جراءة نيوز - كتب 'رايق المجالي' -
انا شخصيا لم يرف لي جفن عندما اطلعت على تعديلات قانون الجرائم الإلكترونية ولا اعتبر أن ما جاء في تلك التعديلات في المواد المتعلقة بالذم والقدح أو الابتزاز أو التعدي على خصوصيات الأشخاص أو العبث بالمواقع والتطبيقات والشبكات للاضرار بالأفراد والجماعات والمؤسسات تكميما للأفواه بل ضرورة ومصلحة وطنية للحد مما أصبح واقعا منفلتا وخصوصا أن كل تلك المواد مقيدة بشكوى المتضرر ، كما أنني لم اقترب يوما من الوقوع في تلك الأفعال لأنني أعرف جيدا أنها مجرمة قانونيا وأخلاقيا قبل هذا القانون ، فأنا ومنذ إنشاء صفحتي وقبل ذلك أيضا أعترض على شخصنة أي قضية والتجرد من الموضوعية والضوابط الأخلاقية في معرض نقاش المسائل العامة والشأن الوطني وكذلك أكثر ما امقت هو التعرض لخصوصيات الأشخاص وحياتهم الشخصية وعائلاتهم لإثبات وجه نظرنا بهم لعجزنا عن إثباتها بطرق قانونية وأخلاقية فيما يتعلق بعملهم العام ، وبالتالي لا أجد أن هذا القانون يقيدني ويضعف قدرتي على معارضة كل ما فيه ضررا وتقويضا للكيان الأردني وطني الذي اعشق ما دمت اراعي ابجديات النقد الموضوعي والراقي وما دمت أقصد وجه الله والوطن.
..لكن هذا الاطمئنان تلاشى حين قرأت ما ارعبني في هذه التعديلات وهو تعريف خطاب الكراهية الذي يطاله هذا القانون وهذا التعريف الفضفاض والغير منضبط والذي جاء مطلقا من حيث (المتأثرين بالفعل) .
.. فأنا مع لجم هذا الخطاب إذا كان موجها للأديان والطوائف ومكونات المجتمع الأردني والعربي والإسلامي والمسيحي ومع معاقبة كل من يهدد أسباب الوحدة داخليا ويعكر صفاء العلاقات بين الشعوب العربية والأجنبية المسالمة والمرتبطة بعلاقات الصداقة ومن كل الجنسيات ، لكنني لست مع شمول هذا التعريف لكيان العدو المحتل للأرض والمقدسات العربية وهو الكيان الصهيوني إذاما طبق النص كما ورد وعلى إطلاقه بحيث سيعتبر أي موقف معاد ومعارض للإحتلال وممارساته خطاب كراهية وإثارة نعرات وفتن إقليمية على أساس أن (إسرائيل ) دولة جوار معترف بها وتربطنا بها معاهدة سلام وعلاقات سياسية واقتصادية وتجارية وهي جارة إقليمية.
..هذا التعريف المطلق هو الأخطر بل والكارثي إن لم يخرج منه ويستثنى صراحة أي خطاب موجه للكيان الغاصب ولسياساته ومذابحه ومشاريعه الصهيونية ضد الأمة وقضيتها الأساسية فلسطين ، لأن معناه بهذا الشكل تجريم كل تعبير عن كل ما رسخ في عقيدة ووجدان وثقافة وتراث الأردنيين تجاه المحتل والمغتصب لأرضنا ومقدساتنا ، والأمر من ذلك أن هذا يفضي أيضا إلى تجريم أي تعبير أو توصيف لحادثة قتل الأردنيين في حادثة السفارة واعتبار أن المطالبة بالقصاص من القتلة والثأر لكرامة الوطن والمواطن هو خطاب كراهية وإثارة لفتنة (إقليمية ).
..فإذا بقي هذا التعريف لخطاب الكراهية كما وصل إلينا فليتلمس كل من نشر أو إستمع للأديب المكوجي( شعبان عبدالرحيم ) وهو يغني (أنا بكره إسرائيل) رأسه إذا ردد معه :اييييييييي.
..وبس خلاص.