مزارعون وادي الأردن يبدأون الزراعات الصيفية لتعويض خسائرهم

مع قرب انتهاء الموسم الزراعي في وادي الاردن، لا زال الأمل يحدوا عددا من المزارعين في إنعاش أوضاعهم الاقتصادية التي أثقلتها ديون المواسم الماضية، بتجديد زراعة أراضيهم بالمحاصيل الصيفية.
المزارعون لجأوا إلى زراعة هذه المحاصيل الصيفية للإسهام في سداد الديون التي اقعدت الكثيرين عن زراعة أراضيهم خلال الموسم الحالي، اضافة الى توفير متطلبات اسرهم خلال فترة الصيف التي يتوقف فيها الإنتاج الزراعي.
ويبدأ موسم الزراعات الصيفية في وادي الاردن قبيل انتهاء الموسم الزراعي الرئيس ويشمل زراعة الملوخية والفاصوليا واللوبيا والباميا والذرة والفقوس والفلفل والتي غالبا ما يتم زراعتها بين الأشجار.
الزراعات الصيفية بحسب المزارع على محمود عادة ما تكون اقل عرضة للخسارة مقارنة مع الاصناف التي تزرع خلال الموسم الشتوي، كونها لا تحتاج الى كلف كثيرة مقارنة بتلك، اضافة الى ان المساحات التي تزرع بها عادة ما تكون قليلة ما يتيح تسويق الإنتاج باسعار جيدة، مبينا ان ما يشجعهم على زراعة هذه الاصناف ان انتاجها يأتي خلال الفترة الانتقالية بين الموسم الغوري والموسم الشفوي واقتراب شهر رمضان الفضيل ما سيبقي على أسعار بيعها ضمن مستويات جيدة بالنسبة لهم .
ويلفت احمد العجوري الى ان هذه الزراعات غالبا ما تجد اقبالا من التجار كونها تنتج بكميات تقل عن احتياجات السوق المحلي، في حين أن عددا كبيرا من المزارعين نجحوا في زراعة بعض أصناف الباميا بالطريقة التعاقدية ما سيعود عليهم بالفائدة الجيدة، مستدركا "إلا أن هذه الزراعات تبقى مغامرة لانها اكثر عرضة للتلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة المقبلة خاصة اذا لم تتوفر مياه الري الكافية لها".
ويرى المزارع احمد عودة ان هذه الزراعات تحتاج الى جهد أكبر من المزارع للحفاظ على ديمومتها بسبب الظروف الجوية التي تسود المنطقة خلال فصل الصيف، موضحا ان بعض المزارعين يلجأون الى زراعتها بين الاشجار وخاصة الموز.
من جانبه، أكد مدير زراعة وادي الاردن المهندس عبد الكريم الشهاب أن الزراعات الصيفية غالبا ما تكون ذات جدوى اقتصادية واقل عرضة للمخاطر مقارنة بالموسم الشتوي، مشيرا إلى أن أغلب هذه المحاصيل يتم زراعاتها مكان الزراعات الشتوية ما يجعل من كلف زراعتها قليلة اذ انها لا تحتاج الى التجهيز كما في الموسم الشتوي. واضاف ان هذه المحاصيل لا تحتاج الى عمليات زراعية كثيرة كاستخدام المبيدات او الاسمدة ما يدفع العديد من المزارعين الى استغلال البنية التحتية الموجودة اصلا لزراعة هذه المحاصيل كمرحلة اخيرة من عمر الموسم الزراعي الغوري قبل البدء بتجهيز اراضيهم للموسم المقبل، لافتا الى أن الزراعات الصيفية كالباميا والملوخية والذرة تعتمد على الأسواق الداخلية وليست التصديرية وغالبا ما تكون أسعار بيعها جيدة وتعود بالفائدة على المزارعين.