في بعض الأحيان، ربما تضطر بعض السيدات سواء الحوامل أو المرضعات إلى الإفطار خلال أيام رمضان، وذلك نظرًا للمشكلات الصحية التي ربما يتعرضن لها مع ساعات الصيام الطويلة، وعدم الحصول على المواد الغذائية اللازمة للجنين أو الرضيع، وعلى هذا النحو توجهت سيدة بطرح سؤالا على دار الإفتاء المصرية، جاء مضمونه: «أفطرت بسبب الحمل ثم بسبب الرضاعة وتراكمت عليا السنوات فماذا أفعل؟ وهل عليَ القضاء والفدية؟».
حكم قضاء الحامل والمرضعة لأيام الإفطار في رمضان ومن جانبه، أجاب الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى، في مقطع فيديو عبر القناة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على «يوتيوب»، قائلا، إن الله سبحانه وتعالى جعل المرأة منبع الحياة، فالمرأة نصف المجتمع وتلد النصف الآخر، إذا فهي في مهمة جليلة القدر.
وتابع أمين الفتوى موجهًا حديثه للسيدات اللائي يشعرن بالذنب، قائلا: «لماذا تشعرين بالذنب؟ وأنتِ في مهمة جليلة، أنتِ نبع الحياة، والله سبحانه وتعالى أقامك في هذا وأعطاكي ثواب العبادة التي كان العذر سبب في عدم أدائها».
أمين الفتوى للمرأة: أنتِ في مهمة ربانية واستطرد الدكتور محمد وسام، بأن المرأة التي تريد الصوم ولا تتمكن للعذر، فلها ثواب الصوم وهذا من عظمة الشريعة، وهو أن الله يعطي ثواب العبادة لمن لا يفعلها إذا كان متشوفا لأدائها وحال العذر دون ذلك: «يعني المرأة عليها أن تفهم أنها في مهمة ربانية، ففي حال الحمل هي مكلفة أن تحافظ على صحتها وجنينها، فإذا نصحت أن تفطر فعليها أن تفطر، ثم إذا وضعت وأرضعت فتنصح في كثير من الاحيان بأن لا تصوم حتى توفر الغذاء لولدها، وكل هذا في ميزان حسناتها وكل هذا لا ينبغي أن تستشعر فيه ذنب أو تقصيرا فهي في مهمة جليلة».
وأكمل أمين الفتوى فتواه مشيرا إلى أنه إذا استردت المرأة صحتها وعافيتها، بدأت في قضاء ما عليها يوما يوما، وإن استطاعت أن تجعله جملة فعلت، وإن لم تستطع فتصوم شيئا فشيئا من كل أسبوع يومان أو يوم وهكذا، فالأمر على ما تتحمله صحيح.
حكم الدين في دفع فدية الإفطار أما من ناحية دفع الفدية فيقول الدكتور محمد وسام، إن للمرأة الاكتفاء بالقضاء لأن تأخيرها هنا كان لعذر، وبعض الفقهاء يقولون إن كانت هناك فرصة للقضاء ولم تقض وأتى شهر رمضان، إذا فعلى المرأة حينئذ الفدية، وهذا أمر مختلف فيه، فإذا أحبت إخراج الفدية أخرجتها، وإن لا، فهي لا تجب عليها.