كاتب اسرائيلي يهاجم مقهوم الكراهية بدون مقابل في اسرائيل

جراءة نيوز - هاجم كاتب اسرائيلي في صحيفة هارتس الاسرائيلية مفهوم يقول عنه انه مفهوم الكرهية بدون مقابل في المجتمع لاسرائيلي وبين الكاتب روغل ألفر ان مفهوم «الكراهية بدون مقابل» أصبح في السنوات الأخيرة أمرا أساسيا لدى الجمهور الإسرائيلي، وتجاوز منذ زمن حدود التاسع من آب، والنقاش حول خراب الهيكل الثاني. إن استخدام هذا المفهوم لا يقتصر على اليمين الديني القومي المتطرف. «الكراهية بدون مقابل» هو مفهوم محبب على يئير لبيد جدا، وعلى بعض التيارات في حزب العمل. التحذير من حرب الأخوة التي من شأنها تدمير المجتمع الإسرائيلي من الداخل ليس سوى رمز سري من أجل إسكات الانتقادات ضد الاحتلال والتدين والفاشية. أو أي تحفظ من قناعة الأغلبية القومية المتطرفة في المجتمع الإسرائيلي.
«الكراهية بدون مقابل» هي مثابة رقابة: منع أسماع الانتقادات التي تعتبر «انقسامية» أو تحدث الشرخ. وتصنف «الكراهية بدون مقابل» منفذي الاحتلال والتدين على أنهم يقومون بتقسيم المجتمع الإسرائيلي بـ «الكراهية»، التي تضعفه أكثر من أي عدو خارجي. ومن هنا تقوم «الكراهية بدون مقابل» باعتبار معارضي الاحتلال والتدين خونة وأعداء للشعب. وحسب نظرية «الكراهية بدون مقابل» فإن الشعب يريد أن يكون شعبا موحدا، واحدا، قويا وفخورا بقوميته المتطرفة وإيمانه. أما من ينتقدون الاحتلال والتدين فهم يتصرفون كرافضين للوحدة، وانفصالهم يعرض الجمهور كله للخطر.
إضافة إلى ذلك، يحمل مفهوم «الكراهية بدون مقابل» فرضية أن انتقادات الاحتلال والتدين غير مبررة. لذلك فهي «بدون مقابل». المفهوم ينفي ادعاءات معارضي الحكم حسب التعريف.
منع «الكراهية من دون مقابل» منتشر وصوته مسموع. لقد مر التاسع من آب، لكن المفهوم ما زال موجودا في التغريدات والمقالات والمقابلات مع السياسيين. يبدو أن بداية فترة الراحة لـ «الكراهية بدون مقابل» توجد في صدمة قتل رابين، التي تسببت بالخوف الكبير من الحرب الأهلية ومن محاولة المجتمع الإسرائيلي حل الخلافات الداخلية بالعنف بدل الوسائل الديمقراطية. هذا الخوف سبب وجود منظمات مثل «أمر المصالحة»، التي وضعت الوحدة الداخلية فوق كل مبدأ أخلاقي. ورقة «الكراهية بدون مقابل» تسعى إلى منع نزع الصفة الإنسانية عن الجمهور المتدين القومي المتطرف جميعه في أعقاب قتل رابين، لكن ميزان القوى في المجتمع الإسرائيلي تغير منذ تشرين الثاني 1995. الموقف القومي المتطرف مع خطوط الهوية اليهودية الدينية الواضحة هو الذي سيطر حتى الآن، والأغلبية القومية الدينية المتطرفة تستخدم طابو «الكراهية بدون مقابل» من أجل إسكات انتقادات الأقلية.
أحد الإشارات الفاشية البارزة في المجتمع الإسرائيلي حاليا هي الحاجة إلى «الاتحاد» القومي المتطرف أكثر من أي وقت، الذي يمكن تحقيقه من خلال طقوس الأعياد التي هي موضوع تعليم أساسي في جهاز التعليم، من يوم الكارثة وحتى يوم الذكرى ويوم الاستقلال، وبعد ذلك إلى «لاغ بعومر» ويوم القدس ومراسيم افتتاح المكابية والتاسع من آب ورأس السنة وما أشبه. الآخر الذي يريد أن يكون منفردا وخاصا تم محوه.
في هذه الأجواء السائدة تعتبر «الكراهية بدون مقابل» خطأ كبيرا، أكبر من انتقادات «الكارهين». الرسالة هي أن الثمن الذي يدفعه المجتمع بسبب الانتقادات هو ثمن باهظ وسينتهي بالدمار. لذلك فإن الديمقراطية تفسر هنا كديكتاتورية الأغلبية بدل سلطة الأغلبية. الوقت لن يكون أبدا مناسبا للانتقادات لأن الشعب في حالة حداد دائمة، أو يحتفل كرجل واحد. إن التعليم يقوم بتجديد «الكارهين» ويحثهم على البحث عما هو مشترك وليس عما هو مثار خلاف. وإذا لم يكن هناك شيء مشترك، أو أنه ثانوي، فإن السؤال بحد ذاته يعاني من «الكراهية بدون مقابل»، لذلك فهو غير شرعي.