تفاجئ الكثيرون و المتابعون للشأن الرياضي في المملكه ، من القرار الذي تجاوز قيم العداله الراسخه في مفهوم انسجام حجم العقوبة مع الفعل المرتكب ، بل تعداها الى العقوبة المجحفه بنظرهم و التي لا تنسجم مع البعد الانساني اولا" بطول مدة العقوبة و تجاوز لوائح العقوبات الرياضية ثانيا ،،و التي تمثلت باقصاء اللاعب عن ميدان الملاعب لمدة ستة سنوات !! مما يعني القضاء على مستقبله الكروي بالكامل بدلا من تصويب مساره .
في الوقت الذي يفترض بالعقوبة ان تحقق مفهوم الردع لضمان عدم تكرار الأخطاء المشابه فان المغالاه فيها ايضا" تجردها من مضمونها لتحولها الى نظرية القمع و التعسف في السلطه و ما سيتبع ذلك من اثار سلبيه نفسيه على جميع الاندية و اللاعبين و استفزاز جمهور المشجعين ، و الذي شاهدنا حدوث اعتصامات ترفض القرار.
هنا اتساءل ما هي الغايه من المبالغه بقرار عقوبه من شأنه أضعاف مسيرة نادي وطني مثل الفيصلي و ما هي ابعاد ذلك شعبيا" ؟! خصوصا" ان الفيصلي تخطى في مباراته الأخيرة عن جدارة و اقتدار شقيقه الند "الوحدات" في احدى اروع مباريات الدوري و التي حظيت بمتابعة جماهيريه حاشدة في الستاد و خلف الشاشات .
و يجدر الإشارة هنا انه بسؤالي الى رئيس اللجنة التأديبية الأسبق في الاتحاد و الذي شغل المنصب لمدة خمس سنوات، سعادة النائب قيس زيادين افاد -كما أعلن في تغريدته -ان العقوبة مبالغ بها جدا و لا تراعي تصويب مسار اللاعب المخطئ بقدر ما هي قرار بإعدام مسيرتة الكرويه !.،
علما" بأن إدارة نادي الفيصلي كانت قد أعلنت رفضها للفعل "اللااخلاقي" جدا الذي صدر عن اللاعب عدي زهران عقب المباراه و أوقعت عليه عقوبه مستحقه و مشددة بتطبيق لوائح العقوبات المرعية ، و كان من الأجدر تعزيز دور النادي و احترام قراره بإعطائه المساحه الكافيه امام لاعبيه باتخاذ العقوبة الرادعة .
في الوقت الذي نسعى فيه جميعا الى اعادة بناء ثقافة المنافسه و الروح الرياضيه و التشجيع الذي ترتقي به ملاعبنا ، و ضبط ردود فعل اللاعبين ، فانني ايضا" اتطلع مع خالص تقديري و احترامي الى قيام الاتحاد بإعتباره حاضن اساس لجميع الأندية الاردنيه باعادة النظر بالعقوبة بما يحقق غاية الردع و بمفهوم العداله و المساواه و عدم المغالاه.