آخر الأخبار
  الأردنيون يستقبلون "النشامى" ابطال الوصافة التاريخية لكأس العرب   الانقلاب الشتوي يبدأ الأحد 21 كانون الأول 2025… ومربعينية الشتاء تدخل أبرد أيام العام   ولي العهد للنشامى: رفعتم معنويات كل الأردن .. والمرحلة القادمة مهمة   النشامى يعودون إلى عمان الجمعة بعد وصافة كأس العرب 2025   تقرير فلكي حول إمكانية رؤية هلال شهر رجب   أجواء باردة في أغلب المناطق الجمعة   الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس

العنف افقد الناس عقولها في العراق

{clean_title}

ما عاشه ويعيشه العراق منذ عام ٢٠٠٣ حتى اليوم ليس سهلاً. عنف متواصل وقتل، ما جعل الناس في وضع نفسي صعب. وأدت الصدمات المتتالية إلى إصابة كثيرين باضطرابات عقلية. فهؤلاء فقدوا القدرة على التحمل.

دأب الحاج خزعل التميمي على إعداد طعام الغداء للشاب قيس الذي يُعرف بين سكان حيّ الشرطة في العاصمة العراقية بغداد، بـ "المجنون".

والأخير يجد ضالّته في دار التميمي، حيث يرتاح ويتناول طعام الغداء. بعدها يكمل سيره اليومي المعتاد. بحسب التميمي، فإن قيس لم يكن مجنوناً، بل كان شاباً جميلاً ومرحاً، لكنّه اعتقل وعذّب في السجن، وهو ما أثّر عليه.

يقول التميمي، وهو رجل ستّيني، إنّ قيس اعتقل عام ٢٠٠٧ مع شقيقه من قبل المليشيات. كان العنف الطائفي في أوجه حينذاك، وقد اتُّخذ قرار بإعدامهما من خلال إطلاق النار. قتل شقيقه لكن قيس نجا بأعجوبة، على الرغم من إصابته في صدره وبطنه. وكانا قد رميا في حاوية قمامة وعثرت عليهما الشرطة، لكنّ ما جرى كان قاسياً على قيس.

شهد العراق، خصوصاً العاصمة بغداد، عنفاً طائفيّاً بين عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٨، من خلال مليشيات مسلّحة، بعد غزو البلاد من قبل الولايات المتحدة الأميركية عام ٢٠٠٣، وإطاحة نظام الرئيس الراحل صدام حسين. التميمي يؤكد أنّ قيس، وعلى الرغم من أنه يعاني من اضطراب عقلي، فإنه لا يؤذي الآخرين. يمشي كل يوم مسافات طويلة، وقد جعل من بيته محطة استراحة له. يتناول الغداء وينطلق من جديد، ليعود مساء إلى منزل عائلته.

يلفت عراقيّون إلى ارتفاع نسبة الأشخاص الذين يعانون من أمراض عصبيّة خلال السنوات العشر الأخيرة، علماً أنّهم كانوا يتمتعون بصحة عقلية جيّدة.

لكنّ ظروفهم الصعبة نتيجة الأوضاع الأمنية غير المستقرة، أدّت إلى إصابتهم بـأمراض نفسيّة وعقليّة. يقول خضر النعيمي إنّ جاره المتقاعد عُرف بالوقار وحسن التصرف، وكان يملك أرضاً زراعية يستثمرها.
"عرفناه تاجراً، لكن تغيّر كلّ شيء قبل نحو ستة أعوام، ولم يعد كما عهدناه". ويوضح أن جاره لم يعد يتمتع بصحة عقلية. فما عاشه لا يمكن لإنسان تحمّله. ويشرح أن المليشيات خطفت حفيده الصغير، وكان عمره عشرة أعوام، وطالبته بدفع فدية في مقابل إطلاق سراح الطفل، وقد فعل من دون تردد، لكنه تسلم الولد جثة هامدة.