.
نقف امام حربان على خشبةٍ واحدة تشعلها شخصيتان في منتهى التناقض .
احدى الحربين حربٌ داخل جدران المنزل تتمثل بأسئلة وعتاب طويل يمتد لينال كل تفاصيل الاشياء من حولهما
حالة من الفوضى المرتبة تدور داخل رأس (هو ) الذي يعرف جيداً كيف ينبش الافكار ويخرج اكثرها عبثية ليفردها على الطاولة ، امام (هي ) التي تربكها عشوائيته اللا متناهية وتعرّي سذاجتها في بعض الاحيان وتكشف عن طفولتها في احيان اخرى كثيرة
تختبئ هي خلف غضبها فتباغته بعتاب شديد اللهجة ممتزج بتوبيخ حاد
خلف الجدران ،هناك حرب حامية الوطيس تمد اذرعها لتطول كل ما هو قائم فتهده وتنسى ان تطول جدالهم القائم ايضاً .
كل ما علت صيحات الحرب خارج الجدران تعلو صيحات هو وهي تناغماً مع ما يجري في الجوار ، انها حربٌ مقابل حرب !
لا يخشى الزوجان على انفسهما بقدر ما يخشيان على خسارة الجدال ، تشتتهما اصوات الحرب احياناً الا انهما ينجحان في كل مره في العودة لبيت القصيد
انها الحرب دائماً وعندما لا تكون الحرب فهي الحرب مع ذلك .
مع الحرب لا نعدو سوى كوننا مجرد ارقام فقط ، تتبدد قصصنا واحلامنا وهواجسنا وكل حاضرنا وماضينا ،
الا ان الحرب في الداخل جاءت تؤكد علينا نحن ، على هوياتنا وعلى كينونتنا عبر هي وهو
وظفت السينوغرافيا توظيفاً يخدم عناصر الحكاية بتفاصيلها الدقيقة ، توظيفا غير متكلف ولا يشتت الجمهور عن المعنى والمغزى .