجب وما لا يجب، وأنا أتابع فيك كل حركة قلقا عليك خائفا من نوائب الدهر ومن لايذات الزمان، وكأنني أنظر في وجعي، ظننت أني سأفرح بمرافعتك الأولى أو ببحثك الأول كأي أب، وظننت أني سأقف يوما شامخا أمام فتاة أخطبها لك، واناديها هلا فيكي عموه، ولكن بين ظني وبين قدر الله – ولا اعتراض على قدر الله – حدث ما لم يحتمل.

بني… أسأل الله أن يجعلك من أهل النعيم، وأن يرزقك الجنة، وأن يجبر كسر العمر وعثرته بغيابك…