في يومه الثاني، حمل مؤتمر "مواجهة التطرف" الذي يعقد في العاصمة المصرية، رسائل عدة، في وقت تتصاعد فيه أعمال الإرهاب وأفكار التطرف حول العالم.
فالمؤتمر الدولي الذي يختتم أعماله غدًا الخميس، تشارك فيه أكثرَ من 40 دولة، فضلا عن الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية وجامعة الدول العربية، ويبحث آليات واستراتيجيات مواجهة التطرف الديني.
وقال الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر والمشرف العام على الرواق الأزهري بالقاهرة، إن المؤتمر هام وتوقيته يحمل دلالات عديدة في ظل القضايا التي يناقشها.
توقيت هام وأوضح مستشار شيخ الأزهر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن المؤتمر يأتي في توقيت "هام"، تتصاعد فيه أعمال الإرهاب وأفكار التطرف حول العالم، بالإضافة إلى أزمات عدة يمر بها العالم مثل الأوبئة (جائحة كورونا)، والأزمة الاقتصادية الناتجة عنها، بالإضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية التي انعكست آثارها بصورة خطيرة على العالم كله، وفاقمت حدة الصراعات.
وشدد على أن المؤتمر "يأتي اليوم كخطوة جديدة لهذه الرؤية الأزهرية الوطنية التي تؤكد أن مواجهة التطرف يجب أن يكون بتوضيح المفاهيم وتفنيد الشبهات، وترسيخ قيم التعايش، وإرساء دعائم المواطنة، ونبذ العنف والغلو"، مشيرًا إلى أن تلك الأمور لم تعد مجرد شعارات جوفاء، بل تحولت إلى أعمال مؤسسية تقوي النسيج الوطني، وتعزز السلام المجتمعي، وتقيم الحجة على صانعي الفتن.
خلط الدين بالسياسة وحذر المشرف العام على الرواق الأزهري من خطورة خلط الدين بالسياسة، مشيرا إلى أن الإرهاب أصبح أحد أدوات أجهزة مخابراتية عديدة.
وحول خطورة تنظيمات الإسلام السياسي وبينها الإخوان، قال مستشار شيخ الأزهر، إن "أي تطرف سواء دينيا كان، أو فكريًا، أو اختلط فيه الدين بالسياسة، فإن ذلك يمثل خطورة كبيرة".
واستطرد: "تنظيمات الإرهاب ليست فى مصر فقط لكنها عالمية؛ فإذا كانت القاهرة نجحت في القضاء بشكل كبير على هذه التنظيمات، إلا أنها لا زالت موجودة فى دول كثيرة".
وانطلقت مساء أمس الثلاثاء، فعاليات المؤتمر الدولي الذي ينظمه مركز "سلام" لدراسات التطرف، التابع لدار الإفتاء المصرية، تحت عنوان: "التطرف الديني. المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة"، بمشاركة خبراء في الإرهاب، وقيادات دينية ومسؤولين، وأكاديميين من مؤسسات ومراكز بحثية عدة.