ترتدي العروس في معظم دول العالم فستانًا أبيض نقيًّا يوم الزفاف، ورغم أن هذه العادة قد تختلف في بعض المناطق، فإنها تثير تساؤلات كثيرة حول أصلها.
وفي تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" (le figaro) الفرنسية، تقول الكاتبة ميتيا برناتل إن الغالبية من العرائس لا تزال تختار الثوب الأبيض يوم زفافها، مبينة أنه على الرغم من صعوبة تحديد تاريخ وأصل هذه العادة؛ فإن نشأة تقليد فستان الزفاف الأبيض -بالنسبة لكثيرين- ترتبط بحدث ملكي؛ ففي العاشر من فبراير/شباط 1840 في لندن تزوجت الملكة فيكتوريا من الأمير ألبرت في فستان أبيض من تصميم الفنان ويليام دايس.
ولم تكن الملكة فيكتوريا أول من اختارت هذا النوع من الفساتين؛ فقد تم إدراج الثوب الأبيض في كتابات مونتين عام 1581، وفي لوحات عصر النهضة أو حتى في أثناء زواج الملكة ماري ستيوارت عام 1558، كما توضح الكاتبة.
كيف أصبح اللون الأبيض مهما جدا؟
وترى الكاتبة أن اللون الأبيض في الغرب يرتبط بالنقاء؛ إذ تقول أمينة متحف الموضة لمدينة باريس، آن زازو، "وضع القرن 19 حدا للتطور من خلال وضع فستان الزفاف -بشكل دائم كآخر فستان للفتاة قبل دخول عالم الزواج- شاهدًا نهائيًّا على نقائها وعذريتها، وهكذا أصبح الثوب الأبيض هو القاعدة"، بينما تعلق لوري دي ساجازان، إحدى مصممات فساتين الزفاف حسب الطلب، بقولها "لم يعد الفستان الأبيض اليوم يرمز إلى العذرية، ولكنه فستان يربط العروس بالتقاليد".
علامة على البذخ
وتشير الكاتبة إلى أن الدراسات توصلت إلى أن الاحتفال بالزواج يمثل الاتحاد بين عائلتين ويُعد مناسبة لإظهار الثروة، ولذلك يجب أن يكون فستان العروس جديدًا وفخمًا.
في حين تتابع آن زازو قائلة "قبل القرن 14 على وجه الخصوص، كان اللون أقل أهمية مقارنة بالمظهر الفاخر لقماش الثوب وجودة النسيج".
وتبين الكاتبة أن هذه أيضًا -أي اللون مقارنة بنوع القماش والنسيج- تعتبر نقطة مشتركة بين ملابس الزفاف التقليدية حول العالم؛ ففي الهند تكون العروس مزينة بالذهب، وفي المغرب العربي ترتدي ما يصل إلى 7 أزياء خلال الاحتفالات، وفي المكسيك يكون فستان العروس ضخمًا ومتعدد الألوان، وفي المقابل في آسيا يهيمن اللون الأحمر -بوصفه علامة على الرخاء- على أزياء العروس، وبالتالي فهم لا يولون أولوية وأهمية كبيرة للون، بل إنها مسألة تقاليد وذوق أكثر من مجرد لون.