ضمت قائمة فوربس لعام 2021 لأصحاب المليارات في العالم 328 امرأة، بزيادة أكثر من 36٪ عن العام السابق، بما في ذلك أصغر مليارديرة عصامية في العالم.
سجلت أغنى امرأة في العالم، وريثة لوريال، فرانسواز بيتنكور مايرز، أكبر مكسب للدولار بين النساء اللواتي ترتبط ثروتهن بالأسهم العامة. ارتفع سعر سهم L’Oreal ، التي تمتلك فيها هي وعائلتها حصة 33٪، ما يقرب من 40٪ منذ مارس الماضي 2020، مما ساعد على إضافة 24.7 مليار دولار إلى صافي ثروة فرانسواز بيتنكور مايرز.
حسب موقع forbes.com، فقد تراجعت أرباح الشركة البالغة 33.6 مليار دولار بنسبة 6٪ في عام 2020 ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى فقدان المستهلكين شهيتهم للماكياج أثناء إجراءات الحجر الصحي. ومع ذلك، لا يزال المخزون يرتفع بنسبة 38٪ بفضل انتعاش الطلب على مستحضرات التجميل، وخاصة منتجات العناية بالبشرة، وخلال ديسمبر الحالي وصل إجمالي ثروة مايرز إلى 93.6 مليار دولار لتحتل المركز 11 عالمياً على مستوى المليارديرات ذكوراً وإناثاً، وتقترب بشدة من أصحاب الـ100 مليار دولار، في مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات.. فكيف جمعت فرانسواز بيتنكور ثروتها..؟
ورثت فرانسواز بيتنكور ثروتها من والدتها، ليليان بيتينكور، المتوفاة عام 2017، والتي أسس والدها، يوجين شويلر، صاحب العلامة التجارية الأشهر في عالم المكياج والتجميل "لوريال" (L'Oreal) الفرنسية، مخترع صبغات الشعر وعملاق مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة.
على الرغم من الحياة المخملية التي عاشتها مايرز في كنف والدتها ووالدها، لم تهتم بعالم المال والأعمال، ولا عالم التجميل ومستحضرات العناية بالبشرة، وعلى الرغم من أنها الابنة الوحيدة لعائلتها، لم تعش فرانسواز حياة الحفلات والسهرات كوالدتها بل انهمكت في دراستها الجامعية لتصبح أكاديمية معروفة ومؤلفة لعدد من الكتب المهمة والمشهورة.
لطالما كان والد فرانسواز بعيدًا عن المنزل فقد خدم أربع مرات في مجلس الوزراء الفرنسي وكان عضوًا في الجمعية الوطنية، لذلك قضت فرانسواز معظم وقتها مع والدتها إلا أنها كانت فتاة هادئة تعزف البيانو وتعشق المطالعة، لم تجذبها الأضواء والشهرة والحياة الصاخبة التي كانت والدتها تحياها بل كانت تقضي معظم أوقاتها في العلم والثقافة.
كانت ليليان والدة فرانسواز أحد مشاهير فرنسا لعقود طويلة فوالدها الكيميائي يوجين شويلر الذي اخترع في عام 1907 تركيبة جديدة لصبغ الشعر تسمى L’ Oreal وأسس شركته التي أنتجت في البداية منتجات الشعر الرائدة، وبحلول بداية القرن الحادي والعشرين نمت شركته لتصبح شركة عملاقة تضم العلامات التجارية الرائدة في العالم، بما في ذلك العلامات التجارية الفاخرة. توفيت والدة ليليان شيلر عندما كانت في الخامسة من عمرها - فنشأت مع والدها، في سن 15، أي منذ عام 1937، ساعدته في عمله، وكانت تقوم بلصق بطاقات البيانات على زجاجات الشامبو ومستحضرات التجميل وتقوم بخلط مستحضرات التجميل. لتتعلم مهارات والدها، في عام 1950، تزوجت ليليان من أندريه بيتينكور، ثم انجبت ابنتها الوحيدة، فرانسواز وليتوفى والدها وترث إمبراطوريته التجميلية العملاقة في عام 1957.
عقب 50 عامًا من الصفقات الناجحة وشراء أسهم شركة نستله وما إلى ذلك، أصبحت والدة فرانسواز البطلة الرئيسية في الصحف الشعبية الأوروبية، وعندما توفى والد فرانسواز في عام 2007، عانت فرانسواز من مشكلة كبرى حيث أصيبت والدتها بالزهايمر والخرف منذ عام 2006، وقام أحد أصدقاء والدتها باستغلالها وأجبرها على منحه الهدايا وإعطاؤه المال بانتظام، وكان من بينها لوحات للفنان بيكاسو بالإضافة إلى جزيرة مساحتها 670 فدانا في سيشل، فأنفقت عليه حوالي مليار يورو.
• دخول اضطراري لعالم الشهرة والمال والأعمال
فاضطرت فرانسواز أن تغادر كوكبها العلمي الهادئ وتعانق الأضواء وتدخل في عالم المال والأعمال لتدافع عن اموال العائلة، ورفعت فرانسواز دعاوى قضائية بعد مخاوفها من أن والدتها تتعرض لاستغلال من جانب المحيطين بها في ظل تراجع حالتها الصحية، ليأمر قاضي فرنسي بوضع الأم تحت رعاية عائلتها بسبب تدهور صحتها.
عقب وفاة الأم عن عمر 94 عاماَ، عام 2017 استيقظت الكاتبة والأكاديمية الفرنسية المعروفة فرانسواز بيتنكورت مايرز، لتجد نفسها سيدة الاعمال الأولى بالعالم، فهي رئيسة مجلس إدارة الشركة التي تمتلكها عائلتها، حققت فرانسوزا نجاحات بارزة لتزيد ثروتها وتتحول لأغنى نساء العالم في 2021.