شغب الملاعب.. تلك الظاهرة الغريبة على المجتمع الأردني، والتي تشكل "السرطان" المميت لديمومة ملاعب المدن الرياضية، تبعا للأضرار التي توقعها الفئة المشاغبة، وأعمال التخريب التي تطال تلك الأروقة التي تخدم الشباب والرياضة في الأندية والمنتخبات الوطنية، ومرآة التطور الحاصل والحداثة في مواصفاتها التي حاكت العالمية، وفق اصوات الإشادة التي صبت في مصلحتها من خلال تقييم لجان الاتحادين الدولي والاتحاد القاري لكرة القدم.
المباريات الجماهيرية غالبا ما تشهد مختلف أنواع الشغب.. هتافات تطال الاعراض وتمس الوحدة الوطنية، وعبوات مياه وحجارة تلقى على اللاعبين وجماهير الفريق المنافس، ومقاعد الملاعب تخلع من مكانها وتلقى على أرضية الملعب احتجاجا على نتيجة مباراة أو قرار حكم لم يعجب تلك الفئة من الجماهير!.
لماذا أصبح الشغب قاعدة في الملاعب الأردنية؟.. لماذا تتوسع دائرة العنف في المنافسات الرياضية التي يفترض أنها تحمل شعارات المنافسة الشريفة والروح الرياضية والسلوك الحضاري؟.. لماذا الهتاف بهذا الشكل في كل مباراة والاضرار بصناديق الأندية نتيجة تكرار الغرامات الباهظة؟.. لماذا الاضرار بالممتلكات العامة والخاصة بعد كل مباراة؟... لماذا ولماذا ولماذا؟.. عشرات الأسئلة التي ما تزال من دون أجوبة.
القيسي: يجب الحد من ظاهرة الشغب
وزير الشباب والرياضة مكرم القيسي: أكد انه لا يوجد اثنان يختلفان على ضروة الحد من شغب الملاعب أولا والحفاظ على المال العام، وقال: "تعرضت المدن الرياضية للكثير من أعمال الشغب عقب انتهاء المباريات، وللحفاظ على الملاعب والمنشآت لا بد من وضع أمور تنظيمية أو اجراءات إدارية من شأنها الحد من ظاهرة الشغب داخل الملاعب والحاق الضرر بالممتلكات".
وأضاف القيسي: "الاضرار سيتم حصرها بشكل قانوني وإداري ومخاطبة النادي الذي ابرم اتفاقية مع المدن الرياضية، والذي بموجب الاتفاقية يصبح الملعب معسكرا بيتيا له، ويتم خصم تكلفة الاضرار من شيك التأمين المتضمن في العقد، بناء على لجنة تضم ممثلين عن النادي والوزارة، اما إذا لم تحدث اضرار فيتم اعادة شيك التأمين للنادي".
ويؤكد وزير الشباب أن الحفاظ على المال والممتلكات واجب ومسؤولية جماعية، وأن وزارة الشباب حريصة ومسؤولة عن المنشآت الرياضية والشبابية كافة، حيث تقوم بأعمال الصيانة الاساسية في المنشآت الرياضية بمختلف المحافظات، كما تشرف كوادرها على تشغيلها وإدامتها وتتحمل نفقات الخدمات الأساسية والتشغلية كافة، وتبذل قصارى الجهود في نجاح الفعاليات الرياضية التي تقام على منشآتها بمختلف النواحي الفنية واللوجستية".
تحطيم 579 مقعدا في القويسمة
أكد مدير مدينة الملك عبدالله الثاني الرياضية م.أحمد المهيرات، أن قيمة الأضرار التي لحقت بمقاعد الجماهير في الملعب تبلغ 14450 دينارا، نتيجة تحطيم 578 مقعدا، بالإضافة إلى أضرار أخرى تتمثل في كسر وخلع وتخريب في أروقة المدينة بلغت قيمتها 4260 دينارا، ليكون المجموع 18710 دنانير، هو إجمالي خسائر مدينة الملك عبدالثاني الرياضية جراء شغب الملاعب، خلال الـسنوات الثلاث الأخيرة.
وأضاف المهيرات: "الشغب مرض عضال ينهش في جسم الرياضة الأردنية، وستاد الملك عبدالله الثاني جزء من تلك الملاعب، وانفقت أمانة عمان الكبرى عليه نحو 68 مليون دينار، لإثراء أروقته والملاعب التدريبية التابعة له، ونال أعلى درجات الإشادة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ويعتبر مكسبا للرياضة الأردنية، ويجب المحافظة عليه.
وتابع:"للحد من ظاهرة الشغب، يجب تفعيل العقوبات الرادعة بحق من يتعدى على أروقة المدن الرياضية، واجتثاث الفئة المسيئة من مدرجات ملاعبنا، واجزم أن الأندية والاتحاد والجهات الأمنية مسؤولة عن تحقيق أعلى درجات السلامة للمنشآت وأركان اللعبة، ولا بد ان تأخذ تلك الجهات مسؤوليتها، والأندية يقع عليها العبء الأكبر، ومهمتها توعية جماهيرها، وكذلك الاتحاد عليه ان يعقد ورشات عمل بهذا الاتجاه، والأجهزة الأمنية التي توفرت لها بالملاعب أحدث وسائل متابعة الجماهير، وتحديد الفئة المندسة والمخربين ومنع دخولهم ملاعب المدن الرياضية".
وزاد المهيرات:" عقدت لقاءات مع عدد من النواب أعضاء لجنة الرياضة والشباب في مجلس النواب، وأكدت على ضرورة استحداث قانون رادع لكل من تسول نفسه العبث بممتلكات المدن الرياضية.
وأشار المهيرات انه رغم الكتب العديدة الصادرة من مدينة الملك عبدالله الثاني إلى اتحاد الكرة بخصوص قيمة الاضرار المالية نتيجة تحطيم مقاعد وأروقة المدينة جراء شغب الجماهير، إلا أن اتحاد الكرة يقوم بمعاقبة الأندية ووضع الغرامات عليها من دون تحويل المبالغ التي تخصم من مستحقات الأندية إلى أمانة عمان، وهو الأمر الذي يضر بالمحافظة على ديمومة المنشأة".
أضرار بـقيمة 37216 دينارا في ستاد عمان
من جانبه أشار مدير مدينة الحسين للشباب د.عاطف رويضان، أن الأضرار لحقت بـ 2326 مقعدا بعد استضافة بطولة العالم للمنشأت العام 2016 الى يومنا هذا في ستاد عمان الدولي، وهي المقاعد التي تم تغييرها من قبل وزارة الشباب والرياضة باعتبارها الجهة المسؤولة عن الملعب، فيما هناك أضرار ايضا بـ3201 مقعد من مدرجات الملعب، وهي التي لم يتم تغييرها على اعتبار أنها تفي ببعض الأغراض بالوقت الحالي.
وأردف رويضان قائلا:" لو عدنا إلى تلك الأضرار بالنسبة للمقاعد بسبب الشغب، وقدرنا القيمة المالية لها، نقول ان طرح العطاءات في شراء تلك المقاعد يتراوح من 16-20 دينارا للمقعد الواحد، وعليه فإن قيمة الخسارة المالية تقدر بحوالي بـ37216 دينارا، ولو وقفنا عند المقاعد التي لحقت بها أضرار الشغب ولم يتم تغييرها للآن، والتي تبلغ 3201 مقعد بقيمة مالية حوالي 51216 دينارا، والتي نحاول عدم تغييرها لتخفيف العبء المالي على كاهل الوزارة، ولكن ما يدعونا الى وضع اجراءات وقوانين رادعة للمشاغبين، هو انه تم هدر ما قيمته 37216 دينارا من المال العام بفعل الشغب، ولو استمر الوضع من دون محاسبة المشاغبين فإننا نفقد المكاسب الوطنية في ملاعبنا الرياضية ونقتل بأيدينا مشروع استدامة تلك البنية التحتية والثروة الرياضية لخدمة اجيال وشباب الوطن بفعل عابثين".
تحطيم 1200 مقعد في ملعب الحسن
مدير مدينة الحسن الرياضية بإربد بسام الخلايلة تحدث عن معاناة مرافق المدينة من تكرار حوادث الشغب وقال:"عانت مقاعد ستاد مدينة الحسن من ظاهرة العبث بالمال العام والتخريب بإرث الملاعب الرياضية بعد كأس العالم للشباب، ويكفي ان نقول ان ملعب الحسن شهد مؤخرا أعمال شغب خلال مباراة الرمثا والفيصلي، أدت إلى تحطيم ما يقارب 200 مقعد، فضلا عن أعمال التخريب بمختلف أروقة المدينة وتقصير عمر الإرث الرياضي الذي وصل إلى مواصفات عالمية".
وأضاف الخلايلة:" ظاهرة شغب الملاعب تسيء لسمعة الرياضة والوطن، فضلا عن إهدارها للمال العام بأيدي فئة عابثة لا تجد الإجراءات الرادعة والصارمة.
واعتبر الخلايلة أن الظاهرة دخيلة وغريبة على عادت وتقاليد وأخلاق الأردنيين، وهناك دور كبير للمؤسسات المجتمعية من المدرسة إلى الجامعة إلى الأندية الشبابية، لتوعية الجماهير وحثها على التحلي بالاخلاق والروح الرياضية التنافسية والقبول بمفاهيم الفوز والخسارة بالرياضة، لان جماهير بعض الأندية خربت مقاعد الملعب فقط لان فريقها تعادل".
وأضاف:" للحد من ظاهرة الملاعب، يجب تغليظ العقوبات مع هذه الفئة المسيئة، وعلى قوات الدرك المسؤولة عن حفظ أمن الملاعب، أن تتعامل معها بحزم، وللتوضيح فإن التخريب لا يشمل فقط المنشأة الرياضية، بل يمتد إلى المناطق المحيطة، ويتم التعدي على الممتلكات العامة، وهنا يجب ان يقول القانون كلمته بعقوبات رادعة لاجتثاث هذه الفئة من ملاعبنا الكروية".
وأكد الخلايلة:"الخسارة المالية في قيمة أروقة الملاعب الرياضية، جراء الاعتداء على ممتلكات وأرقة المدن أو الملاعب الرياضية، هي خسارة على الوطن ومقدراته، ولو وقفنا عند احصائية بسيطة لعدد المقاعد التي تم تحطيمها في مدينة الحسن الرياضية منذ 2016 إلى يومنا هذا، نجد أن عدد المقاعد المحطمة بلغ 1200 مقعد، وتبلغ كلفتها المالية حوالي 25 ألف دينار بحسب قيمة العطاء الذي يتراوح من عام لاخر بسبب ارتفاع الكلفة".
شغب مباراة في الزرقاء قدر بـ15 ألف دينار
من جانبه بين مدير مدينة الأمير محمد الرياضية بالزرقاء محمود بني سلامة، أن أحداث الشغب التي أضرت بمقاعد مدرجات المدينة خلال مباراة بلعما ودار الدواء في دوري الدرجة الأولى، والتي جرت في 14-5-2018، طالت تخريب أو عطب 531 مقعدا من مقاعد المدرجات، بخسارة مالية تقدر بحوالي 15 ألف دينار، بالإضافة إلى أعمال التخريب التي طالت أروقة المدينة، مؤكد أن ظاهرة الشغب هي المرض الذي يفتك بحضارية ملاعبنا الرياضية، والإرث العالمي الذي توفر بعد استضافة اتحاد الكرة لكأس العالم للناشئات".
وقال:"هناك عدة جهات مسؤولة عن معالجة المرض واستئصاله من جسد الرياضة الأردنية، لاسيما الجهات الأمنية، اتحاد الكرة والأندية، ويجب أن تتكاثف جهودها لفرض عقوبات رادعة بسبب أضرار العمل التخريبي، حتى أن التعامل مع القيمة المالية للأضرار يجب أن يتضاعف والاجراء التخريبي، فمثلا عند تخريب المقعد يتم حسب ثمن المقعد كما يتم شراؤه، والأصل أن يتم احتساب ثمنه ثلاثة أضاف الثمن الأصلي، لكي يتناسب مع فعل التخريب والاعتداء على المال العام".
صوبر: نسعى لمحاصرة شغب الملاعب
أمين عام اتحاد كرة القدم سيزار صوبر، رد على اتهامات مدراء المدن الرياضية بشأن أن اتحاد الكرة لا يقوم بدفع قيمة الاضرار التي تحدث في الملعب ويقوم بتحصيلها من الاندية، فقال: "قبل كل مباراة نقوم كاتحاد بتفقد الملعب وحصر عدد المقاعد المحطمة قبل بدء المباراة التالية، لمعرفة العدد الحقيقي من المقاعد التي يتم تحطيمها في أي مباراة لاحقة".
وأضاف صوبر: نحن كاتحاد لا نتعامل مع المدن الرياضية مباشرة، بل لنا اتفاقيات مع وزارة الشباب وأمانة عمان، وهناك حسابات مالية بين الاتحاد والوزارة، حيث يقوم الاتحاد بدفع ما يقارب من 40-70 ألف دينار سنويا بدل استخدام الملاعب حيث تقام سنويا أكثر من 1000 مباراة عليها من مختلف الدرجات والاعمار، كما أن هناك عددا من المقاعد التي لم تستخدم وما تزال موجودة في مستودعات المدن الرياضية منذ شرائها لاستضافة كأس العالم للشابات وكأس آسيا للسيدات.
الدرك حاضرون للتعامل مع كل الظروف
تتولى مديرية الدرك مهام الحفاظ على الأمن في ملاعب كرة القدم لا سيما بطولات المحترفين والدرجات الأخرى، ويؤكد قائد وحدة أمن الملاعب المقدم الركن فادي ابو خيط؛ أنه بتوجيهات المدير العام لقوات الدرك، اللواء الركن حسين الحواتمة، تم تأسيس وحدة أمن الملاعب العام الماضي، وتختص بالشأن الرياضي والملاعب، لتكون أول وحدة أمنية متخصصة بالملاعب في العالم.
وأضاف ابو خيط أن الوحدة أضحت تتعامل باحترافية مع كل المواقف الطارئة، ضمن خطة أمنية يتم وضعها قبل كل واجب أمني رياضي، وهذا يؤكد احترافية العمل الذي تقوم به هذه الوحدة.
وأضاف ابو خيط أن العمل جار لملاحقة كل من يثير النعرات الطائفية أو الدينية من خلال التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن اثارة النعرات أمر مرفوض تماما من الأجهزة الأمنية ومن كل الأردنيين، فالوحدة الوطنية بالنسبة لنا خط أحمر لا يجب التجاوز عليه، وأضاف ابو خيط أن العمل جار كذلك لسن تشريعات تتصدى قانونيا وبحزم أكبر مع مثيري الشغب، ونعكف الآن على تقديم توصياتنا للجهات المعنية حول ذلك.
وأشار ابو خيط أن قوات الدرك تمتلك منظومة رقابية تهدف للاطلاع بالصوت والصورة إلى جميع المجريات بعد الانتهاء من تنفيذ الواجبات، ومنها كاميرات المراقبة والطائرات المسيرة، وكاميرات المراقبة المثبتة في الملاعب، وكل هذا التوثيق يؤدي إلى التعرف على الإيجابيات والسلبيات، ومعالجتها بكل شفافية وموضوعية.
وأضاف: لا يوجد شغب بالمعنى الحقيقي إنما هو في غالبه شغب لفظي، ولكن من حين إلى آخر تظهر بعض السلوكيات العنيفة، المتمثلة بالاعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة، ونتعامل معها بكل حزم، فلا مجال للتهاون مع كل من تسول له نفسه تعريض سلامته أو سلامة الآخرين للخطر، أو من يحاول التخريب.
وقال: نعمل مع اتحاد كرة القدم ومع الجهات المعنية لضمان تهيئة الملاعب لاستقبال المباريات الجماهيرية وفقا لمعايير الأمن والسلامة، ونأمل بالتغلب على جميع هذه المعيقات، خاصة وأننا نلقى تجاوبا من قبل شركائنا، الذين يدركون مثلنا تماما بأن أعداد الجماهير بازدياد، في ظل نمو المجتمع والارتفاع في عدد السكان، وأن قوات الدرك ثابتة على العهد والوعد في صف الوطن، بعيدا عن الانحياز لأي كان، إلا في إطار تنفيذ القوانين والتشريعات العادلة.
وقال قائد وحدة أمن الملاعب إن قوات الدرك التي يبذل ضباطها وأفرادها دماءهم فداء لأمن الوطن والمواطنين، سيبقون على الدوام عند حسن ظن أهلهم من أبناء الأسرة الأردنية الواحدة، مشددا على أنه لم ولن تساوي أي رياضة تنافسية في العالم مهما بلغت أهميتها، نقطة دم واحدة لأردني.
وأضاف أن أمن الوطن واستقراره ووحدته الوطنية خطوط حمراء، لن نقبل بتجاوزها، وسوف نسعى مع كل أردني غيور لمنع أي صورة مسيئة لعاداتنا وتقاليدنا التي قامت على النخوة والشهامة واحترام الآخر، فالشعب الذي جمعه دم الشهداء لن تفرقة رياضة مباراة لكرة القدم.
وأضاف ابو خيط أن المديرية العامة لقوات الدرك تتعامل مع كل المباريات بالمستوى الأمني ذاته، وربما تكون هناك مباريات ذات حساسية يتم التركيز أمنيا عليها، ويتم إجراء مسح ميداني قبل يوم من كل مباراة.
وأكد المقدم ابو خيط: هناك وحدة رصد لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، ومراقبة التحضيرات للمباريات المقبلة، وأن المعلومات الاستخباراتية تتيح لنا العمل وفق منهج مؤسسي مدرس، للخروج من كل مباراة بدون أي أضرار للمنشأة أو للعنصر البشري"
لماذا يحدث الشغب؟
يعد الجمهور أكثر الفئات في المعادلة الرياضية شغبا، وإن كانت أطراف أخرى مثل المدربين واللاعبين والإداريين يمكن أن تقوم بذلك، لكنها جميعا تشكل في شغبها مصدر شحن إضافي للجماهير، التي قد تلجأ إلى التشجيع واطلاق الهتافات غير المقبولة، نتيجة التعصب لفريق ما ربما لاعتبارات غير رياضية في بعض الاحيان، وقد يشعر الجمهور بأن فريقه يجب أن لا يخسر، مع أن الوضع الطبيعي يشير إلى أن المباراة قد تنتهي بفوز أحد الفريقين أو تعادلهما، لكن من المؤسف أن تلك الجماهير تقوم بالشغب مهما كانت نتيجة المباراة، بحيث تظهر تلك الجماهير وكأنها تذهب إلى الملاعب لتبادل الشتائم والتنفيس عن احتقانات داخلية وليس للتشجيع الرياضي بأخلاق عالية.
ويجب على الجهات المسؤولة أن تراعي ضرورة الفصل بين جماهير الفريقين المتباريين، وكذلك توفير عناصر السلامة في الفصل بين مدرجات الجماهير وأرضية الملعب حفاظا على سلامة اللاعبين والحكام من الاعتداء.
ويؤكد أمين عام اتحاد كرة القدم سيزار صوبر، أن الاتحاد يقوم بتنظيم المباريات وعقد الاجتماعات التنسيقية قبل اللقاءات الجماهيرية، مشيرا إلى وجود خصوصة لكل بلد فيما يتعلق بالجمهور، مؤكدا نجاح فكرة 90 % مقابل 10 % من حيث الحضور الجماهيري.
ويقول صوبر: المشاكل الكبيرة تأتينا من خارج اطار كرة القدم.. نحن لا نوجه اللوم لاحد ونحاول أن نتعامل مع مشكلة الشعب بحلول متدرجة، وهناك أفكار كثيرة لتطبيق مزيد من الإجراءات الأمنية من حيث توفير الكاميرات والبوابات الإلكترونية وغيرها، ولكن الاتحاد لوحده لا يستطيع فعل كل شيء لأن التكلفة المالية لمثل هذه المشاريع كبيرة، والمنشآت الرياضية غير خاضعة لمسؤولية الاتحاد.
من جانبه يؤكد قائد وحدة أمن الملاعب المقدم فادي أبو خيط، أن موضوع شغب الملاعب هو غالبا شغب لفظي بعبارات خارجة على قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، وعلينا جميعا أن نستأصل هذ الفئة التي توجه السب والشتائم صوب إداراتها واللاعبين والحكام، وفي بعض الأحيان تشتم جماهير النادي الواحد نفسها.
ويشير المقدم أبو خيط: تم إصدار تعليمات حول المواد الممنوع إدخالها للملاعب، والتي تتضمن عدم إظهار أي رسومات تسيء من قبل الجمهور، وعدم إظهار أي يافطات تحمل عباراة مسيئة، وعدم إدخال مواد صلبة أو سائلة، وعدم إدخال الألعاب النارية، والسماح بالهتافات الرياضية واضحة المعنى، ولا يسمح لأي شعار ديني أو سياسي أو طائفي، وعدم السماح بارتداء قناع الوجه، أو أي مواد معدنية أو زجاجية باستثناء كاسات المياه البلاستيكية.
ويرى مدير مدينة الحسين للشباب د.عاطف رويضان، أن شغب الملاعب يمثل ظاهرة لا أحد ينكر وجودها، رغم انها عادة دخيلة على عادات واخلاق أبناء الوطن الواحد، وتقع مسؤولية القضاء عليها على كاهل الجهات الأمنية المسؤولة بالمقام الأول عن حفظ الأمن والسلامة لأركان اللعبة ومنظومة كرة القدم.
ويضيف رويضان: هناك لجنة للحد من شغب ملاعب والاضرار بممتلكات الملاعب الرياضية، شكلت في اتحاد الكرة بتوجيهات من رئيس الهيئة التنفيذية سمو الأمير علي بن الحسين، يرأسها عضو الاتحاد سليم خير، وأنا ضمن عضويتها، وبحثنا سبل اجتثاث الفئة المندسة والمخربين بقوانين صارمة، وعقدت لقاءات عديدة مع وزير الداخلية، الذي اوعز للجهات المسؤولة والمحافظين بعدم التهاون مع مثيري الشغب والمخربين في ممتلكات الملاعب الرياضية، وهناك اجتماع وشيك بين وزير الداخلية واللجنة خلال الأيام القليلة المقبلة، والهدف التأكيد على تفعيل قانون الشغب وعدم التهاون مع تنفيذه.