قالت الكاتبة الاسرائيلية عميرة هاس في شهادتها من خلال مقال لها على صحفية الهارتس الاسرائيلية بان الاهالي الفلسطينيين يحاولون التعايش مع الممارسات الفجة لجنود الاحتلال بحقهم لكنهم في نهاية الامر يقفون عاجزين عن ابعاد اطفالهم عن الواقع المرير تحت حراب الاحتلال
وقالت في مطلع مقالتها الاطفال فرحة بان صديقتها ب. هي من سكان كوبر. وبشكل ما نجحت على مدى اربع سنوات في حماية ابنها الصغير من الحديث غير الملائم للاطفال عن الجيش والموت والاحتلال واطلاق النار والسلاح. هي وزوجها خلقا من حوله جزيرة من قصص الاطفال والالعاب واهتما بألا يشاهد المشاهد الفظيعة في التلفاز.
في الاسبوع الماضي فرض الواقع نفسه عليهما. فقد جاءت جرافات الجيش في كل يوم ووضعت السواتر الترابية على مدخل القرية وعمقت الحفر في الشارع. وفي كل يوم قام السكان بجرف الارض على جانب الطريق كي تستطيع السيارات العبور. وعندما مرت صديقتي هناك في سيارتها وكان ابنها معها، تساءل من الذي وضع هذا التراب المرتفع. فقالت له: الجيش. فهم في البداية أنها قالت «الجاج» وتشوش تماما. وكان عليها أن توضح له ماذا تعني كلمة جيش ولماذا هو عدو للكبار والصغار.
ملاحظة: اذا نجحت ب. حتى الآن في ابعاد ابنها عن القاموس العنيف الذي يخلقه جيش الاسرائيلي عن المستوطنات، فهذا يقول شيئا عن الهدوء النسبي الذي عاشته قرية كوبر (رغم الاقتحامات الموضعية من اجل الاعتقالات). ولكن اسبوع تقريبا من الاقتحامات الليلية حيث ينتشر الجنود بين المنازل ويضربون السكان ويلقون قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع ويطلقون الرصاص المطاطي، كل ذلك ذكر بأن الهدوء النسبي مضلل.
ملاحظة اخرى: الجيش والشاباك حصلا في هذا الاسبوع على مديح مبالغ فيه. موقفهما من البوابات الالكترونية يثبت بالفعل أنهما يفهمان الصورة العامة. أي أن حملة الانتقام الجماعية التي نفذت في الاسبوع الماضي في كوبر لم تنبع من غياب الفهم وعدم معرفة أن الاعتداء على القرية وملاحقة جميع السكان ستولد المزيد من الغضب، ايضا في اوساط من يعارضون العملية ويتحفظون عليها. الانتقام الجماعي لا يصدر من البطن بل هو جزء من الخطة، جزء من منطق السيطرة، يقومون بالتصعيد، يتحرشون، يعتقلون المزيد من الشباب، يخيفون المزيد من الاطفال من اجل ايجاد اسباب اخرى للقمع وصيانة الجهاز.
وشرحت عن طفل اخر اسمته ط. هو طفل عمره 11 سنة، وقد رافقني في زيارة لبعض العائلات في كوبر ممن قام الجيش باقتحام منازلها. وبين زيارة واخرى قال: «لقد أثبت عمر العبد بأنه رجل». وسألته: «هل تريد القول إنكم أنتم الفلسطينيون جميعا رجال؟». ط. تشوش قليلا وأجاب «لا، بالطبع لم أقصد ذلك».
ملاحظة: تفهم دوافع العبد يجب أن لا ينسينا حقيقتين: قياسا بالقوة واستمرار الاجحاف الذي يعيشون فيه فان عددا قليلا من الفلسطينيين اختار طريق العبد. وفي المقابل، عشرات آلاف الاسرائيليين (اذا أردتم يمكنكم تصحيحي: قد يكونون مئات الآلاف) لهم صلة مباشرة بقتل الفلسطينيين، هذا من دون الحديث عن الامور الاخرى التي يسببها لهم.
نور، ملك، ميار ودارين يغنين في فرقة «أمواج». وهن في جيل 12 سنة تقريبا. وقد التقينا في المكان الأقل توقعا، في الصحراء. قافلة من الجمال سارت باتجاه غروب الشمس. السيمفونية الثامنة لبيتهوفن حلقت فوق كراسي البلاستيك التي وضعت على الرمال. فرقة «أمواج» من بيت لحم وفرقة «رام الله» قامت بانشائها مؤسسة «الكمنجاتي» وهما تقدمان عددا من العروض للجمهور الواسع، والمايسترو هو دييغو ماسون. الكونسرت الذي كان من المفروض أن يتم أول أمس في مدرسة دار الطفل في القدس تم الغاؤه بسبب الظروف.
رمزي أبو رضوان مؤسس «الكمنجاتي» الذي هو ابن مخيم الامعري للاجئين اتصل هاتفيا بأبو اسماعيل، الذي يدير مركزا سياحيا ويقدم الارشاد للسياح في الصحراء في شرق قريته عرب الرشايدة في جنوب بيت لحم، قال على الفور: «بالطبع، قوموا بالعزف عندنا ومن الغد». مهندسو الصوت والاضاءة ومؤسسة «الكمنجاتي» عملوا طوال اليوم من اجل وضع الاجهزة. وبنات القرية البدويات من عمر 3 ـ 12 سنة جلسن على كراسي البلاستيك، واستمتعن بالصوت والمشهد. اليوم سيتم الحفل المخطط له في قاعة المؤامرات في بيت لحم، وفي الغد في رام الله.
في فرقة «امواج» يوجد 30 ولدا وبنتا من مدينة الخليل و30 من بيت لحم، بما في ذلك القرى ومخيمات اللاجئين. وقد بدأ انشاء الفرقة قبل ثلاث سنوات. لا توجد امتحانات قبول، مطلوب فقط الالتزام بثماني ساعات تعليم اسبوعيا. والآن يوجد في الفرقة 25 ولدا و35 بنتا. والمغنية الاصغر سنا تبلغ 6 سنوات.
في 21 – 28 تموز قبل ثلاث سنوات قتلنا في قطاع غزة 37 طفلا فلسطينيا من عمر بضعة اشهر حتى عمر ست سنوات. والى جانب كل اسم قمنا بقتله من بين الـ 546 طفلا، كتب: «لم يشارك في الحرب».
ملاحظة: نحن لا نرغب في تلطيخ أيدينا بالدماء. نحن خبراء في القتل عن بعد من خلال زر الهاي تيك، وعلى الأكثر بواسطة البندقية والمسدس. وهذا ليس شيئا مقرفا وليس فظيعا.