آخر الأخبار
  البدور يقوم بزيارة ليلية مفاجئة لطوارئ مستشفى السلط   إحالة 16 شخصا أثاروا النعرات الدينية والطائفية لمحافظ العاصمة   القوات المسلحة تُحّيد عدد من تجار الأسلحة والمخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية للمملكة   الملك : كل عام وأنتم بألف خير وأردن الوئام ومهد السلام   وزير الصحة : 40 مليون دينار لسداد مديونية مستشفى الملك المؤسس خلال 6 أشهر   لا تسعيرة بعد .. وزير المياه يحسم الجدل حول سعر مياه الناقل الوطني   المصري مستغربًا: لماذا يتبع ديوان المحاسبة إلى الحكومة؟   الهميسات للنواب: مناقشة تقرير ديوان المحاسبة لا تسمن ولا تغني من جوع   النعيمات: كيف لرئيس ديوان المحاسبة مراقبة رئيس وزراء عينه دون مقابلة؟   المعايطة: انضمام المملكة في برنامج الدخول العالمي للولايات المتحدة سيكون له أبعاد سياحية إيجابية كبيرة للأردن   إيعاز صادر عن "رئيس الوزراء" .. وضريبة الدخل ستبدأ التنفيذ إعتباراً من صباح الاحد   بدء صرف 25 مليون دينار رديات ضريبية عن عام 2024 الأحد   بعد اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن .. الخارجية الاردنية تصدر بياناً   مساعدات اوروبية جديدة للأردن بقيمة 500 مليون يورو   بلدية الزرقاء تتحرك قانونياً ضد المتورطين بسرقة المناهل   وزير المياه: الموسم المطري أفضل من العام السابق   تخريج دفعة جديدة من كتائب الشرطة المستجدين   "ديوان المحاسبة" 2024: 609 ملايين دينار كلفة الإعفاءات الجمركية   التربية: تدفئة 1249 قاعة امتحانية استعدادا للتوجيهي في الأجواء الباردة   مذكرة نيابية تطالب بدعم "النشامى" من مخصصات الترويج السياحي

بعد 57 يوما من مهلة الرزاز .. الرئيس يغرد وحيدا بحكومه واهنة والرهان يتصاعد

{clean_title}
بعد اجتيازه لنصف مدة الوعد الذي قطعه على نفسه امام الرأي العام المحلي وامام مجلس النواب ، يبدو ان رئيس الوزراء د.عمر الرزاز يغرد وحيدا خارج سرب حكومته ، وبخطى متسارعة يحاول الرئيس كسب ثقة الشارع ومؤسسات الدولة من خلال الايفاء بوعوده التي قطعها على نفسه خلال 100 يوم.
الرزاز الذي انقضى 57 يوما من اصل الـ 100 يوم التي طالب منحه اياها قبل الحكم على اداء حكومته ، يحاول جاهدا "ترقيع" مايمكن مما خلفه سابقه، والتواصل باكبر قدر ممكن مع كافة الاطياف الشعبية من خلال الزيارات الميدانية ، وكذلك الجهات الرسمية نوابا واعيانا ومؤسسات دولة مؤثرة في صنع القرار ، وكل ذلك بغطاء مكشوف ودون ادنى دعم يتلقاه عكس سابقيه ،وبدا ذلك جليا في كسبه ثقة النواب "بذراعه" .
وللوهلة الاولى فان المتتبع لعمر حكومة الرزاز في مشارف الستين يوما الماضية سيجد ان الرجل الذي كان معروفا بهدوءه الكبير ابّان وجوده وزيرا للتربية والتعليم في حكومة سابقه هاني الملقي والذي كان بعيدا عن الاضواء والاعلام ، سيجد ان الرجل يعيش اليوم في حالة من عدم الاستقرار الحكومي والشعبي ، ويستأثر اهتمام وسائل الاعلام بل ووسائط التواصل الاجتماعي بشكل كبير جدا في حالة دعم غير مسبوقة لرئيس وزراء اردني منذ عهد وصفي وهزاع ، وبات الرجل في قلب العاصفة والضوضاء فكان هدوءه عاصفا ،وسيجد المتابع ان الرزاز ربما يكون قد لبس ثوبا اكبر من حجمه ، فالمرحلة دقيقة وهامة وبها من التحديات الكثيرة التي لا يستطيع الوقوف بوجهها لوحده وبوضع حكومته الحالية.
كما ان الرئيس يدير المشهد الحكومي برمته وحيدا غير معتمد على اي من اعضاء فريقه الحكومي الذي سبب له ازمات مبكرة جدا كان لا يرغب بها ، ابتداء من التشكيلة المرفوضة شعبيا وانتهاء بتصريحات وزرائه المـتازمة والمأزمة في ذات الوقت ، فاعتمد الرزاز على ادارة الملفات بنفسه والوقوف على تفاصيلها تاركا تنفيذ التعليمات والتوجيهات للوزراء المعنيين ، وبالمختصر فان الرزاز قليل الخبرة يحمل حكومة ضعيفة على ظهره فزاد الوهن وهنا ..
رأينا الرزاز في مستشفى البشير يطيح بمديره ويعلن عن المتسوق الخفي ، وقبلها تواجد في بركة البيبسي موعزا بانهاء مشكلتها الممتدة منذ سنين خلال اسبوع واحد ، واجتمع مع رئيس بلدية الزرقاء علي ابوالسكر ويوعز بانهاء معاناتها المالية تاركا الوزير المصري يندب حظه ، وحتى امتحانات الثانوية العامة اشرف عليها كما يريد من خلال الوزير المختص خاصة وان كودار وزارة التربية ومسؤوليها يدينون بالولاء للرئيس .
وشاهدنا الرزاز يحتضن ابو علي امام كشكه في وسط البلد بعيدا عن الحراسات المبالغ بها والمواكب الفارهة ، ولبّى دعوة رئيس مركز امن المدينة باحتساء القهوة بجانبه ، وعاد رقيب السير الشطي اثر الاعتداء عليه ، وقبل ذلك كان في معان معلنا عن انشاء مينائها البري ،ولم يغفل عن تفقد الصحراوي والنزول للاستماع لمهندسي الطريق هناك ، ولاننسى ملفات الفساد والتي بدأها بملف الدخان .
رئيس الوزراء انتهج نهج الشفافية والانفتاح وقبول الرأي الاخر سواء من المواطنين او الاعلام واستطاع بعفوية وتواضع من كسب قاعدة شعبية كبيرة تدفع به بقوة امام مؤسسات الدولة وتعزز من موقفه وتوجهاته ، فكان حاضرا في كل المواقف والملفات التي طالب به الراي العام من خلال تصريحات او ووعود او حتى اجراءات فورية قام بها .
الايجابيات والمساعي الحثيثة التي يبذلها الرئيس سيواجهها منحنى طرق صعب وجب عليه المرور منه بامان حتى لا يكون عمله كما المثل العامي "حراث جمال" ، فلغاية الان الشارع الاردني مازال يمسك على الرزاز الاتيان بوزراء يرون فيهم عدم الكفاءة امثال مثنى الغرايبة المطالب باسقاط النظام سابقا ، ومكرم القيسي السفير البعيد عن الشباب وصاحب مقولة العقل السليم في الجسم السليم و وزير الصناعة الذي لم نسمع له ركزا ووزيرة الاعلام المتخبطة، ووزيرة الطاقة التي انعكست مواقفها تماما وغيرهم ، كما ان وجود وزراء مؤشر عليهم بالنوم ويتبعون لمرحلة سابقة يكره الشعب ذكرها امثال وزير البلديات والنقل "السوبر مان "وعابر الحكومات ،وزملائه الـ 14 وزيرا من الحكومة المقالة والمسقطة شعبيا.
كما ان ملف قانون الضريبة سيكون الفيصل ما بين الرزاز وبين الشعب ، فهذا الملف الذي اسقط الحكومة السابقة من الشعب ، سيكون التعامل معه بكل حذر من الرئيس والا ينزلق لما انزلق اليه سابقه فيكون كمن يلعب بالنار .
فالشعب لم يغفل بشكل او اخر عن رفع المحروقات والكهرباء وغير ذلك من القرارات ،الا انه لا يريد ان يصدم نفسه او يخسر رهانه ، ويحاول ان يمنح الرئيس الفرصة كاملة ، الا ان قانون الضريبة وملفات الفساد ربما تطيح به كسابقه مجددا ..
مازال في عمر المهلة 43 يوما كاملة امام الرئيس الذي من الواضح تماما انه لا يثق بعمل اي وزير ولا يريد المراهنة عليهم بادارة اي ملف ربما يسبب له انتكاسة في مسيرته المتصاعدة بيانيا و لو بشكل جزئي، ويسابق الزمن وحيدا للايفاء بوعوده .
ومن الواضح والمعلوم ان الرئيس الرزاز سيبقى على سدة الدوار الرابع في الفترة الطويلة المنظورة لكن ماهو ليس بمعلوم هو ان يستطيع الرئيس المحافظة على حضوره وزخمه الشعبي ووفائه بوعوده او حتى اخراج بعض الوزراء من حكومته ، والا يكون كسابقيه ، وان يبقى يحمل حكومته الضعيفة على ظهره بعد ان بات وزارئه عبئا عليه ..
فهل المرحلة تسمح وتقتضي وجوده ام مغادرته ، وهل الموقع الذي وجد نفسه به أكبر منه والمسؤولية اشد وطأة عليه .. فـالرهان يتصاعد وستبدي لنا الايام ما كان خافيا !!