منذ انطلاقه في عام 2005 ويعرف عن فيس بوك أنه واحد من أكثر المواقع زيادة في عدد المستخدمين في تاريخ الإنترنت. المنصة الشهيرة وبعد 5 أعوام فقط من انطلاقها كانت الأكثر نمواً في العالم لتبدأ في خطواتها الكبيرة التي مكنتها من الوصول لما هي عليه اليوم.
كل هذا النجاح بدأ في التوقف منذ فترة وخصيصاً عندما انخفض معدل زيادة عدد المستخدمين ليصل تقريباً إلى 1%. الأمر مفهوم كون المنصة يستخدمها أكثر من 2 مليار مستخدم ومن الصعب أن تحقق معدل نمو كبير ولكن الأمر لم يتوقف هنا حيث انخفض عدد مستخدمي فيس بوك لأول مرة في التاريخ خلال الربع الأخير من 2021.
انخفض عدد مستخدمي خلال تلك الفترة من 1.93 مليار مستخدم إلى 1.929 مليار مستخدم (مليون مستخدم أقل) تركز أغلبهم في أمريكا الشمالية بحسب The Verge لتكون المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر.
الأسوأ أن المنصة لم تتمكن من تحقيق عوائد الإعلانات التي كانت تتوقعها خلال نفس الفترة ما أدي وبالإضافة لانخفاض أعداد المستخدمين إلى خسارة الشركة 200 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال الساعات القليلة الماضية.
الأمر ليس كارثياً كما يبدوا فشركة ميتا حققت 40 مليار دولار كصافي أرباح خلال العام الماضي فقط ولكن بعض الشركات التابعة لها لم حقق أي أرباح. شركة Oculus مثلاً حققت أكثر من 10 مليار دولار كخسائر كون الشركة تستثمر كثير من الأموال بها ولا تجني أي عائد حتى هذه اللحظة.
ويرجح السبب وراء انخفاض عدد مستخدمي فيس بوك هو زيادة المنافسة في سوق مواقع التواصل الاجتماعي الذي يبدو أن إنستاجرام وتيك توك في طريقهم للسيطرة عليه خلال الفترة القادمة أو على الأقل تحولهم للمنصات الأكثر شهرة حتى وإن لم يكونوا الأكثر في عدد المستخدمين.
الفضائح المتعلقة بالخصوصية التي تظهر من فترة لأخرى تعد أيضاً من العوامل المؤثرة بشدة خاصة أنه يتبعها حملات لإغلاق حسابات المستخدمين اعتراضاً على انتهاك خصوصيتهم.
الشركة الأمريكية حاولت تقليل تلك الآثار عبر إعادة تسمية الشركة من فيس بوك إلى ميتا حتى تتجنب على الأقل تأثر باقي الخدمات بسمعة فيس بوك السيئة ولكن فيس بوك نفسه لم يسلم من أفعاله حتى هذه اللحظة. فهل تكون بداية النهاية لفيس بوك أم كبوة صغيرة؟