مع نهاية الخميس يودع الطلبة مدارسهم إلى "إشعار آخر" .. فراق جديد بين الطالب و صفه، ومقعده الذي انتظر الجلوس عليه طويلا بعد غياب عنه لأكثر من ستة أشهر.
يعود الطلبة إلى منازلهم والحزن في أعينهم مفارقين بيتهم الثاني تاركين كتبهم وأقلامهم التي ستشتاق لمبراتها، ودفاترهم التي ستنتظر الممحاة علها تستطيع محو الآلام التي تسبب بها فيروس كورونا للصفوف وجعلها مهجورة من الأحباء.
ويسري اعتبارا من صباح الجمعة قرار وزيرا التربية والتعليم تيسير النعيمي والتعليم العالي محي الدين توق، في الحكومة المستقيلة، بتعليق دوام المدارس إلى إشعار آخر، واعتماد أسلوب التعليم عن بعد في المدارس والجامعات.
القرار بررته الحكومة بأنه يأتي للحفاظ على صحة الطلبة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، وارتفاع أعداد الإصابات إلى مستوى غير مسبوق خصوصا في الأسابيع القليلة الماضية.
إلا أن الكثير من أولياء الأمور طالبوا الحكومة بالعدول عن القرار واعادة الطلبة إلى مدارسهم وجامعاتهم لعدم قناعتهم بالتعليم عن بعد الذي يرونه غير مجد في ايصال المعلومات الكافية لأبنائهم.
وازدادت هذه المطالبات مع تكليف رئيس الوزراء بشر الخصاونة بتشكيل الحكومة، إذ وجه ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي مطالب بالعدول عن القرار وارجاع الطلبة للتعليم المباشر مع إيجاد آلية تضمن التباعد الجسدي وحمايتهم من فيروس كورونا.
وقال الناشطون إن القرار أضر بالعملية التعليمية خصوصا أنه يأتي بعد تعليق طويل للدراسة منذ شهر آذار الماضي في أول اجراءات مواجهة كورونا.
في مقابل ذلك، اعتبر مواطنون القرار يصب في مصلحة الطلبة واهاليهم والمجتمع بشكل كامل ويساهم في عدم انتشار الفيروس في ظل التقارير التي وصفت الطلاب بالمدارس بأنهم "ناقل صامت للمرض" كون الأعراض لا تظهر على معظمهم.