آخر الأخبار
  "النشامى" والأرجنتين والنمسا والجزائر في دوري المجموعات بكأس العالم 2026   وزارة الزراعة: لم تُسجل حالات غش داخل مهرجان الزيتون الوطني   الغذاء والدواء: لا تشتروا المنتجات إلا من منشآت مرخصة تخضع للرقابة   هذا ما ستشهده حالة الطقس في المملكة خلال الساعات القادمة   العثور على جثة شخص مقتول داخل منزل في لواء الأزرق   تسرب غاز يودي بحياة ثلاثة أشخاص وإصابة آخر   الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة على الواجهة الجنوبية   الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية تستضيفها عمّان الشهر المقبل   النقل البري: رقابة مشددة على التطبيقات غير المرخصة وتسعيرة تنافسية قريباً   إدارة الأزمات تحذر: اضطرابات جوية خلال 48 ساعة وسيول محتملة في عدة مناطق بالاردن   منخفض البحر الأحمر يؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزخات رعدية من الأمطار مساء السبت   يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته   بيان صادر عن "ميليشيا ياسر ابو شباب" حول مقتله؛ لا صحة للأنباء حول استشهاده على يد الحركة بل قُتل أثناء فضه لنزاع عشائري   وزير المياه: قطاع المياه بالأردن "ليس له مثيل عالميًا" .. و"لا يوجد أي دولة توفر خدمة المياه لمواطنيها أسبوعيًا“   بني مصطفى: التزام وطني راسخ بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة… وجمعية رعاية الطفل الخيرية نموذج تطوعي متميز في مجال الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة   حارس النشامى: الجماهير جعلت اللاعبين يشعرون وكأنهم في عمان   من "إدارة التنفيذ القضائي" للأردنيين .. تفاصيل   العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد بالشفاء للخلايلة والطراونة   الاردن يسترد 100 مليون دينار من خلال مكافحة الفساد   المستشار مهند الخطيب يكشف أعداد المتقديمن للبعثات والقروض للعام الجامعي 2025-2026

ساعة الصفر الإسرائيليّة لضرب إيران باتت وشيكة جداً

{clean_title}

جراءة نيوز - عمان : قال البروفيسور زاكي شالوم، من معهد دراسات الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب إنّ كلّ من شارك وتابع أعمال المؤتمر الذي نُظم أواخر الشهر الماضي من قبل المعهد ساد لديه الانطباع بأنّ الدولة العبريّة تقترب أكثر من أيّ وقت في الماضي إلى اتخاذ القرار المصيريّ في الملف النوويّ الإيرانيّ، وأنّ ساعة الصفر تدور بسرعة فائقة للغاية، لافتًا إلى أنّ تصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو والوزير موشيه يعالون ووزير الأمن إيهود باراك، وحركة أجسامهم عند الحديث لا تترك مجالاً للشك بأنّ ساعة الصفر، باتت قريبة جدًا، على حد قوله.


وأضاف شالوم في الدراسة التي نُشرت على الموقع الالكتروني للمعهد إنّ من خلال تصريحات المسؤولين الثلاثة يُستشف ما هي الاعتبارات المركزيّة التي تدور خلف الكواليس لدى الحكومة الإسرائيليّة، وساق قائلاً إنّ الاعتبار الأول أنّ الجهود المبذولة في السنة الأخيرة لثني إيران عن مواصلة برنامجها النوويّ بواسطة المزيد من العقوبات الاقتصاديّة باءت بالفشل، كما أنّ المفاوضات بين طهران والدول العظمى فشلت، بالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة، إلى أنّ الأعمال السريّة التي تُنفذ ضدّ إيران لم تعود بالفائدة، إذ أنّ القيادة الإيرانيّة واصلت مشروعها النوويّ، مشيرًا إلى أنّ صنّاع القرار في تل أبيب لا يُعوّلون على المفاوضات ولا على العقوبات، ذلك أنّ القيادة في طهران ترى بالمشروع النوويّ مصلحة وطنيّة من الدرجة العليا، وبالتالي فإنّ النظام الحاكم هناك على استعداد لدفع ثمن باهظ من أجل إكمال المشروع.


أمّا الاعتبار الثاني، بحسب البروفيسور شالوم، فيؤكد لصنّاع القرار في تل أبيب بأنّ المفاوضات الجارية مع إيران، وتلك التي ستُجرى قريبًا لن تُغيّر الصورة، لأنّ أيّ طاقم دوليّ يضم روسيا والصين، من الصعب، إنْ لم يكن مستحيلاً، أنْ يتخذ قرارات بعيدة المدى ضدّ إيران، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الجدول الزمنيّ للرئيس الأمريكيّ باراك أوباما، أضافت الدراسة، واقتراب موعد الانتخابات، يدفعانه إلى عدم تأجيل اتخاذ القرار النهائيّ لحسم القضيّة، مشيرةً إلى أنّه تحت غطاء المفاوضات تواصل طهران برنامجا النوويّ، لا بل أكثر من ذلك، إنّها لا تُعبّر الدول المشاركة في المفاوضات، وتعرض أمامهم كميّة هائلة من الثقة بالنفس وعدم اكتراث، بل ازدراء، على حد قول الدراسة.


وساق البروفيسور شالوم قائلاً إنّ الاعتبار الثالث الذي يُحرّك الحكومة الإسرائيليّة هو خيبة الأمل في تل أبيب من إدارة الأزمة من قبل البيت الأبيض، وتحديدًا الرئيس أوباما، ذلك أنّه هناك بونًا شاسعًا، بحسبها، بين التصريحات المتشددة للإدارة الأمريكيّة وبين ما يجري خلال المفاوضات، لافتًا إلى أنّ نتنياهو كان قد عبّر عن خيبة أمله وقال إنّ إسرائيل ليست راضية عن المواقف الأمريكيّة المتساهلة مع إيران وقال بالحرف الواحد أنّ الدولة العبريّة تطالب بنقل جميع كميات اليورانيوم المخصب إلى خارج الحدود الإيرانيّة، كما أنّه يتحتّم عليها هدم المفاعل في قم، وأنْ تتوقف كليًا عن عملية إنتاج اليوارنيوم، وبحسب نتنياهو، فقط إذا تعهدت إيران بتلبية الطلبات المذكورة، فإنّه عندها يُمكن مواصلة المفاوضات، ولكنن أضاف نتنياهو، للأسف الشديد، فإنّ هذه المطالب لم يتم عرضها في المفاوضات على الإيرانيين.


وبرأي البروفيسور شالوم، فإنّ الاعتبار الرابع لدى الحكومة الإسرائيليّة، هو أنّ عامل الزمن بات مهمًا للغاية، ذلك أنّ مرور الوقت الطويل دون اللجوء إلى الضربة العسكريّة لتدمير البرنامج النوويّ الإيرانيّ، يجعل من التأخير مهمة صعبة للغاية في حال اتخاذ القرار بتوجيه الضربة، لافتًا إلى أنّ وزير الأمن، إيهود باراك، كان قد حذّر من وصول إيران إلى ما أطلق عليها اسم 'منطقة حماية'، الأمر الذي سيُصعّب على الدولة العبريّة تنفيذ الضربة، أوْ حتى تمنعها من توجيه الضربة.

 كما لفت الخبير الإسرائيليّ إلى أنّ إيران من شأنها أنْ تقوم بتكتيكات معينة من أجل صدّ الضغوطات الممارسة عليها، ولكن في حقيقة الأمر، ستُواصل تطوير النوويّ، مشيرًا إلى أنّ التوقيع على اتفاق من هذا القبيل يجعل مهمة توجيه الضربة العسكريّة مستحيلة، لأنّها لن تحظى عندئذ بتأييد المجتمع الدوليّ، خصوصًا وأنّ الإيرانيين سيستغلون حفل التوقيع لكي يؤكدوا للعالم برمته أنّهم استجابوا للضغوط الدوليّة، كما أنّ خطوة من هذا القبيل ستجعل الحيّز المتاح أمام الرئيس الأمريكيّ أوباما ضيقًا للغاية في منح الدولة العبريّة الضوء الأخضر لتوجيه الضربة العسكريّة، على حد قول البروفيسور شالوم.

ولفت أيضًا إلى أنّ الولايات المتحدة على علم بالاعتبارات الإسرائيليّة، وأنّ المشاركين الأمريكيين في المؤتمر دأبوا على تخفيف حدّة الخشية لدى صنّاع القرار في تل أبيب، مؤكدين على التزام واشنطن الكامل بعدم السماح لطهران بامتلاك أسلحة نوويّة، كما أكدوا على عدم نجاعة الضربة العسكريّة الإسرائيليّة ضدّ إيران، مشددين على أنّ أوباما يتمتع بمصداقية كبيرة في التعهدات التي يأخذها على نفسه، وتصريحاته واضحة ولن يتراجع عنها، كما أنّه خلال فترة رئاسته قام أوباما بتقوية العلاقات الإستراتيجيّة مع إسرائيل بشكل غير مسبوق، وبذلك أعلن أنّه عاقد العزم على الدفاع عن أمن الدولة العبريّة، مضافًا إلى ذلك، فإنّ الأمريكيين أكدوا بأنّ المطالب الآنية من إيران ليست نهائية، بل مرحليّة، وأنّ الضربة العسكريّة الإسرائيليّة لن تحل المشكلة النوويّة الإيرانيّة، بل فقط ستؤجلها، والأمريكيون وحدهم القادرون على إنهاء هذا الملف.


وخلصت الدراسة إلى القول إنّ إسرائيل لا يمكنها بأيّ حال من الأحوال الاعتماد على التعهدات الأمريكيّة، ذلك لأنّ عامل القوت في تل أبيب يختلف كليًا عن عامل الوقت في واشنطن، وخلص إلى القول إنّه على ضوء المعطيات التي ساقها، فإنّ الدولة العبريّة ستستصعب الانصياع للمطالب الأمريكيّة، أيْ عدم اللجوء إلى الخيار العسكريّ، على حد قوله.