وجه السيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة كلمة عبر مجلة جيش الشعب إلى رجال قوات المسلحة بمناسبة الذكرى السابعة والستين لتأسيس الجيش العربي السوري جاء فيها: إخواني رجال القوات المسلحة البواسل ضباطاً وصف ضباط وأفراداً.. يا أصحاب الشمم السامية والهمم العالية.. يا من تسيجون الوطن بأجسادكم وتذودون عن حدوده بأرواحكم.. يا من لا يعرف الخوف أو التردد سبيلاً إلى نفوسكم بزنودكم المفتولة تكتبون نصر أمة وبثقتكم بالنصر تصنعون لأجيالها القادمة مستقبلاً زاهياً مشرقاً وبإيمانكم الراسخ بالحق تتحدون الصعاب وتخوضون غمارها غير هيابين ولا وجلين.. فتحية لكم أبثها في الذكرى السابعة والستين لتأسيس حامي الحمى.. جيشنا المقدام.. الجيش العربي السوري الذي خاض وما يزال معارك الشرف والبطولة دفاعاً عن سيادة الوطن وكرامة الأمة والذي كان لمسيرته النضالية على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن دور بارز في الحفاظ على الهوية الحضارية للأمة وعلى مكوناتها الاجتماعية والثقافية والفكرية.
وأضاف الرئيس الأسد: أيها الإخوة الضباط وصف الضباط والأفراد، إن معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم.. معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.. فعدونا بات اليوم بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن والاستمرار في استنزاف قدراتنا الاقتصادية وكفاءاتنا العلمية وصولاً إلى إضعافنا ومنعنا من رسم مستقبلنا والانطلاق بمجتمعنا إلى مصاف المجتمعات المتطورة القادرة على مواكبة العصر ومستجداته وعلى مواجهة الأخطار والتحديات والتصدي لها.. أرادوا حرمان شعبنا قراره الوطني ودفعه إلى الارتماء بأحضانهم ولكن أذهلهم أن يروا هذا الشعب الأبي على قلب رجل واحد يواجه مخططاتهم ويتصدى لها ويلحق الهزائم بها فاندفعوا بحثاً عن مخارج لهزائمهم إلى نسج المزيد من المخططات لاستهداف قطرنا الصامد وإسناد مهمة تنفيذها إلى وكلائهم المحليين، إلا أن شعبنا بوعيه أحبط تلك المخططات وأسقط رهانات مصدريها على التأثير في وعي الشعب الذي أثبت أنه عصيّ على الترويض أو الاحتواء.
وخاطب الرئيس الأسد القوات المسلحة بالقول.. يا رجال الوطن لقد سطرتم مجدداً أروع ملاحم العزة والإباء والكبرياء وأثبتم بمواجهتكم الحرب التي تتعرض لها بلدنا وبتصديكم للعصابات الإرهابية المجرمة طيلة المرحلة الماضية أنكم أصحاب العزائم الصلبة والضمائر الحية وأنكم المؤتمنون على قيم الشعب الذي تنتمون إليه والأوفياء لتاريخه ولحضارته.. كنتم وستبقون عنوان ذلك الانتماء الأصيل للأرض التي غرستم أقدامكم فيها لتحصنوها ولتحولوا بينها وبين أي معتد آثم.
وتابع الرئيس الأسد: يا رجال العزة والإباء إليكم اليوم وفي كل يوم يتطلع شعبنا وأنتم تدافعون عن شرفه وكرامته وتعيدون إلى الوطن استقراره وإلى نفوس مواطنيه الأمن والسكينة بروح معنوية عالية وثقة كبيرة بالنفس وبإصرار دؤوب على تنفيذ الواجب المقدس بعزيمة لا تلين وبإرادة لا تقهر حتى بات كل فرد على امتداد ساحة الوطن يستمد قوته منكم ويرى فيكم الرجال الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن وللذود عن حياضه براً وبحراً وجواً.. إنكم اليوم مدعوون إلى مزيد من الجاهزية والاستمرار في الاستعداد كي تبقى قواتنا المسلحة درع الوطن وسياجه وحصنه.. ثقتي كبيرة بكم وجماهير شعبنا تنظر إليكم على أنكم صمام أمانها ومبعث فخارها وشرف انتمائها والمدافع عن قضاياها العادلة.. منكم تكتسب الصلابة في المواقف والثبات على المبادئ ومن دماء الشهداء يزهر الربيع إقحواناً ويسترد الوطن عافيته فتحية لأرواح شهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى الوطن الغالي وكانوا الشعلة المتقدة التي لا تنطفئ والتحية لأسر الشهداء ولذويهم والشفاء العاجل لجرحى بواسل جيشنا.. تحيتي لكم ثانية في هذه الذكرى المجيدة والنصر المؤزر لقضايا شعبنا وأمتنا