قصة إنسانية تجسد معاني الوفاء والنبل والشهامة رواها الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، خلال الأيام الماضية عندما كان يشارك في منتدى شرم الشيخ بمصر، حيث تذكر مصريا كان يقيم في العقار معه في منطقة الدقي خلال دراسته بكلية الزراعة جامعة القاهرة، وقام هذا المصري بإقراضه 300 جنيه رغم ظروفه المالية الصعبة.
وأكد حاكم الشارقة أنه يحب هذا المصري ويزوره من حين لآخر للاطمئنان عليه وعلى أسرته تقديرا له ووفاء لمعروفه القديم.
المصري الذي يقصده الشيخسلطان القاسميهو إبراهيم علي حسن، وكان مسؤولا عن تحصيل إيجارات العقار الذي كان يقيم فيه حاكم الشارقةفي الدقي بالجيزة.
ويروي إبراهيم البالغ من العمر 73 عاما القصة منذ بدايتها لـ"العربية.نت" ويقول إنه كان مسؤولا بصفته وكيل عقار عن تحصيل إيرادات العقار وتصريف شؤونه نيابة عن الملاك، وذات يوم وفد إليهم شاب إماراتي للبحث عن شقة بالعقار، واكتشفوا أنه كان بمفرده وبلا عائلة، ولذلك رفضوا إقامته لمخالفة ذلك تعليمات ملاك العقار والسكان كذلك، ولكن الشاب الإماراتي أصر، وقال إنه علم من كافة معارفه وأصدقائه أن سكان هذا العقار يتمتعون بسيرة حسنة وسمعة طيبة، لذا رغب في الإقامة بجانبهم، واستئجار شقة في العقار.
ويقول إنه بعد مفاوضات شاقة رفض الملاك تماما، فتدخل وطلب منهم أن يقيم الشاب الإماراتي في العقار على مسؤوليته بعدما توسم فيه الصدق والإخلاص والالتزام والتدين وسعيه للإقامة في مكان يحظى بسمعة طيبة.
ويضيف إبراهيم: "أقام الشاب الإماراتي معنا في العقار، وكان يدرس في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، وخلال سنوات إقامته معنا ومدتها 4 سنوات، كان مثالا للتواضع والالتزام والإخلاص، وحظي بحب ومودة جميع سكان العقار".
وعن قصة القرض الذي منحه للشيخ سلطان وقيمته 300 جنيه قال إبراهيم إنه كان يمر على العقار شهريا لتحصيل الإيجارات، وفوجئ بالحارس يقول له إن الشاب الإماراتي كان يمنحه إكرامية شهرية ولكنه تأخر عن دفعها له هذا الشهر، وخشي أن يطلبها منه حتى لا يغضب.
وأضاف أنه فور علمه بتلك القصة توقع أن الشاب سلطان يمر بأزمة مالية، أو أن أسرته تأخرت في إرسال المصروف الشهري له، مشيرا إلى أنه كان قد جمع في هذا اليوم متحصلات العقار، وكان معه مبلغ آخر يمتلكه، وبلغ الإجمالي 300 جنيه، فانتظر الشاب الإماراتي حتى يعود من الجامعة، وفور عودته استقل المصعد معه، وفاجأه على الفور بوضع المبلغ في جيبه، طالبا منه أن يحتفظ به معه على سبيل الأمانة لحين أن ترسل له أسرته مصروفه الشهري.
وقال إن الشيخ سلطان تذكر هذه الواقعة التي نسيها هو، مؤكدا أن ذلك يدل على وفائه وإخلاصه وتواضعه الجم.
وأوضح أن الشيخ سلطان فور توليه حكم إمارة الشارقة أرسل إليه طالبا منه زيارته في قصره بالشارقة، فذهب إليه وفوجئ به يستقبله بحفاوة بالغة، وينتظره على الرصيف المقابل، وهو استقبال لا يحظى به إلا كبار الشخصيات، وعندما خجل من تلك الحفاوة وذلك الاستقبال، وشعر الشيخ سلطان بذلك، قال له به بكل تواضع، أحسنتم استقبالنا أفلا نحسن نحن استقبالكم؟
وذكر إبراهيم أن الشيخ سلطان كان يزوره في منزله بالدقي وفي نفس العقار الذي كان يقيم فيه وقت أن كان طالبا، ويطمئن على صحته وعلى أولاده، وعلم ذات مرة أن أبناء قبيلته – أي إبراهيم – وهم من محافظة أسوان يمتلكون قطعة أرض ويريدون بناء مقر لرابطتهم، فأعلن على الفور تبرعه بتكاليف البناء، كما كان يزور - رغم التحذيرات الأمنية – كل من كان يعمل في خدمته وقت أن كان طالبا، ولذلك زار سيدة مسنة كانت تقوم بإعداد الطعام له في منزلها بمنطقة نائية بالقاهرة رغم تحذيرات الأمن له بصعوبة المنطقة.
وقال إن حاكم الشارقة يحب مصر كثيرا، وعندما وقعت حادثة رفح التي راح ضحيتها عشرات الجنود قام على الفور ببناء مسجد في قرية كل "شهيد" تكريما لهم.