جراءة نيوز-عمان:
ويترقب إرشيد ورفاقه في مطبخ الأخوان المسلمين إتجاهات القصر الملكي بخصوص إختيار رئيس الورزاء للمرحلة المقبلة فالإتجاهات هنا تعكس الإجابة على السؤال التالي : كيف قرأ أصحاب القرار مسيرة إنقاذ الوطن التي كانت أضخم مسيرات الحراك الأردني ؟.
وهذا الإنتظار بوضوح سعى إرشيد وغيره في صف المعارضة لمنحه أكبر جرعة ممكنة من المعارضة والتأطير والإستثمار السياسي قبل ساعات قليلة من تحديد إسم رئيس الوزراء.
هنا حصريا برزت إتصالات مع الجبهة الوطنية للإصلاح التي يقودها الزعيم السياسي الكبير والمؤثر أحمد عبيدات حيث تقرر العمل على تنظيم مسيرة أخرى ضخمة تحت لافتة جبهة عبيدات هذه المرة, الأمر الذي يمكن إعتباره التطور الأكثر تعقيدا في مسار المشهد السياسي الأردني الداخلي بعد مسيرة الجمعة الماضية.
إرشيد صرح مبكرا بأن الجبهة الوطنية للإصلاح بدأت التحضير لمسيرة ضخمة على مقاس (إنقاذ الوطن) وقد تكون أضخم وإرشيد قال لـ(القدس العربي): سنشارك تحت إطار الجبهة بالتأكيد في هذا الجهد.
مراقبون إعتبروا الإعلان عن مسيرة ثنائية ضخمة تحولا دراماتيكيا في مسار الأحداث ورسالة قوية جدا تحاول الضغط على مؤسسة القرار قبل الإتجاه بعناد نحو إنتخابات تقاطعها الجبهتان الإسلامية والثانية التي يتزعمها عبيدات.
لم يتسنى الإتصال بعبيدات ومجموعته لكن خلال الإتصالات الأخيرة قال الإسلاميون للمطبخ الذي يدير الأمر في جبهة الإصلاح الوطنية: إمضوا قدما ونحن سنكون بمثابة الجنود تحت لافتتكم.
يبدو أن إتصالات مع شخصيات أخرى مهمة جدا في المعادلة الوطنية تجري لإضفاء طابع مختلف عن المسيرة الجديدة التي تقررت ولم يتحدد موعدها بعد والهدف حسب مراقبين واضح : إظهار الجدية في مواجهة إستراتيجية إجراء الإنتخابات بموجب الصوت الواحد ومحاولة ثني القصر الملكي عن المضي قدما في هذا السياق.
لم يتحدد موعد المسيرة الجديدة بعد لكن لإنجاح الترتيب ستبدأ قريبا إتصالات شخصية بين عبيدات والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور وأخرون في قيادة الأخوان هدفها إبلاغ الوطنية للإصلاح بزعامة عبيدات بأن الأخوان المسلمون لديهم الإهتمام الكافي بالحرص على علاقة إيجابية مع الجبهة الإصلاحية الوطنية.
حصل ذلك بعدما شكلت مسيرة (إنقاذ الوطن) حالة (إغراء) لقوى أخرى في المشهد تحاول عدم مغادرة مسرح الربيع العربي بدون تغيير حقيقي في المسار الإصلاحي الأردني.
لاحقا علمت (القدس العربي) بأن الحركة الإسلامية تجري تقييمات (جذرية) للحالة وفقا لإعتبارات ما بعد الخامس من الشهر الجاري حيث حسم (الإنجاز) الذي تحقق في الميدان بإخراج أضخم مسيرة شعبية وبدون نقطة دم واحدة أو أي إحتكاك من أي نوع سلسلة من التزاحمات والخلافات الداخلية في الحركة الإسلامية لصالح الجبهة الفاعلة اليوم قرار الإسلاميين.
التقييم سيقرر بصورة محددة حسب مصادر القدس العربي ما هو مقنع أو مرفوض أو مقبول في المرحلة اللاحقة ليس على صعيد تجديد المفاوضات مع مؤسسات النظام بالعنوان السياسي ولكن أيضا والأهم على صعيد مبادرة سياسية يقطف الإسلاميون عبرها منجزا سياسيا ويظهرون المسافة التي تعزلهم عن التوتير والتأزيم.