جراءة نيوز-عمان :
نشرت مواقع اميركية تفاصيل تقرير رسمي صادر عن السفارة الامريكية في عمان مؤرخ بتاريخ 5/9/2011 ورقمه المرجعي Amman 332702 ومصنف سري بواسطة السفير انذاك في الاردن ادوارد غنيم.
وذكر التقرير ان لقاء ضم قادة حزب جبهة العمل الاسلامي بالضابط السياسي وامام مسلم اميركي المعروفين لدى زعماء الحزب، ودار الحوار حول قضايا ذات اهتمام مشترك لفائدة الولايات المتحدة والمسلمين.
وذكر التقرير ان القيادي الاخواني جميل ابو بكر أنتقد وألب الولايات المتحدة الامريكية ضد النظام الهاشمي في الاردن بقوله «انه لا يمثل الشعب» .
وجاء في التقرير الامريكي السري :
انه في 13 حزيران التقى كل من الضابط السياسي والإمام يحيى هندي مع قادة حزب جبهة العمل الإسلامي: حمزة منصور (الأمين العام)، وعبد اللطيف عربيات (رئيس مجلس الشورى)، جميل أبو بكر (رئيس مجلس إدارة صحيفة السبيل الأسبوعية) وسعود أبو محفوظ (مديرعام السبيل).
الغرض الأساس من زيارة الامام هندي إلى الأردن كان لإيصال وجهة نظر المسلمين في الولايات المتحدة بعد 11 أيلول، ولمواجهة الشائعات والحكايات التي تدور الآن في المنطقة حول معاملة المسلمين في الولايات المتحدة.
الهدف الأدق من اجتماع 13 حزيران كان استئناف الاتصالات الروتينية بين السفارة وحزب جبهة العمل الإسلامي التي تعطلت لسنتين بسبب سلسلة من قضايا تأشيرات الدخول لقادة إسلاميين بارزين.
قال التقرير ان زعماء جبهة العمل الإسلامي رحبوا بالضابط السياسي والهندي، وكلاهما معروف لزعماء جبهة العمل الإسلامي من الاجتماعات السابقة.
الهندي أطلق العنان للحديث عن الفكرة المحورية التي تناولها في معظم زياراته والتي تتعلق بتشجيعه قادة جبهة العمل الإسلامي على الانخراط في حوار مع المسؤولين الامريكيين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لفائدة الولايات المتحدة والمسلمين.
وافق عربيات على ضرورة الحوار مع الولايات المتحدة وفق التقرير .
وأشار الى احترامه للقيم الأميركية الأساسية (على سبيل المثال الديمقراطية والحرية والعدالة). ولكنه انتقد ما يعتبره تخلي الولايات المتحدة عنها في رد فعل عدواني تجاه الإسلام وحرب غير مقدسة تجاه المسلمين.
كما اشار عربيات أن الولايات المتحدة يمكن أن تستفيد من إعادة دمج القيم الأخلاقية - القيم التي يمكن أن يوفرها الإسلام- في ثقافتها. في قوله هذا، طرح فكرة الشراكة الأمريكية-الإسلامية - كما اتهم عربيات الولايات المتحدة بخوض حرب ضد المسلمين.
و استشهد بخطاب حديث للرئيس جورج بوش حيث من المفترض أنه وعد الأمريكان الصهاينة بأنه سيشن حرباً على المسلمين حتى يصبحوا غير قادرين على الدفاع عن انفسهم وحليقي الذقون .
وعندما طلب منه الضابط السياسي نسخة من الخطاب اشارعربيات انه كان ينقل عن التعليق العربي على الخطاب بدلاً من الخطاب نفسه.
اعترف منصور بدور المسلمين الأميركيين في توازن وجهات النظر الأميركية تجاه الإسلام، ولكنه شدد على واجب سفارات الولايات المتحدة في نقل صورة الاتجاهات والحساسيات داخل البلدان الإسلامية بصراحة وقال» أنه يدعم الحوار بين السفارة الاميركية وحزب جبهة العمل».
وأوضح منصور معتذراً أن ما منعه من حضور مأدبة الغداء تكريما للامام الهندي في 11 حزيران هو المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في جميع مستويات المجتمع الأردني.
الهندي علق على اعتذار منصور « أن ضياع هذا النوع من الفرص لا يغتفر ومحتمل ان يكون ضاراً لحزب جبهة العمل».
واكد منصور أن الحرب على الإسلام التي تقودها الولايات المتحدة تضر بالمعتدلين الإسلاميين وتعقـّـد الجهود التي تبذل لحشد الدعم ضد المتطرفين. كدليل على أن الولايات المتحدة تشن حربا على الإسلام، مستشهدا باستطلاع حديث غير معرّف يظهر أن 73% من الأمريكيين يدعمون الحرب على الإسلاميين ، وبجهد رامسفيلد لإذلال الرئيس الباكستاني مشرّف خلال جولته الأخيرة في جنوب آسيا.
ودلل منصور على تجاهل الولايات المتحدة لاصدقائها الإسلاميين المعتدلين، بالطريقة غير المتحضرة بإبطال تأشيرة دخوله في عام 2000 في تغيير لموضوع النقاش،مشيرا إلى أن جبهة العمل الإسلامي لم تقبل قط بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ولكنها تشعر أنه ليس للولايات المتحدة الحق في التدخل بقرار من يجب ان يقود الشعب الفلسطيني.
وابدى أبو بكر تأييده للحوار مع الولايات المتحدة وممثليها، قائلا أنه يعتبر هذا حتمية دينية. قوة الحتمية هذه يقابلها واجب مساعدة المسلمين الذين يتعرضون لضغوط خارجية في كل مكان. الكثيرون يشكون بفعالية الحوار، مما يقوّض كذلك مركز المعتدلين.
وقال أبو بكر متحدثاً عن المسلمين بشكل جماعي: نحن أمة يمكن أن تؤسر بالأفعال الطيبة .
ولكن لم يكن هناك أفعال جيدة من الولايات المتحدة، التي تدعم الأنظمة (يقصد بذلك النظام الهاشمي في الأردن) التي لا تمثل شعوبها.
واشار أبو محفوظ إلى الكراهية المتزايدة تجاه الولايات المتحدة في العالم العربي والتي يمكن تمييزها عن المشاعر المعتدلة تجاه الدول الأوروبية. كذلك عبر عن حيرته لتعامل الولايات المتحدة مع الحكومة الأردنية بدل الإسلاميين الذين بحسب قوله يمثّلون المواطنين أكثر مما تمثلهم الحكومة.
وأكد أبو محفوظ أنه لا يريد الولايات المتحدة كعدوّ. ولكنه قال أنه إذا اختارت الولايات المتحدة أن تشن حربا على الإسلام، فإن المسلمين سيكونون صبورين (أو حازمين) وستتحمل الولايات المتحدة تكاليف الكراهية التي شجعتها وستسود العدالة في نهاية المطاف.
واوضح الضابط السياسي أن الانطباع الخاطئ والمضلل بأن الولايات المتحدة تشن حرباً ضد الإسلام هو دليل على الحاجة للحوار بين الإسلاميين والمسؤولين الأميركيين.
وأضاف الهندي أن الحوار يعمل فعليا لإيصال وجهة نظر المسلمين في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وبهدف الوصول إلى فهم أفضل للحركات الاسلامية.
وفي نهاية اللقاء حصل الضابط السياسي على التزامات باجتماعات إضافية ستركز على مجموعة من القضايا التي تهم الإسلاميين في الأردن .
وخلص تقرير السفارة الى نتيجة مفادها «إن قادة حزب جبهة العمل الإسلامي قد حضروا الاجتماع وقدموا أنفسهم بوصفهم من المعتدلين الذين عانوا بسبب مواقفهم التصالحية نسبياً تجاه الولايات المتحدة».
وقد دعوا للتعايش بين الولايات المتحدة والاسلاميين المعتدلين كمنفعة متبادلة مع أنهم يرون أن السياسات الأمريكية الحالية معيبة وتأتي بنتائج عكسية.