ملك البوب العربي"، مع هذا اللقب الغريب يعود مصطفى قمر إلى عالم الغناء، بعد انقطاع دام لما يزيد عن خمسة أعوام، وذلك بإطلاقه ألبوم "ضحكت ليا" الذي يمثل عودته الرسمية لفن الغناء، بعد أن كان آخر إصداراته "أنا متطمن" عام 2014.
ويضم الألبوم الجديد 12 أغنية، شارك بكتابتها عدد كبير من الكتاب المصريين، أمثال: تامر حسين وحسن عطية ومحمد عاطف وأسامة مصطفى وآخرين. وتتقاطع جميع الأغاني بـ"ثيمة" واحدة، وهي الأغنية العاطفية التي لازمت مصطفى قمر منذ انطلاقته الأولى سنة 1991، ولم يحِد عنها يوماً، حتى بعد أن لاحق أضواء السينما، وابتعد عن فن الغناء نسبياً بسبب عمله فيها؛ مع العلم أن أضواء السينما قد هجرت مصطفى قمر بدورها، فكان آخر ظهور له بالسينما قبل ثلاثة أعوام، في فيلم "فين قلبي" الذي فشل بإنقاذ مصطفى قمر من انهياره الفني.
وتعاون مصطفى قمر في الألبوم أيضاً مع عدد كبير من الملحنين والموزعين، أمثال: محمد يحيى، رامي جمال، توما، محمد النادي، وسام عبد المنعم وآخرين. ومن الممكن أن نعتبر تعاون قمر مع هذا الكم الكبير من الملحنين والموزعين الذين ينتمون لأجيال مختلفة، أمراً إيجابياً، إذ أدى لخلق ألبوم موسيقي متنوع وحيوي، يناسب أذواق الجمهور المختلفة؛ فالألبوم يضم بعض الأغاني التي تشبه لحد بعيد، بتوزيعها الموسيقي، أغاني مصطفى قمر بالتسعينات، مثل: "معجب" و"حبيبك اللي تحبه". كما يضم الألبوم أغاني تنتمي لأنماط موسيقية عدة، فهناك أغانٍ كلاسيكية مثل "ناوي"، وأخرى تعتمد على موسيقى الفلامنكو مثل "باب موارب"، وغيرها تعتمد على الموسيقى الإلكترونية الشائعة في أغاني البوب الجديدة بالمزاوجة مع آلة الساكسفون والآلات النفخية، مثل "انتي اللي اخترتي" و"س من الناس".
إلا أن هذا التنوع بالأنماط الموسيقية، يبدو غير ملائم للقب الجديد الذي أطلقه قمر على نفسه، "The king of Arab POP"، الذي يبدو فعلياً فضفاضاً وغير متناسب مع كل ما قدمه مصطفى قمر خلال مسيرته. ولكن إذا ما تجاهلنا مسألة اللقب الجديد، فإن ألبوم مصطفى قمر الجديد يبدو خطوة جيدة في طريقه بالعودة للغناء مجدداً، وفيه العديد من الأغاني المميزة، مثل "ناوي" و"س من الناس". ومن الممكن أن نعتبره أفضل ألبوم أنتجه قمر منذ ألبوم "منايا" (2002)، إذْ إن مستوى مصطفى قمر الفني كان قد بدأ ينحدر منذ ذلك الحين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن فيديو كليب أغنية "س من الناس"، الذي أنتجه مصطفى قمر بطريقة "الفيديو آرت" يبدو مميزاً ومبتكراً بالفعل، ومن خلاله، يعود مصطفى قمر ليذكرنا بما كان يميزه فعلياً، وهو الكليبات المبتكرة والغريبة، التي لا يزال بعضها عالقاً بأذهان الجمهور حتى اليوم.