تربي الأم حتى يصير أطفالها شبابا ويستقلون بحياتهم المادية فينخرط كل منهم بأحوال مجتمعية خاصة، وقد ينشغل البعض أو تلهيه المسؤوليات عن مراعاة والديه، وهو ما دفع سيدة ما زال زوجها على قيد الحياة ولكن أبنائها عزفوا عن تحمل نفقات الأب والأم بعد زواجهم، للسؤال عن إمكانية رفع دعوى قضائية ضدهم لإجبارهم على الإنفاق عليهما، وذلك عبر دار الإفتاء.
وأجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال الأم برفع دعوى لإجبار أبناءها على النفقة عليها، بقوله إن الوصول إلى حد شكوى الأم بأنها «مش لاقية تاكل وولادها ميسيرين، سواء زوجها عايش أو لأ»، فإن هذا يشير إلى خلل بهذه الأسرة وقد يكون ناتج عن خطأ في التربية.
وأضاف «وسام» أنه يجب مراعاة ذلك عند تربية الأبناء للنشأة على الطريقة صحيحة، فهذه القيم ليست من جهة الشرع فقط، موضحا أن الشرع أكد هذه الحقوق، ولكنها قيم لا ينكرها عاقل واتفق عليها العقلاء بغض النظر عن الأديان، التي أكدت بدورها على تلك الحقوق ومشددة على أدائها، لذا يجب على الأبناء أن يجتمعوا على الإنفاق ومراعاة والدتهم، كلا منهم على حسب طاقته وقدرته المالية.
كما أكدت دار الإفتاء وجوب نفقة الزوج على زوجته والتي تشمل نفقة المأكل والمشرب والملبس والعلاج دون تقصير، وفي حالة عدم قيامه بذلك الواجب في تلك الأمور الواجبة، ففي هذه الحالة تصبح ديّنًا عليه من وقت امتناعه عنها، وذلك على المفتى به، وهو المعمول به قضاءً أيضا.