فخر الدين سنانوفيتش : تعلمنا في رمضان أن الذي نملكه هو ما منحناه للآخرين

هو مدير مؤسسة علي عزت بيغوفيتش في مدبنة كاليسية البوسنية . ويرى كما رد لي على سؤال عن أجواء رمضان في البوسنة والهرسك الألفة والإنسجام والتعاون والتماسك في رمضان تماماً كما كنا إبان الحرب الأهلية ( 1992 - 1995 ) .
كان لا بد لي من أن أشكر الزميل الداعية والإعلامي والمترجم حسين البوشناقي حافظ القرآن الكريم وخريج كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الذي يسر لي هذا اللقاء المثمر . وأبدأ التدوين فقد دق الجرس .
فخر الدين باحث إسلامي بارز وإغاثي متميز يصنع الحدث ويأبى أن تجره الإبل , فيظل ملتصقاً بالشعب يكشف له الخفايا .
أسمعني قوله : ألصلاة والصيام وقراءة القرآن وتعليمه للآخرين مترجماً وكذلك تفسيره وصلاة التراويح هي أولويتنا طيلة أيام الشهر الفضيل القصيرة جدا . ونتضرع إلى الله باكين أن يبلغنا ليلة القدر فنطلب الجنة وزوال الغمة عن الأمة . لا شيء نطلبه آخرا . وأردف مردداً قول تصريح الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان اليوم الذي أبدى فيه قلقه من نية أعداء الأمة نقل الصراع الدامي في الشرق الأوسط لبلدان البلقان بوابة أوروبا من جنوبها الشرقي , حيث تتباين الأهداف والرؤى وتنتشر نزاعات عرقية وإثنية ويزدحم المهجرون من سوريا والعراق .
أعدت سؤالي عن جو رمضان بالنسبة إليه فقال : كما هو كل سنة . فمنذ طفولتي وسعادتي تكمن في إنارة مئذنة جامع قرية توبكوفيتش المجاورة لمسقط رأسي قرية ميلجانوفتسة . فقد كنا نجلس في الجامع بعد صلاة العصر وحتى آذان المغرب نتعلم اللغة العربية والقرآن الكريم . ولحظة الآذان كانت قمة سعادتي بعد أكثر من ثماني عشرة صوم لطفل مثلي .
كبرت وأصبحت السعادة تكبر في شهر رمضان . خاصة بعد أن كنت أحد مذيعي إذاعة كلاسينية . ولا زلت أتذكر تلك الحلقة عن ليلة القدر التي استضفت فيها كبير أئمة كاليسية أنور آليتش . والإمام الشاب سعاد تابالوفيتش وكان هاتف الحلقة بيد نجاد إبريشيموفيتش الذي اصطحب معه عندنا في الأستوديو صديقه الحميم البروفيسور الدكتور أنس كاريتش رحمه الله . والممثل أمير حجي حافظ بيغوفيتش بالإضافة إلى الصحفي سناد حجي فيزوفيتش . وأتذكر تغطيتي لليلة القدر في مجلة الشباب المسلم في مدينة توزلة برفقة الزميلين محمد ياهيتش وأحمد علي باشيتش . في تلكما التغطيتين أفطرنا وصلينا وتسحرنا في المقرين . ولا زلت أطلب من الله أن يبلغني ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر .
أجواء رمضان كلها سعادة . للأطفال وللكبار . كلها عبادة ولا أسف على من يرتكب ذنباً والشياطين موصدة .
ودونما أسأله قال لي إعلمي أننا لا نملك شيئاً إلا ما نمنجه للآخرين . أتعلمين كيف علمني رمضان ذلك ؟ إسمعي إذن : ( وفيما كنا نستعد لإحياء ليلة القدر عام 2000 . إحترق منزلي بأكمله . ألحمد لله نجت زوجتي رمزية وابنتي أمينة التي كانت تبلغ سنتين . وسبب احتراقه كانت صاعقة سماوية . إحترق المنزل بكل ما فيه . لكن كتابي الجديد الذي طبعته وقتئذٍ " سترة ليست للشتاء " لم يحترق . لأنني منحته للآخرين ) .
شكرت فخر الدين ستانوفيتش أحد أبرز عمالقة الأدب البوسني . الذي لم ينطق عن مؤلف قادم بل اكتفى بالإجابة عن سؤالي عن خططه المستقبلية بقوله : أن تتعلم أسرتي القرآن الكريم وأن تحفظه . ففيه المستقبل كله .