آخر الأخبار
  هل سيخضع السلامي للضريبة؟   أكثر مدن العالم اكتظاظاً بالسكان في 2025   سوريا تسعى لاستعادة بريقها السياحي   حسان وابوالسمن يتفقدان بدء أعمال البنية التحتية في عمرة   تحويلات مرورية في الشميساني لتنفيذ شبكات تصريف الأمطار   البلبيسي لامناء عامي الوزارات: هكذا نقدم أفضل الخدمات للمواطنين   الحكومة: العام المقبل سيكون نقطة تحول بعلاقات المملكة التجارية مع أميركا   أمانة عمان تباشر أعمال تعبيد بمساحة 500 ألف متر مربع   الحملة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية توزعان وجبات ساخنة في شمال وجنوب غزة   الحكم السويدي لم يعتذر وصفحة المنشور لا تمت له بصلة   رمزي المعايطة مديرا عاما لهيئة تنشيط السياحة   الجيش: الأردن يشارك في عملية استهداف مواقع لعصابة داعش الإرهابية   ارتفاع أسعار الذهب محليا   ولي العهد يطمئن هاتفيا على صحة لاعب النشامى أدهم القريشي   الحكم السويدي .. اعتذر ام لا .. صحافة دولية تربك المشهد   ابرد ايام الشتاء تبدأ في الأردن غدا الاحد   وزير الصناعة: عام 2026 سيكون نقطة تحول بالعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة   ماذا نعرف عن المتحوّر الجديد للإنفلونزا المنتشر في 34 دولة؟   مهم حول رفع اشتراك الضمان   جمال السلامي يعبّر عن شعورٍ ممزوج بالحسرة والفخر بعد مباراة النشامى

توفي ابنه صغيرا فلازم المقبرة محافظا على نظافتها في اربد..تفاصيل مؤلمة

{clean_title}
يتناقل سكان بلدة جديتا هذه الايام قصة الشاب هلال بني ملحم، الذي فقد فلذة كبده « عون « ابن العامين تقريبا ، وسط صمت وحزن كبيرين لم يعرفهما من قبل ، لازم المقبرة طول الوقت يجاور قبر ابنه ، لا يفارقه لحظة من خوفه عليه ، كأنه حي يلعب أمامه، فكان ينظف ويزيل الاعشاب ويرتب الممر الصغير حول القبر حتى يبقى صغيره يحس بالامان ويرتاح جسده الملائكي بروعة الجمال.
وذات يوم ، يقول المكلوم هلال بني ملحم ، جالت بخاطري اسئلة كبيرة ، حين كنت افترش قبر ابني ، اليس هؤلاء الموجودون تحت التراب ، كانوا يوما ما ينعمون بدفء الحياة وجمال المنظر ؟ بيوتهم نظيفة وشوارعهم معبدة ، وحدائق منازلهم تكسوها اشجار ونبات الزينة التي تفوح منها روائح الطيب والعنبر ، فلماذا لا يستمر الاحياء منا بخدمتهم بذات النظافة وذاك الجمال ؟ ام اننا اناس سرعان ما ننسى من هم تحت التراب ؟. واضاف « لم اتمالك نفسي وهذه الاسئلة بدأت تتفاعل بداخلي وتطاردني مثل «دب النار بالهشيم» ، فكنت اسأل واجد الجواب واحيانا كنت ابحث عن المبرر ، لكن قبر عون بقي يشدني ويرسم الاسئلة امامي ، قلت ، ما العمل اذن ؟ اليس من الواجب الديني ان نحافظ على حرمة مقابرنا ؟ ولماذا لا نحقق ذلك ؟ ومع ذلك كنت احس ان المرحوم عون من تحت التراب يناجيني ، افعل يا ابي ، ابدأ بنفسك ، وان الله لا يضيع اجرك ، كبرت هذه الايحاءات برأسي ، وبدأ المشوار بجعل مقبرة «بني ملحم» حديقة بقالب القبور.
ويحكي هلال ، ذرفت الدموع حتى بللت قبر «عون» حبيبي ، الذي ان نسيه فكري لحظة ذكرتني عواطفي وخلجات قلبي به ، عزمت الهمة وشعرت ان شيئا ما بداخلي يدفعني للعمل بقوة لم اعرفها ، فقمت ببناء القبر بالحجر المشذب وزرعت وردات زهرة حياتي التي لامس ترابها الناعم جسد قرة عيني ، ثم جعلت حول القبر مفترشا لزواره ، المتضرعين بالدعاء الى الله ان يرحم من احتضن التراب جسده الطاهر ، وبعدها وجدت لزاما علي ببناء درج اسمنتي صغير يوصلني اليه. ومرت الايام وانا اجالس حبيبي عون في غربته الابدية ، تارة ابكي واخرى اترحم وادعو له ، الا ان صداقة القبور وزيارة اهلها لازمتني يوميا ، فصرت اصحو كل صباح على نداء «عون الابن» ، لي لا تتأخر عليّ ، وحتى اهل القبور صار بيني وبينهم عقد ان ازروهم ، وصرت اشعر ان لهم حق عليّ ، ان انظف وازيل الاعشاب من حول قبورهم اسوة بابني الذي رحل عني منذ اكثر من عامين.
ويؤكد هلال ، ان العمل الذي سوف يقوم به يحتاج الى فزعة ودعم من الاهالي ، فقرر نشر منشور بصفحة العشيرة على الفيسبوك يدعو الشباب لمساعدته في مشروعه الخيري التطوعي ، حيث لاقى رواجا وقبولا ملحوظا ، تمكن بعده وبمساعدة من الشباب البدء بعمل الممرات على شكل الدرج ، الى جانب جدران استنادية للقبور منعا لانهيارها ، وترميم القبور القديمة والسور الخارجي.
فبعد الحزن يأتي العزم والقوة والعمل الصالح المطلوب اجره من الله قبل العباد ، فباشرت انا ومن قاسمني الفكرة والخدمة التطوعية بوضع خطة عمل شاملة ، سوف تؤدي في المستقبل القريب الى تحويل المكان الى حديقة تنتشر بها لحود اجدادنا وابائنا وابنائنا ، وهم فرحين ان الاحياء لا ينسون تكريم الاموات حتى تحت التراب ، وان غدا لناظره قريب. ويقول هلال انني اقضي سحابة يومي وانا اجول واتنقل بين القبور ، اتخيل وافكر في كيفية تحقيق مشروعي العظيم الذي اعتبره اجرا وثوابا عن روح ابني عون ، الذي مكث بالدنيا اشهرا معدودات ، لا يعلم ان هذا القبر سوف يلف جسده الطري الى الابد ، ويتركني ابحث بين القبور عن الاجر والثواب ، داعيا الله العلي القدير ان يتحقق مشروعه لا سيما انه الاول في بلدته وربما في البلدات الاخرى.