حكم ملامسة الكلب للإنسان، عن هذه المسألة التي تثير أذهان الكثير من الرجال والنساء ، الذين يحبون اقتناء الكلاب في منازلهم، أجابت دار الإفتاء المصرية، عن حكم ملامسة الكلب للإنسان والملابس وغيرها.
حكم ملامسة الكلب للإنسان
وقالت دار الإفتاء، في فتوى لها، إن ملامسة الكلب لا تنجس الشيء الملموس، ولا يجب غَسْل شيء من ذلك، عملًا بمذهب المالكية.
وأكدت دار الإفتاء، أنه من المتفق عليه فقهًا أنه يجب تطهير الآنية إذا ولغ فيها الكلب؛ لأمر النبي ﷺ: بأن نغسل ما شرب منه الكلب من الآنية سبع مرات؛ قال النبي ﷺ: «إذا شَرِبَ الكلبُ في إناء أحدِكم فلْيَغسِلْه سبعَ مرَّات» (متفق عليه)، أمَّا إذا ولغ الكلب في غير الآنية، كالثوب أو غيره، فإنه لا يجب غسله من ولوغ الكلب فيه، عملًا بمذهب المالكية، مع العلم أن الجمهور أوجبوا ذلك.
هل اقتناء الكلب يمنع دخول الملائكة المنزل؟
سؤال أجاب عنه الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه ببرنامج " ولا تعسروا"، المذاع عبر القناة الأولى.
ورد "الورداني"، قائلاً: الراجح عن الكثير من أهل العلم أن الكلب إذا كان لحاجة فهو لا يطرد الملائكة، والأساس أنه يوضع في حديقة المنزل أو "البلكونة"، وإذا لم يكن هذا متاحا فنخصص مكان للصلاة بحيث أنه لم يدخله الكلب ، وبذلك نكون حققنا كل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتكون المسألة فيه سعة وبركة .
حكم صلاة من لعق الكلب ثيابه
قال الشيخ عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك خلافا حول من لمسه الكلب وهو متوضئ فهل يتوضأ مرة أخرى أم يغتسل.
وأضاف، فى إجابته عن سؤال « هل تصح الصلاة فى مكان به كلب وإذا لمست الكلب أتوضا أم أغتسل؟»، أن المكان الذى لم يأت فيه الكلب ويضع فيه لعابه فعليك أن تتوضأ إذا لمس جسدك أو تغسل موضع المكان الذى تصلى فيه إذا لمس ثيابك سبعا إحداهن بالتراب أو ما يحل محل التراب لأن لعاب الكلب نجس أما جسده وذاته طاهر وذلك عند المالكية، أما إذا كان الكلب لعق فى المكان الذى تصلى فيه فأصبح المكان متنجسا فإذا لعق فى مكان غير الذى تصلى فيه فليس فى ذلك نجاسة.
وتابع: إذا كنت لمست الكلب وكانت يدك مبلولة أو رطبة وكان جسد الكلب رطب فانتقلت لك نجاسته عند من يقول أن جسم الكلب فيه نجاسة فيجب عليك ان تتوضأ احتياطًا وخروجًا من الخلاف ولا داعى للغسل.
حكم اقتناء الكلب
وأجاب الشيخ السيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن العلماء اختلفوا في اقتناء الكلب داخل المنزل، منوها أن الراجح أنه يجوز اقتناء الكلب بشرط أن يكون هناك مكان مخصص للكلب داخل المنزل ولا يتسبب في ضرر للآخرين.
كما يشترط أن يكون اقتناء الكلب من أجل منفعة، فكما قال النبي "إلا كلب صيد أو منفعة" فلو تسبب الكلب في أذى وضرر للآخرين ، كأن يسير به الشاب في الشارع ويسبب إزعاج للآخرين، فهنا يدخل في نهي النبي في حديثه الشريف "لا ضرر ولا ضرار".
هل لعاب الكلاب نجس؟
أحب تربية الكلاب واللعب معها ، فما الحكم الشرعي في طهارة ونجاسة لُعَابها ؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وقال مجدي عاشور ردا على السؤال: إن الفقهاء اختلفوا في نجاسة الكلب بجميع أجزائه.
وأوضح أن الحنفيَّة والحنابلة في رواية ذهبوا إلى أن الكلب طاهر العين بمعنى جسمه ، لكن لُعابه ورطوباته وسؤره محل النجاسة .
وذهب المالكيَّة إلى أنه طاهر الجسد ولعابه ورطوباته من عَرَقٍ أو دَمْع أو مخاط كذلك ، واختلفوا في شعره فذهب بعضهم إلى القول بطهارته .
وذهب الشافعية والحنابلة في المشهور إلى نجاسة جسده ولُعَابِه .
وأشار مستشار المفتي إلى أنه ينبغي مراعاة عدة أمور في هذه المسألة :
الأول : ليس مجرد وجود الكلب في مكان ما مُوجِبًا للحكم على هذا المكان بالنجاسة ما لم تحصل فيه نجاسةٌ على جهة اليقين .
والثاني : لمس الأجزاء الجافة من جسم الكلب بأيِّ جزءٍ جافٍّ ، سواء كان من البدن أو الثياب ، لا يلزم منه التنجس باتفاق ؛ لأن الجاف على الجاف طاهر بلا خلاف .
والثالث : قد يظن بعض الناس أن القول بنجاسة الكلب يلزم منه أن مجرد لمسه ينقض الوضوء ، لكن الأمر ليس كذلك ؛ فهناك فرق بين التنجس الموجب لغسل الموضع المصاب بالنجاسة من الثياب أو غيره بالصفة الشرعية المعلومة ، وبين الوضوء الذي له نواقض معروفة ليس منها مس النجاسة.
والخلاصة : أن ملامسة الإنسان المتوضىء لشعر الكلب لا ينقض الوضوء ، وإذا أصاب الإنسانَ شيءٌ من لُعابه أو رطوباته ففي طهارة ذلك الموضع الممسوس خِلافٌ مشهور بين الفقهاء ، ويجوز تقليد مذهب المالكيَّة في ذلك وهو القائل بطهارة الكلب . وهو المختار في الفتوى .
ونحب أن ننبه إلى أن حكم طهارة الكلب أو نجاسته شيءٌ ، وهو الذي أوردناه في هذه الفتوى . وحكم اقتنائه وتربيته شيء آخر . وحكم التجارة فيه وبيعه شيء ثالث .