آخر الأخبار
  أمريكا تحذر الإدارة الجديدة في سوريا   الزيود: أي شخص لا يحمل الرقم الوطني عليه إصدار تصريح عمل   تطورات الحادث المأساوي الذي وقع بالمسجد الأموي في سوريا   ١الملك يهنئ هاتفيا الرئيس اللبناني بانتخابه   ترجيح تطبيق الرسوم في ممر عمّان التنموي مطلع 2026   الأرصاد عن حرائق كاليفورنيا: ظاهرة نادرة تعرف بـ"الإعصار الناري"   حالة من عدم الاستقرار الجوي تؤثر على المملكة اليوم   إيعاز من الفراية للأجهزة المعنية بمطار الملكة علياء   اعلان هام من امانة عمان بخصوص حالة الطقس في المملكة   اسرائيل توجه انذارا نهائيا للسلطة بشأن سير العملية العسكرية في مخيم جنين   الملك مهنئًا الرئيس اللبناني: حريصون على توسيع التعاون وإدامة التنسيق   بعد إندلاع حرائق واسعة في لوس انجلوس .. "الخارجية الاردنية" تصدر بياناً وهذا ما جاء فيه!   ولي العهد يفتتح مركز الخدمات الحكومية في مأدبا   خلال إجتماع سري .. إيلي كوهين يقترح تقسيم سوريا إلى "كانتونات"!   وزير المالية يصدر الأمر المالي رقم 1 لكانون الثاني 2025   تحذيرات هامة للأردنيين بخصوص حالة الطقس .. وحالة من عدم الاستقرار الجوي في هذا الموعد!   قرار من "الداخلية" بشأن سيارات السفريات الخارجية الأردنية والسورية   العيسوي يلتقي أعضاء تجمع "شباب الولاء للوطن والقائد"   العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في العاصمة   جوزيف عون رئيسًا جديدًا للجمهورية اللبنانية

أمي عاملة نظافة .. لبناني يبكى الحضور في حفل تخرجه

{clean_title}

بثقة في النفس لم تهزها صعوبة العيش والضيق، وبصوت واثق وبسمة كلها أمل، ألقى الشاب اللبناني إيلي الخوند خريج هندسة الكمبيوتر والإلكترونيات وإدارة الأعمال بدرجة امتياز عال، كلمة التخرج باسم دفعته، أمام حشد كبير من الحضور الأكاديمي وأهالي الخريجين بحرم الجامعة الأميركية في بيروت.

لم يكن الشاب يعلم عما سيتحدث في كلمته، حين وصله البريد الإلكتروني من الجامعة يسأل عن الراغبين في إلقاء كلمة بمناسبة حفل التخرج لهذا العام، حتى استقرت الإدارة عليه.

فتّش ابن الـ21 ربيعا ووحيد أبويه في محركات البحث عن كلمة تليق بالمناسبة فلم يهتدِ لشيء، فقرر أن يروي تجربته الخاصة لتخرج من قلبه وتصل إلى قلوب الحضور في حفل التخرج الذي أقامته الجامعة مؤخرا في بيروت.

ويمكن القول إن عبارة "أمي كانت عاملة نظافة وكانت تحملني معها أينما ذهبت إلى عملها" كانت كفيلة لتلهب حفل التخرج، وطغى التأثر على الحاضرين الذين وصلتهم معان وعبر كثيرة، بل إن تأثيرها امتد إلى مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان.

إيلي، فتح قلبه وتحدث بجرأة عن طفولته، حيث نشأ في كنف أبوين مكافحين رزقا به بعد 11 سنة من الزواج، بحسب سكاي نيوز.

وقال: "أنا ابن بلدة عارَيه بقضاء جزين شرق مدينة صيدا (جنوبي لبنان) وأسكن مع والديّ في منطقة عوكر شرقي بيروت. تعلمت في مدرسة خاصة حيث كانا يعملان في حراستها وتنظيفها، لذلك لم يدفعا كلفة تعليمي، فنشأت في مدرسة ذات مستوى تعليمي جيد".

وتابع: "في حفل التخرج نقلت الحقيقة كما هي. أحببت أن أكون واقعيا فاخترت مسيرة حياتي لأرويها، ولم أتوقع أن تلقى استحسان الحضور إلى هذا الحد، وكانت ردة الفعل الأولى صوت وصل إلى مسامعي من الأهالي يقول: بلسمت جراحنا في هذا الزمن الرديء".

ورغم أن إيلي أدرك أن تجربتي قد لا تهم كثيرين، لكنه كان "متأكدا أنها ستلهمهم وتحثهم على عدم الاستسلام".

وأردف : "لم أحمّل أهلي عبء تعليمي، فمنذ طفولتي أدركت صعوبة وضعهما المادي وأخذت على عاتقي مساعدة نفسي في رحلة التعليم الجامعي. شاركت في مسابقات عدة إحداها مع أحد المصارف وربحتها فحصلت على منحة قدرها 30 ألف دولار، وهو ما مكنني من الالتحاق بالسنة الأولى من الدراسة في الجامعة".

وأضاف: "بعد ذلك ساعدتني الجامعة من خلال التقديمات الاجتماعية والعمل فيها، إلى أن تخرجت مهندس كهرباء وكمبيوتر مع تخصص مصغر لإدارة الأعمال".

واستطرد الشاب: "قبل التخرج كنت قد راسلت شركات في الإمارات، وأحمد الله أنني وفقت بالقبول لإجراء دورات تجريبية في دبي".

وروى إيلي فرحة أهله بالمفاجأة التي حلت بهما عندما سمعا كلمته في حفل التخرج، قائلا: "لم يعلم والداي اللذان حضرا الحفل أنني سأروي قصتهما في هذا اليوم. كانت كلمتي باللغة الإنجليزية ولا يتقنها كل منهما، لكن الترجمة العربية على الشاشة العملاقة كانت كفيلة بأن تجعل أمي ترتجف وهي تصورني وتبكي من شدة فرحها، وكذلك أبي. لم يتوقعا أن أروي ما رويته في هذه المناسبة بعد موافقة إدارة الكلية في الجامعة على مضمون الكلمة".

واسترسل في وصف الحفل قائلا: "اشتعل التصفيق لاسيما من الطلاب الذين لم يكن سوى 4 منهم فقط يعرفون القصة التي رويتها، وبعد الحفل بدأت أتلقى التهاني من أشخاص لا أعرفهم. قالوا إنني أبكيت الجميع ممن حضروا الحفل وشجعتهم في الوقت عينه، خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان".

ووعد إيلي بعدم التخلي عن والديه، وتخييرهما بين ترك عملهما والسفر معه إلى خارج لبنان، أو البقاء في المدرسة والبيت في بيروت، وختم: "لن أترك بلدي ولا أريد أن أخرجهما من الحياة التي أحباها إلا إذا قررا ذلك من تلقاء نفسهما. أفتخر بهما حتى الرمق الأخير".