كشف وزير المياه والري المهندس محمد النجار ان الاردن يواجه تحديات في قطاع المياه بسبب قلة الموارد والطلب المتزايد الذي يفوق التزود المائي 200 بالمئة،مؤكدا ان احتياجات وتوسع القطاع الاقتصادي والتزايد السكاني بسبب الهجرات المتلاحقة اسهم في تزايد تلك التحديات ،مبيناً ان الاردن يعتمد على 53 بالمئة من مصادره على المياه الجوفية وان 10 احواض مائية من اصل 12 تعاني من الاستخدام الجائر، ما يهدد الوضع المائي مستقبلاً ويؤثر على نوعية المياه اضافة الى التهديد البيئي .
واشار وزير المياه الى دور الادارة الحكيمة للمصادر الجوفية رغم صعوبة السيطرة عليها مقارنة بالمصادر السطحية اضافة الى التغير المناخي في تقليل كميات المياه.
مديرة مكتب اليونسكو في عمان الدكتورة آنا باوليني اكدت ندرة مصادر المياه في اقليم الشرق الأوسط وتزايد الطلب على المياه وتزايد الحالة سوءاً في العديد من الدول نتيجة النمو السكاني والتغيرات في الحالة الأجتماعية والأقتصادية وتغير المناخ ما يتطلب صياغة استراتيجيات لإدارة المياه لتكون امراً حيوياً للتنمية المستدامة مستقبلاً.
وبينت ان المؤتمر الاقليمي للدول العربية يشكل جزءاً من المشروع الذي بدأه البرنامج الهيدرولوجي الدولي لليونسكو بالتعاون مع صندوق البيئة العالمية ومنظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة والوكالة الدولية للجيولوجيا المائية مشيرة الى عناصر المشروع الاساسية في اقامة مشاورات اقليمية تشمل الاميركيتين وافريقيا والشرق الاوسط واوروبا اضافة الى عقد المؤتمرات الاقليمية منها المؤتمر الحالي في الاردن.
وبينت ان النتيجة النهائية للمشروع ستكون في اطار عمل عالمي يتألف من مجموعة من ادوات الحكومة التي تتعلق بمبادئ توجيهية للسياسات والتشريعات والانظمة والممارسات العرفية ما يعزز تقييم المياه الجوفية كمورد طبيعي رئيسي، والفرص الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وشدد كل من ممثل اللجنة الاقتصادية الاجتماعية لغرب آسيا كارول شوشاني والامين العام للجمعية العالمية للهيدرولوجيا شامي بري وممثل البنك الدولي ماركوس ويجنن وممثل منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة محمد بازا والسكرتير العام للجنة الوطنية في اليونسكو في عمان انتصار القهيوي على ضرورة الوصول الى الحوكمة الرشيدة من خلال اطار عمل عالمي منظم وتطوير الابحاث العلمية وتفعيل التشريعات والاتفاقيات في مجال المياه واتباع سياسات تناسب خاصية البلد في ظل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتزايد السكاني على المصادر المائية وبما يوفر مصادر جديدة ويسهم في تحسين نوعية المياه والامن الغذائي .
بدأت وجاءت تصريحات وزير المياه وخبراء المياه السابق ذكرهم خلال مؤتمر اقليمي في عمان لحوكمة مصادر المياه الجوفية في المنطقة العربية الذي تنظمه منظمة اليونسكو ووزارة المياه والري دولي بدأ امس الاثنين ويستمر ثلاثة ايام ،ويشارك فيه مندوبون عن الاردن والمؤسسات الاقليمية وخبراء المياه الجوفية من خمس عشرة دولة عربية وشمال افريقيا، بهدف زيادة الوعي بالإدارة السليمة لمصادر المياه الجوفية اللازمة لحل ازمة المياه العالمية وتحديد التحديات التي تواجه ادارة المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة وتجهيز المؤسسات لمواجهة مخاطر تغير المناخ والنمو السكاني والتوتر بين المناطق الحضرية والريفية وتلوث المياه الجوفية.