تغسيل المتوفى فرض على كل مسلم قبل إجراء مراسم الدفن، وفقا لقواعد الدين، التي تنص على أن «الرجال يغسلون الرجال»، والسيدات لذوي جنسهن أيضا.
ما هو الغُسل؟
من جانبها، أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، أن الغُسل هو تطهير الشيء وتنقيته، والتغسيل هو المبالغة في غسل الأعضاء، مشيرة إلى أن تغسيل الميت ودفنه فرض كفاية إذا قام بهما البعض سقط عن الباقين
وروى البخاري من حديث أم عطية نسيبة الأنصارية، رضي الله عنها، أنها قالت: توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج فقال: «اغْسِلْنَهَا ثَلاَثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ».
كما أشارت «الإفتاء» لقول أبو داود عن الحصين بن وحوح رضي الله عنه: أن طلحة بن البراء رضي الله عنه مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعوده، فقال: «إِنِّى لَا أَرَى طَلْحَةَ إِلَّا قَدْ حَدَثَ فِيهِ الْمَوْتُ، فَآذِنُونِي بِهِ وَعَجِّلُوا فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِجِيفَةِ مُسْلِمٍ أَنْ تُحْبَسَ بَيْنَ ظَهْرَانَي أَهْلِهِ».
هل يجوز تغسيل الزوجة زوجها؟
وأجابت دار الإفتاء على هذا السؤال الشائك، مؤكدة أن الأصل أن لا يغسل الرجل إلا الرجل، وفقا لقول الإمام النووي في روضة الطالبين «الأصل أن يغسل الرجالُ الرجالَ، والنساءُ النساءَ، والنساء أولى بغسل المرأة بكل حال».
وأوضحت الدار أنه يجوز للزوجة أن تغسل زوجها باتفاق الفقهاء، بل وقدمت الأولى على غيرها عند مذهب المالكية؛ إذ روى أبو داود وابن حبان والحاكم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «لَوْ اسْتَقْبَلْت مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْت مَا غَسَّلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَّا نِسَاؤُهُ».
واستندت دار الإفتاء المصرية لقول شيخ الإسلام الشيخ زكريا الأنصاري في «شرح منهج الطلاب»: «ولزوجة غير رجعية غسل زوجها..؛ لأن الزوجية لا تنقطع حقوقها بالموت بدليل التوارث، وقد قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «لَوْ مِتِّ قَبْلِي لغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ» رواه ابن ماجه وغيره، وقالت عائشة رضي الله عنها: (لَوْ اسْتَقْبَلْت مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْت مَا غَسَّلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَّا نِسَاؤُهُ)»، رواه أبو داود.
كما قال العلامة ابن قدامة في «المغني»: تغسل المرأة زوجها، وقول ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن المرأة تغسل زوجها إذا مات، قالت عائشة رضي الله عنها: «لَوْ اسْتَقْبَلْنا مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْنا مَا غَسَّلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَّا نِسَاؤُهُ»، رواه أبو داود.