صحيفة هارتس الاسرائيلية : استعراض اسرائيل للقوة يخرب احتمال حل الدولتين

خريطة القدس، باراضيها التي ضمت الى اسرائيل بخلاف القانون الدولي، تعرض مدينة محدودة واضحة الحدود. ولكن الترسيم الجغرافي لا يمكنه ان يغطي الصدوع والشروخ التي تقطع الرحاب المديني هذا، البعيد جدا عن اظهار التراص المديني. مدينة العاصمة الاسرائيلية هي استعراض للقوة السياسية، الذي لا يفرض نفسه فقط على سكانها العرب بل ويشكل ايضا رافعة عنيفة تستهدف هدم كل حل سياسي، تخريب احتمال تحقيق حل الدولتين وزرع الغام في ارض الدولة الفلسطينية العتيدة ايضا.
يتجسد المظهر الأخير لنوايا السيطرة المقدسية في خطة لبناء حي جديد في شمال شرق المدينة. ظاهرا، معد الحي للتخفيف من ضائقة السكن اما عمليا فهو سيفصل بين المدينة والبلدات الفلسطينية التي في شرقها وهكذا يمنع تواصلا اقليميا بينها وبين رام الله. الحي الذي سيضم 1.100 شقة سيربط بين حي النبي يعقوب وبين مستوطنة جيفع بنيامين ولكنه سيعرف كجزء من جيفع بنيامين، التي تقع خلف سور الفصل في الجانب الفلسطيني. ومن خلال هذا التعريف ستصبح جيفع بنيامين مثابة فرع للقدس، ما يسهل في المستقبل ضمها الى منطقة قضاء العاصمة.
لقد سبق للخطة ان بحثت في 2004. وحسب الادارة المدنية في الضفة، لم ترفع وزارة الاسكان خطة جديدة منذئذ. ونشر وزارة الاسكان لها اليوم يثير الاشتباه بانها تأتي لخدمة التطلعات السياسية لوزير الاسكان يوآف غالنت في طريقه للانضمام الى الليكود. ولكن بالذات لان من شأنها أن تشكل مهرا سياسيا، ينبغي التعاطي معها بجدية، بسبب امكانيتها الكامنة لتمزيق اضافي في علاقات اسرائيل مع الاسرة الدولية.
يشرح غالنت بان "هناك اهمية امنية خاصة لتواصل اسرائيلي من غوش عصيون في الجنوب وحتى عطروت في الشمال”. واستنادا الى تفسيرات هراء وترهات مشابهة تم في الماضي العمل على بناء عشرات المستوطنات، التي اصبحت عبئا امنيا هائلا. وضمن انشغالاته ومهامه، على كاهل رئيس الوزراء الان هذه المهامة ايضا: وقف الخطة وعدم السماح لطموح غالنت أو وزراء آخرين توجيه اسرائيل الى ميدان النار هذا.