لا زالت العديد من دول العالم تستخدم القيادة على الجانب الأيسر من الطريق وعلى رأسها بريطانيا، وإلى اليوم فالدول التي تستخدم اليسار هي: أستراليا، جزر الكاريبي، جزر القنال الإنجليزي، قبرص، اليابان، هونغ كونغ، الهند، جزيرة مان، إيرلندا، جامايكا، كينيا، مالطا، ماليزيا، نيوزيلاندا، جنوب أفريقيا، سنغافورة، تايلاند، المملكة المتحدة.
ويقدر أن 35% من سكان العالم يستخدمون الجانب الأيسر من الطريق في القيادة، وهم معظمهم مستعمرات إنجليزية سابقة بما فيهم الهند ذات العدد الكبير من السكان.
وتعود هذه الفكرة أو المبدأ إلى مئات السنين، قبل اختراع السيارات، حيث كانت مسارات الخيول والفرسان على الجانب الأيسر من الطريق.
والسبب أن الفرسان كانوا يحملون معداتهم ودروعهم على الجانب الأيسر من أجسادهم، وحتى لا تصيب المارة أو يتضررون منها، فقد لجأوا إلى السير على اليسار.
أيضا كانت تلك إشارة أن بمقدورهم إشهار سيوفهم وأسلحتهم على كل من يعترضهم من الناس المحتالين أو سيئي النوايا.
وعلى مرّ السنين بدأ الأميركيون والفرنسيون لاسيما من يسوقون عربات تُجر بالأحصنة تشبه الشاحنات الصغيرة بها صناديق، في استخدام القيادة على الجانب الأيمن من الطريق.
والسبب لأنهم كانوا يجلسون على الجانب الأيسر وفي الخلف من العربة المحملة بالأغراض، وهذا يتيح لهم رؤية العابرين في الطريق بسهولة، لمنع وقوع الحوادث.
وعندما حصلت الولايات المتحدة على الاستقلال من بريطانيا، صارت هذه عادة رسمية، وأخذت الوضع القانوني لها.
وتدريجياً وعندما بدأت بعض الدول في تنظيم الطرق السريعة، كما حصل في إيطاليا سنة 1912 حيث أصدرت أول قانون للطرق، اختارت المسار الأيمن.
ومع بدء إنتاج المزيد من السيارات في الولايات المتحدة، كان من المنطقي بالنسبة لها ولبلدان أخرى، أن تتم قيادة السيارات على الجانب الأيمن، وهو الأمر الذي تحكمه ضوابط تصميم السيارات كذلك.
وعلى مدار مرات عديدة فقد كان ثمة جدل في بريطانيا بتغيير الحركة إلى اليمين، لكن ذلك يكلف أموالاً طائلة في تعديل الطرق واللافتات، كذلك سوف يجعل السيارات القديمة أغلبها عديمة الفائدة، ما اضطر السلطات إلى تجاهل الفكرة.