يعيش عالم كرة القدم فترة عصيبة، بسبب تفشي فيروس كورونا، خلال الأسابيع الأخيرة، وكغيره من الأندية الكبرى، يعاني ريال مدريد من تأثير ذلك الوباء حاليا على إيقاف المسابقات المحلية والقارية.
بدأ ريال مدريد الموسم بطموحات عالية، بعد عودة الفرنسي زين الدين زيدان للقيادة الفنية وإبرام العديد من الصفقات المميزة، وعولت الجماهير على عودة الميرنجي لمنصات التتويج مرة أخرى عقب الموسم الماضي الكارثي.
وبالفعل بدأ زيزو وكتيبته في تحقيق الآمال، بحصد لقب كأس السوبر الإسباني في كانون الثاني الماضي، الذي أقيم في المملكة العربية السعودية، بالفوز في النهائي على أتلتيكو مدريد.
عدوى مثيرة للقلق
في الأيام الأخيرة عاش زيدان ولاعبوه حالة قلق قصوى؛ بعد تأكد إصابة تومبكينس لاعب فريق السلة بفيروس كورونا يوم 12 آذار الجاري، خاصة أن فريقي كرة القدم والسلة يتشاركان معًا التدريب بصالة الألعاب الرياضية، مما أثار الشكوك حول انتقال العدوى لعدد من لاعبي الفريق الأول.
وقررت إدارة الميرنجي فرض حجر صحي على اللاعبين والأجهزة الفنية والعاملين لمدة 15 يومًا، انتهت اليوم الجمعة بنتائج سلبية للجميع وفقًا للعديد من التقارير الصحفية.
ولكن في ظل الحظر الذي فرضته الدولة الإسبانية على المقيمين وتجميد النشاط الرياضي، لا يزال اللاعبون في منازلهم، مع أداء تدريبات مُخصصة تحت إشراف الجهاز الفني، للحفاظ على لياقتهم.
هدية زيدان
بالنظر للجوانب الإيجابية يعد تجميد النشاط بمثابة فرصة مميزة لزيدان، فقد جاء في فترة حاسمة من الموسم بعد فقدان الريال صدارة الليجا لصالح برشلونة، بالخسارة بهدفين لهدف ضد ريال بيتيس.
كما كان الميرنجي مُهددا بالإقصاء من دوري أبطال أوروبا، بعد خسارته بنتيجة (1-2) ضد مانشستر سيتي في ذهاب ثمن النهائي في معقله "سانتياجو برنابيو".
وسيُعيد زيدان تفكيره خلال فترة التوقف الحالية، وإعادة ترتيب أوراقه، سواء في المنافسة على تحقيق لقب الليجا، أو الاستمرار في الصراع على الفوز بدوري أبطال أوروبا.
وكان زيدان سيدخل مواجهة الإياب ضد السيتي في معقل الإنجليز، دون حارسه الأول تيبو كورتوا والظهير الأيسر مارسيلو بداعي الإصابة، وهو ما كان سيزيد متاعب "زيزو"، بالتأكيد، لولا التوقف.
وأيضًا سيستفيد المدرب الفرنسي قبل نهاية الموسم، باستعادة إيدين هازارد الذي خضع لعملية جراحية في كاحله، ومن ماركو أسينسيو الذي كان يستعد للعودة للمشاركة في الأسابيع الأخيرة.
وجاء التوقف هدية من السماء لزيزو، لأنه في حالة إقصائه من دوري أبطال أوروبا على يد السيتي، ربما كان سيرحل عن منصبه.
أزمات كبيرة
بالتأكيد تأثر ريال مدريد على المستوى المالي، بتوقف المسابقات المحلية والقارية، مما يضع الميرنجي في أزمة كبيرة كغيره من الأندية في العالم.
وبات مجلس إدارة النادي في وضع صعب، لتوفير رواتب اللاعبين العالية والجهاز الفني والعاملين في النادي، في ظل هذه الأزمة.
كما سيظهر التأثير الاقتصادي لاحقًا خلال سوق الانتقالات الصيفية، فيما يخص الصفقات التي كان يُخطط النادي لإبرامها، وأيضًا الأزمات في عقود اللاعبين المُعارين، خاصًة مع وجود حالة من الإصرار لدى رابطة الليجا على استكمال الموسم.
ولعبت قرارات تأجيل البطولات الكبرى مثل اليورو وكوبا أمريكا والأولمبياد، في صالح استمرار الدوريات الأوروبية حتى لو امتد التوقف لشهور، وأيضًا لاستكمال دوري الأبطال والدوري الأوروبي.