تطرح تساؤلات عدة بخصوص المنتخب الذي سيتوج بلقب نهائيات كأس العالم التي تنطلق الخميس في روسيا، فهل سيكون واحداً من الثلاثة الكبار (البرازيل وإسبانيا وألمانيا) المرشحين بالإجماع، أو وأخيراً أحد "النجمين" كريستيانو رونالدو (البرتغال)، ليونيل ميسي (الأرجنتين)، أو مفاجأة من أفريقيا أو أمريكا اللاتينية ستنال الكأس التي يرغب الجميع في الظفر بها؟ يبدأ المسلسل الخميس ولمدة شهر، بعد 4 سنوات من الانتظار.
"المرشحون بالنسبة لي هم بالطبع البرازيل، لأنني برازيلي، إسبانيا، التي تلعب كرة قدم بطريقة جيدة جداً، وألمانيا، التي لا تزال بين المنتخبات الافضل في العالم"، هذا ما قاله النجم المهاجم البرازيلي السابق رونالدو، الذي سيشارك في حفل افتتاح مونديال 2018 في روسيا، مؤكداً فقط ما يتوقعه معظم المراقبين، حتى مصرف غولدمان ساكس مستعد للمراهنة على البرازيل.
كبار القوم
سيحاول "السيليساو" الذي استعاد توازنه منذ التعاقد مع المدرب تيتي في يونيو (حزيران) 2016، محو صدمة مونديال 2014 والهزيمة المذلة 1-7 على أرضه في الدور نصف النهائي ضد ألمانيا.
لذلك، ستعلق كل الآمال مرة أخرى على نيمار العائد من الإصابة بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الغياب، وهو الذي أظهر بالفعل مستوى لافت في المباريات التحضيرية.
ثم تأتي إسبانيا، التي ستكون أيضاً حريصة على أن تنسي عشاقها خروجها الصادم من الدور الأول لنسخة البرازيل قبل أربعة أعوام عندما كانت حاملة للقب، في إشراف المدرب فيرناندو هييرو، الذي تسلم المهمة أمس الأربعاء.
واستعاد منتخب "لاروخا" مع مدربه السابق لوبيتيغي أسلوب لعبه الجذاب والفعال حتى أنه لم يتعرض للخسارة في 20 مباراة (14 فوزاً وستة تعادلات)، لكن إقالة المدرب الباسكي قبل يومين من المباراة الأولى ضد الجارة البرتغال بسبب الإعلان عن تعيينه مديراً للإدارة الفنية لريال مدريد الثلاثاء خلفاً للفرنسي زين الدين زيدان، قد يؤثر سلباً على استقرار المنتخب.
فهل سيتمكن خليفته فرناندو هييرو من الاستمرار في تحقيق النتائج الجيدة؟، الامتحان الأكبر الجمعة ضد البرتغال سيعطي الإشارات الأولى.
وأخيراً، هل يمكن لألمانيا، المدافعة عن اللقب والتي بلغت على الأقل الدور نصف النهائي للمونديال منذ عام 2002، أن تنجح في تحقيق اللقب للمرة الثانية تواليا؟، قال مهاجمها ومدربها السابق يورغن كلينسمان الذي كان مدربها الحالي يواكيم لوف مساعداً له، في هذا الصدد: "عندما تكون محظوظاً بما يكفي للفوز بلقب واحد، تحتاج إلى عطش كبير، إلى عزيمة حقيقية للفوز به مرة أخرى".
وخلف هذه المنتخبات الكبيرة الثلاثة المرشحة للظفر باللقب، تحضر فرنسا بمواهبها الشابة التي يحسدها عليها العالم، وبلجيكا التي تحلم بإنجاز مع جيل ذهبي.
ميسي ورونالدو
فرض ميسي (30 عاماً) ورونالدو (33 عاماً) نفسيهما في العقد الأخير كأحد أفضل اللاعبين في التاريخ بفضل إنجازاتهما مع فريقيهما، فهل يمكنهما الانضمام إلى عالم أساطير كرة القدم دون الفوز بكأس العالم؟، يمثل مونديال 2018 الفرصة الأخيرة من "للعبقريين" الأرجنتيني والبرتغالي لوضع حد لهذه المفارقة، ولـ "يتساويا" مع البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا أو الفرنسي زين الدين زيدان.
وكان ميسي قريباً جداً من التتويج باللقب عام 2014، لكن منتخب بلاده خسر المباراة النهائية أمام الألمان بعد التمديد.
كما كانت الحال في كأس أمريكا الجنوبية "كوبا أميركا" عامي 2015 و2016، عندما خسر أمام تشيلي بركلات الترجيح.
وبسبب عدم قدرته على الفوز بلقب كبير، رهن "ليو" استمراره في الدفاع عن ألوان منتخب بلاده بمشوار جيد في المونديال، وأوقعت القرعة الأرجنتين في أحد مجموعات "الموت" في المونديال الروسي الى جانب كرواتيا وآيسلندا ونيجيريا، فهل ستخرج من الباب الصغير؟.
منافسه الكبير البرتغالي "سي آر 7"، الذي قاد منتخب بلاده الى أول لقب كبير في تاريخه عام 2016 في كأس أمم أوروبا، لن يكون لديه الضغط نفسه على كتفيه.
ملك أوروبا سواء مع المنتخب أو فريقه الذي قاده إلى 3 ألقاب متتالية في دوري الأبطال، سيكون هدفه الرئيسي إخراج منتخب بلاده من المجموعة الصعبة التي اوقعته فيها القرعة الى جانب إسبانيا والمغرب وإيران، وذلك كي يعرف ما إذا كان احراز اللقب العالمي ممكناً أم لا.
آمال عربية
هل يمكن أن تكون هناك مفاجأة، على سبيل المثال، من أفريقيا؟، "أتمنى! حلمي هو أن أرى في يوم ما منتخبا أفريقياً يفوز بكأس العالم، لكنني أعتقد أن ذلك يبدو صعبا هذا العام"، هذا ما قاله المدرب الفرنسي الشهير كلود لوروا الملقب بـ "الساحر الأبيض" للمنتخبات الأفريقية.
وإذا كانت القرعة أوقعت منتخبات المغرب بمدربه الفرنسي هيرفيه رونار الذي لم تستقبل شباكه أي هدف في التصفيات، وتونس المصنفة 12 عالمياً، ونيجيريا في مجموعات صعبة، إذ يتعين عليها تحقيق الإنجاز، فإن مصر والسنغال لديهما حظوظ أكبر.
كل شيء بالنسبة للفراعنة الذين سيلعبون في المجموعة الأولى ضد الأوروغواي وروسيا والسعودية، يتوقف على مستوى نجمهم الأول محمد صلاح الذي تعرض لإصابة في الكتف في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا مع فريقه ليفربول الإنجليزي أمام ريال مدريد، ويحوم الشك حول خوضه المباراة الأولى ضد الأوروغواي.
وستقتصر اليابان التي تراجع مستواها بعد إقالة مدربها البوسني-الفرنسي وحيد خليلودزيتش، وكوريا الجنوبية وأستراليا على الدفاع عن حظوظها في تخطي الدور الأول، في حين أن المنتخبات القارة الأمركية مثل كولومبيا والمكسيك وكوستاريكا معتادة على المشاركة في النهائيات.
أما بالنسبة لمنتخب البلد المضيف روسيا الذي لم يفز بأي مباراة منذ بداية عام 2018، فسيكون هدفه الوحيد هو تجنب إذلال الإقصاء في الدور الأول.