"الموت لا يفرق بين كبير وصغير"، مقولة عربية تنطبق على الفنانة الشابة وئام الدحماني، التي غادرت منذ مدة قصيرة إلى دار البقاء عن سن يناهز الـ 34 سنة، بسبب أزمة قلبية حادة ألمت بها خلال تواجدها في سيارتها في إمارة أبو ظبي.
هدى أمين
وتلقت أمها اتصالات من طرف الشرطة، التي أبلغتها بوفاة ابنتها داخل سيارتها، عازية السبب إلى اصابتها بسكتة قلبية. وبالفعل، أكد التشريح الطبي أن الفنانة المغربية الإماراتية توفيت بسبب توقف مفاجئ في القلب، لتترك خلفها حسرة كبيرة على شبابها وجمالها، مع كثير من الدعاء بالرحمة والمغفرة.
لا تعتبر حالة وئام استثنائية أو قليلة الحدوث، بل هي ظاهرة أصبحت سائدة بين الشباب، إذ نسمع بين الفينة والأخرى، عن وفاة شاب أو شابة بسبب سكتة قلبية مفاجئة، على رغم عدم إصابتهم بأي مرض أو أعراض تدل على مغادرتهم الوشيكة للدنيا.
وحسب دراسة نشرت في مجلة جمعية القلب الأميركية، فقد أجمع الباحثون على أن "نسبة السكة القلبية في صفوف الشباب ازدادت بشكل كبير، ووصلت إلى 44 في المائة"، وأن من بين الأسباب المؤدية إليها "ارتفاع نسبة الضغط والسكري والسمنة".
وهي نفس النتيجة التي توصلت إليها الدراسة الأميركية الحديثة التي أشرف عليها الدكتور سوميت تشوغ من مستشفى لوس أنجلس، الذي أكد أن "السكة القلبية المفاجئة تحدث بسبب النشاط الكهربائي، والذي عادة ما يكون السبب فيه انسداد شرايين القلب، وفي الغالب تحدث السكتة من دون إنذار وتؤدي إلى الموت الفوري".
وبحسب الدراسة ذاتها، فإن السمنة المفرطة في صفوف الشباب، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، يؤديان إلى إصابة شريحة عريضة من الشباب بالسكتة القلبية المفاجئة، بخاصة إذا اقترنت الأمراض سابقة الذكر بالتدخين وعدم ممارسة الرياضة.
وعلى رغم عدم وجود أي إشارات من القلب تنذر بتوقفه، فهناك بعض الإشارات التي يمكن أن يعرف من خلالها أن الشخص الذي تظهر لديه مهدد بالإصابة بسكتة قلبية، كالشعور بضيق التنفس، وآلام في الصدر والذراع اليسرى والرأس، وفقدان التركيز، والشعور بالدوران، إلى جانب الأعراض القلبية، كالشعور بنغزات بالقلب قبل أيام من التعرض للسكتة القلبية، كما في حالة وئام الدحماني التي أخبرت والدها قبل وفاتها، أنها ومنذ ثلاثة أيام تشعر بـ "نغزات" في قلبها.
أما في ما يخص الحلول اللازمة لتجنب السكتة القلبية، فقد نصح مدرب إنعاش القلب الرئوي الدولي المعتمد من الجمعية الأميركية للقلب الدكتور جلال خضر عبوس، في تصريحات سابقة له، بضرورة الابتعاد عن الإجهاد والتوتر الذي أضحى السمة البارزة لهذا العصر، والإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، ومحاولة الانتظام بأكل صحي بعيد عن الدسم والسكريات والملح، إلى جانب إجراء فحوصات دورية للاطمئنان على عمل القلب.