السلوادي يتحدث عن إنجازه وينتقد الغياب الأردني الرسمي في رياضة الـMMA - فيديو
كثيرون هم الأبطال الذين يعملون بصمت بعيدا عن أضواء الشهرة والإعلام، ويعتبر عبدالكريم السلوادي أحد هؤلاء الأبطال الذين تمكنوا من تحقيق أحلامهم رغم العراقيل التي وقفت في طريقه وحاولت ثنيه عن المضي قدما.
وبات السلوادي (23 سنة) مثالا محليا يحتذى في العمل الجاد، بعدما ظفر بحزام وزن الخفيف في منظمة "برايف" لفنون القتال المختلط MMA، إثر فوزه على لوكاس مينيرو بالضربة الفنية القاضية يوم الجمعة الماضي، في بطولة "برايف 18" التي أقيمت في العاصمة البحرينية المنامة.
وعاد السلوادي إلى أرض الوطن يوم الأحد، دون هالة إعلامية، رغم أن إنجازه من الناحية المنطقية، يعتبر أكثر أهمية من إنجازات أبطال آخرين وقف الكل تكريما لهم سواء في البطولات أو الاحتفالات الخاصة أو حتى على أرض المطار لحظة عودتهم مكللين بالألقاب أو الميداليات، علما بأن بطل منظمة UFC المعروف حبيب نور محمدوف، شارك في تتويج النجم الأردني باللقب.
السلوادي، الذي لبى دعوة "الغد" للحديث عن إنجازه، لا يكترث إطلاقا لكيفية تناول الشارع الرياضي لإنجازاته، فقد اعتاد على المعاملة الظالمة التي تتلقاها رياضة الـMMA في المملكة سواء على الصعيد الشعبي أو الرسمي، رغم النشاط الملحوظ الذي شهدته قبل أعوام مضت.
يعتقد السلوادي أن الأهداف التي يضعها لنفسه، كافية لدفعه أكثر نحو الأمام، وقال: "أنا مقاتل محترف، مازلت بعيدا عن الأهداف التي حددتها منذ انطلاقتي في هذه الرياضة، لو أردت القتال فقط من أجل المال، لاتخذت مسيرتي منحى آخر، لكنني هناك أحمل رسالة واضحة، وهي تمثيل العرب والمسلمين في هذه الرياضة المتنامية والإثبات أنه لا مستحيل في حال تواجدت الإرادة والعزيمة".
وبدأ السلوادي تدريبات الـMMA في سن الخامسة عشرة، وظل يطور قدراته بنفسه دون تلقي دعم رسمي، شأنه شأن أبطال آخرين في هذه الرياضة، وهو يعتقد أن الاعتماد على النفس والتركيز على الغايات المنشودة، يجعله قادرا على تخطي كافة الظروف، وقال: "أتمنى أن يصر ممارسو هذه الرياضة في الأردن على تحقيق أحلامهم وأن لا يشعروا باليأس في حال وقفت الظروف ضدهم، فقد مررت بتجارب صعبة في بداياتي، لكن تحليت بالإصرار الكافي على تطوير قدراتي، لم أتوقف أبدا عن التدريب، كنت أتدرب في شهر رمضان الكريم 4 مرات يوميا، وفصلت بنفسي كيس الملاكمة من أجل توفير المال، وبقيت قريبا من الأبطال المحليين في الأندية المختصة وأنا في الخامسة عشرة من عمري، حتى حصلت على الفرصة الاولى لإثبات قدراتي بعد عامين".
هذه الفرصة جاءت في العام 2012، وكان السلوادي في السابعة عشرة من عمره، حيث واظب على المشاركة في تمارين إعداد الأبطال المحليين بإشراف المدرب أشرف الشيشاني والمقاتل هاشم أرخاغا، قبل أن يشارك في مباراته الاحترافية الأولى، ليفوز على المقاتل السوداني نور الدين عصام في إحدى بطولات منظمة ديزرت فورس.
لكن السلوادي ورغم العقبات، محظوظ من ناحية ثانية، ذلك لأن والده حسام يعتبر من أكبر مشجعيه وأهم مدربيه أيضا، كيف لا وقد تدرب لسنوات في رياضة الملاكمة قبل أن تجبره إصابة في ركبته على التحول للتدريب.
كرس حسام حياته لتدريب ابنه، ووصل به الأمر إلى تجهيز صالة تدريب له في "تسوية" منزله، ليساهم في ارتقاء مستوى عبدالكريم الذي سرعان ما توج بطلا لوزن الريشة في "ديزرت فورس".
ويقضي السلوادي وقته منذ عامين بعيدا عن والده، حيث يقيم في ولاية تكساس الأميركية للتدرب مع خيرة نجوم الـMMA في نادي فورتيس تحت اشراف المدرب الشهير سيف سعود، بيد أنه يعتبر الأب بمثابة "المدرب الروحي"، وما يزال حسام حتى يومنا هذا، يرافق عبدالكريم إلى نزالاته، التي كان آخرها أمام البرازيلي مينيرو.
وقال حسام: "أشعر بفخر شديد، عبدالكريم يبذل جهدا كبيرا لتطوير قدراته وتحقيق أحلامه، شكرت الله وبكيت لحظة إعلان فوزه يوم الجمعة الماضي، لكن هذا ليس سوى بداية لإنجازات أكبر".
الهدف الرئيسي للسلوادي واضح كالشمس، المشاركة في بطولات منظمة UFC الأشهر عالميا، وهو ما يدفعه لتشجيع ممارسي هذه الرياضة على مواصلة تطوير قدراتهم والمشاركة في البطولات الإقليمية، دون أن يجد حرجا في الوقت ذاته، من إبداء استيائه من الغياب "الرسمي" للرياضة، رغم وجود اتحاد الجوجيتسو والـMMA منذ فترة طويلة، مؤكدا أنه لا يوجد أي مبرر لعدم مشاركة أردنيين في بطولات الهواة التي تقام على مستوى المنطقة، وآخرها على مدار 4 أيام في البحرين الأسبوع الماضي، ناهيك عن الصعوبات التي يضعها المعنيون في اتحادات مثل الكيك بوكسينج، أمام استضافة البطولات الاحترافية، مثل بطولة فينيكس في وقت سباق من العام الحالي.
ويحمل السلوادي دائما علما "موحدا" للأردن وفلسطين، حيث يأمل أن تساهم مشاركاته في البطولات الكبيرة، على الإثبات للعلم أن الأردنيين والفسطينيين شعب واحد، داعيا الممارسين الجدد لهذه الرياضة، في وضع أهداف نبيلة خلال مسيراتهم، وأكد في الوقت ذاته أن المستقبل مايزال مبشرا برياضة الـMMA في المملكة، مع وجوده إلى جانب بطل وزن خفيف الوسط جراح السيلاوي على هرم منظمة برايف التي يمثلها أيضا مقاتلون أردنيون أمثال نورس أبزاج وجلال الدعجة وعلي القيسي.