آخر الأخبار
  مهم للأردنيين بشأن زيت الزيتون المستورد   منتخب عمان الاهلية يتألق ويظفر بوصافة بطولة كرة السلة بين الجامعات   ارتفاع أسعار الذهب محليًا   ضبط مركبة تسير بسرعة 205 كم/ساعة على طريق الأزرق   مهم من التنفيذ القضائي إلى "الكفيل   إجراء القرعة الإلكترونية لاختيار مكلفي خدمة العلم اليوم   إصابات بالغة ومتوسطة بحوادث تدهور على الطرق الخارجية   طقس بارد نسبيًا في أغلب مناطق المملكة الإثنين   انسحاب إيران من سوريا قبل سقوط الأسد .. كواليس الساعات الأخيرة   مدرب فلسطين: أتلقى نصائح تكتيكية وفنية من والدتي المقيمة بخيمة بغزة   بدء إنتاج الخبز من المخابز الأردنية المتنقلة في غزة بطاقة 70 ألف رغيف يوميًا   مجلس الوزراء يعيد تشكيل مجلس الأوقاف في القدس   بلاغ حكومي بتحديد عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّ   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الخميس .. ومنخفض جوي قادم   شركة Joeagle وجمعية البنوك تنظمان ورشة عمل حول تقنيات المصادقة الخالية من كلمات المرور   سلطة البترا بعد السيول: عجز مالي حال دون طرح عطاءات البنية التحتية   فيضان سد الوحيدي في معان   الملك يلتقي نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية   معان تحقق 66% من معدلها المطري في اول هطول   العميد رائد العساف يكشف عن حملة للقضاء على ظاهرة القيادة الاستعراضية والمتهورة

زيارة الصدر للرياض: إلى أي مدى تنأى بغداد بنفسها عن طهران؟!

{clean_title}
تثير زيارة زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، إلى السعودية، مؤخرا، سلسلة من الاسئلة التي يتصدرها : إلى أي حد يمكن أن تشهد بغداد المأزومة على غير صعيد، ازاحة في موقفها وتحالفاتها الاقليمية، وخصوصا في ظل التوتر المتصاعد بين السعودية وإيران.
فقد حرص زعيم التيار الصدري، أن يوضح بعد عودته إلى بلاده، أن "الزيارة حققت نتائج طيبة ولمس جدية سعودية بالتقارب مع العراق والمساهمة بدعمه أمنيا واقتصاديا"، مؤكدا على أهمية "وقف الخطاب الديني والسياسي الذي يسيء لعلاقات البلدين الشقيقين"، حسب بيان عن التيار الصدري.
ويرى مراقبون أن "مقتدى الصدر القى قنبلة سياسية من العيار الثقيل حين حلّ ضيفا على أرفع المسؤولين السعوديين، في زيارة يقول العارفون في تفاصيل السياسة العراقية، إنّها تُخرِج إلى العلن علاقة كانت سرية".
وسارع مراقبون الى مقارنة زيارة مقتدى الصدر الى الرياض، وإن لم يحمل صفة رسمية، بالزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء حيدر العبادي، للسعودية (قبل نحو شهر)، والذي أكد في حينه أنّ زيارته(.. العبادي) "جاءت بالتنسيق مع جميع الأطراف الإقليمية، وسعت إلى تكريس رؤيته التي تقول إنّ بغداد لا تنحاز لأي طرف على حساب آخر في ظل الاشتباك الإقليمي".
مصدر مقرب من الصدر أكد أمس الاربعاء، أن الصدر لمس خلال زيارته للمملكة العربية السعودية ولقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمراء ووزراء سعوديين، جدية الانفتاح السعودي على العراق ونية المساهمة بمواجهة الارهاب واعادة بناء المناطق المدمرة والنازحين وتنشيط التبادل التجاري الاستثمار.
وأضاف المصدر المقرب من الصدر، أن زعيم التيار كشف عن رغبة المملكة بفتح منافذ حدودية مع العراق ومنها عرعر، وكذلك جميمة على جنوب العراق لتنشيط حركة الاستثمار والتجارة ،فضلا عن فتح خط جوي لنقل المسافرين من التجار والمستثمرين ،والزائرين الى الأماكن الدينية بالعراق.
وشدد الصدر على ان العلاقة مع السعودية يجب أن تتطور مستقبلا لحاجة البلدين للتواصل والتعامل الأخوي بشتى المجالات، مبينا ان السعودية قدمت مساعدات سابقة للنازحين العراقيين كما ابلغته اثناء الزيارة بتقديم مبلغ عشرة ملايين دولار لاغاثة النازحين.
ودعا الصدر عقب وصوله إلى العراق إلى "وقف جميع الاصوات الطائفية دينيا وسياسيا التي تسيء للعلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين".
يذكر أن زيارات لمسؤولين وزعماء سياسيين عراقيين ستتوالى قريبا للسعودية، ضمن تقارب ملحوظ بين بغداد والرياض، التي سيزورها تباعا السيد عمار الحكيم واياد علاوي نائب الرئيس العراقي.
ويتساءل مراقبون ما اذا كانت زيارة الصدر تعد وداعيا صدريا لطهران"، لافتين إلى أن العبادي الذي شرّع الباب أمام العلاقات السعودية ــ العراقية، جاءت زيارته لـ"الدولة الجارة" بالتنسيق مع طهران وتشجيعها لدوره الإيجابي المتفاعل مع محيطه العربي. ووفق معلومات جرى تداولها فان الصدر اراد تنسيق زيارته مع المعنيين الإيرانيين، فطلب موعداً مستعجلاً لحظة وصول أحد المسؤولين الإيرانيين إلى بغداد، لكنه سمع جواباً حاسماً: "الزيارة مرفوضة وغير مبررة". لكن زعيم التيار الصدري اراد تنفيذ وجهة نظره، فقام بالزيارة التي لم تطرب طهران التي حسمت موقفها من أن الرجل قد خرج من سرب القوى المتحالفة معها، ويريد البحث عن حليفٍ إقليمي يقوّي حظوظه في تحقيق مشروعه السياسي، والذي سيكون أول امتحاناته الانتخابات النيابية المقبلة (نيسان(ابريل) 2018).
ويستذكر المراقبون ان أنصار التيار الصدري نادوا قبل نحو عامين في وسط العاصمة بغداد بشعار "إيران برّا برّا". بعدها سريعاً، سافر الرجل إلى طهران لتبرير "جهل" بعض أنصاره، إلا أنّ السفير السعودي السابق لدى بغداد ثامر السبهان، انتظر عودته مليّاً لـ"نسج علاقةٍ طيبةٍ مع ابن الصدر".
ورجّح مراقبون أن يكون النقاش في الرياض جرى مع المسؤولين السعوديين حول القانون الانتخابي العراقي، بعدما أبرم الصدر تحالفا مع إياد علّاوي ــ المقرّب من الرياض ــ على إمرار القانون الداعم للدوائر الانتخابية الصغرى؛ وهو ما يريده الرجلان لتحقيق أكبر عددٍ من المقاعد.
ولفت المراقبون الى انه لا يمكن مقاربة توقيت الزيارة من موقع الصدر فحسب، بل من باب زيارات المسؤولين العراقيين خارج البلاد. فبعد زيارة نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية لروسيا، أراد الصدر التأكيد أن داعميه ليسوا من المحور الإيراني أو حلفائه، إنما المحور العربي بقيادة السعودية، بالتزامن ــ أيضا ــ مع موجة تمهد لضرب المشاريع "الإسلامية" للأحزاب والقوى الموالية لطهران لمصلحة القوى المدنية والليبرالية، والتي ستكون السعودية حاضنتها.
وتوقع المراقبون ان يصعد الصدر من خطابه بعد زيارة الرياض تجاه حلفاء إيران، أي المالكي وفصائل الحشد الشعبي، إضافة إلى تحضير حراك شعبي بعناوين يطالب فيها بضرب المفسدين، وحل الحشد وفصائله باعتبارها ميليشيات.
على ان بيانا سابقا للتيار الصدري اكد قبل الزيارة، ان الهدف من زيارة السعودية، والتي جاءت تلبية لدعوة رسمية "وجدنا فيها مبشرا بانفراج إيجابي في العلاقات السعودية ــ العراقية، وأملا في ان تكون بداية إنهاء فكر الحدّة الطائفية، في المنطقة العربية الإسلامية".
ولفت المراقبون كذلك الى ان "الصدر من رجال الدين الشيعة القلائل في العراق الذين يطالبون بضرورة إقامة علاقات متوازنة مع كل دول الجوار، اذ كانت الزيارة محاولة لإزالة صورة مأخوذة عن العراق، بوصفه بلداً سابحاً في الفلك الإيراني، وسط خلافات بين التيار الصدري وطهران في عدد من قضايا المنطقة، ولا سيما الأزمة السورية، بعد دعوة الصدر الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن منصبه".