لا تزال ارتدادات التصريحات الصادمة التي أدلت بها فنانة سورية شهيرة، بخصوص "المجاعة” التي تضرب مناطق سلطة النظام السوري، يوم الثلاثاء الماضي، تتوالى على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة وأن الممثلة المعروفة، كانت خاطبت رئيس النظام السوري بالاسم، في حوارها لإذاعة محلية. وكانت الفنانة السورية هدى شعراوي، إحدى بطلات مسلسل "باب الحارة” بشخصية القابلة "أم زكِي” قد قالت في حوار لإذاعة محلية، إن الناس تأكل من القمامة في سوريا، بسبب الغلاء الذي يضرب مناطق سلطة النظام.
وتوجهت شعراوي المشهورة بأدوار البيئة الشامية، في الدراما السورية، باستغاثة إلى رئيس النظام بشار الأسد، بسبب الغلاء والفقر الذي أوصل الناس إلى الأكل من الحاويات: "يا سيادة الرئيس، ألله يوفقك، خلّيك معنا” ثم سردت له ما شهدته بأم العين، من فضيحة عن رجل سوري يعرض ابنه البالغ من العمر ست سنوات، للبيع في أحد أحياء دمشق القديمة، بسبب عجزه عن مجرد تأمين الطعام لأولاده الستة، كما قالت في الفيديو الذي شهد انتشارا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ يوم الثلاثاء الماضي.
وقالت شعراوي للأسد: "أنا أرى الناس يلتقطون الطماطم العفنة وبقايا الطعام المرمي” من حاويات القمامة. هذا أراه بعيني”. وأضافت: "غلاء فاحش، ياربي، من أين سيأكل الفقير؟”.
ووصلت سوريا إلى أسوأ وضع اقتصادي في تاريخها المعاصر، بعد حرب رئيس النظام السوري المستمرة، منذ عشرة أعوام، بعيد انطلاق الانتفاضة الشعبية المطالبة برحيله، أو سقوطه، فأدخل الجيش إلى المدن الثائرة ضد حكمه، واستعمل الطيران والدبابات في قمع التظاهرات التي اندلعت في أغلب المحافظات. وتنهي الثورة السورية السلمية على بشار الأسد، عامها العاشر بعد عدة أيام، وسط دمار عشرات المدن بصواريخ ومدافع جيش الأسد وبراميله المتفجرة، ومقتل ما لا يقل عن نصف مليون مواطن سوري، وتهجير ونزوح أكثر من ثمانية ملايين، واعتقال ومقتل عشرات الآلاف من المعارضين للنظام، تحت التعذيب في سجون الأسد. إلى ذلك، يسعى رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى تحويل بوصلة الاحتجاجات المتنامية ضد نظامه، إلى العقوبات المفروضة عليه، أميركيا وأوروبيا، ودأبت وسائل إعلامه على ترويج سبب الانهيار الاقتصادي بأنه من تبعات العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه.
في غضون ذلك، ارتفعت الأصوات الاحتجاجية على التدهور الاقتصادي الذي ضرب البلاد، ومن داخل مناطق سلطة الأسد، فقمعها نظام الأسد، باعتقالات فورية طالت عددا من الناشطين بينهم شخصيات من مؤسساته الإعلامية كالمذيعة هالة الجرف، ومن عدة محافظات، بعد توجيه الاتهام للأصوات المنتقدة لتفشي الفساد في حكمه، وبأن الفساد هو السبب الأصلي في ما وصلت إليه البلاد من مجاعة وفقر غير مسبوقين، بأنها "تتآمر” مع الخارج، وتتواصل مع "صفحات مشبوهة” بحسب لائحة الاتهام التي أعلنتها داخلية الأسد، في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأقرت داخلية الأسد، باعتقال ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، بتهمة نشر أخبار كاذبة عن الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد وتفشي الفساد، وهدّدت بقية الناشطين بالاعتقال، ببيان، في ما وصف بحملة ترهيب رافقت سعي بشار الأسد، لإعادة انتخاب نفسه، رئيساً للبلاد، وسط رفض محلّي وإقليمي ودولي واسع لبقائه في السلطة.