العنف الجامعي ..دراسة اساس المشكلة وايجاد الحل

جراءة نيوز -العنف الجامعي ظاهرة بدأت تستشري في جامعاتنا وبحاجة الى حلول باستنهاض همم الطلاب و معلميهم بضرورة تنمية قيم الديمقراطية والتسامح وثقافة الحوار وتعزيز منظومة القيم الاجتماعية وتنمية مهارات الاتصال بالأنشطة والمشاريع العلمية والبحثية، وتعزيز لغة الحوار وتقدير ذوات الطلبة وخلق روح التحفيز لديهم واستنهاض الهمم والتشاركية .
ويبدو أن ما يجري في البيئات الجامعية من توتر وقلق تجاه العنف وما ينجم عنه من أنماط هجومية أو قهرية من السلوك يمثل ظاهرة أرهقت الإدارات الجامعية والعاملين فيها بل ومؤسسات المجتمع الرسمية والمدنية بما شملته هذه الظاهرة من الإيذاء الجسدي أو الإساءة النفسية أو الاستغلال الاقتصادي أو إتلاف الممتلكات، التي يقوم بها بعض الطلبة ضد زملائهم أو مدرسيهم أو الاعتداء على قوانين الجامعة وممتلكاتها.
وان تصدي كثير من المتنبهين والباحثين لهذه الظاهرة، فانصبت دراساتهم العلمية والميدانية بمختلف مستوياتها إن كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، سعياّ للوقوف عند الحلول الناجعة لها حيث كان لهذه الدراسات نتائجها الايجابية في التخفيف من حدتها، غير أن دراسة واحدة لم نجدها تركز على الجانب الأكاديمي في الجامعات بكل مستوياته وخاصة الجوانب المعرفية والسلوكية والوجدانية من قبل المعنيين بالتعلّم والتعليم وما يرافق ذلك بالضرورة من الأساليب والأنشطة والوسائل وكل العمليات الهادفة للوصول إلى مخرجات التعليم ومحورها الطالب.
و من الأهمية النظر إلى دور الجامعات ممثلة بأعضاء هيئات التدريس وعمادات شؤون الطلبة ومن يهمهم الأمر من قادة المجتمع، في حماية الشباب من العنف، من خلال تفعيل جملة من المحاور ضمن خطط وبرامج محددة وقابلة للقياس متعلقة بمفاهيم المواطنة وتكافؤ الفرص والعدالة، وتعزيز منظومة القيم الاجتماعية ومحورها الأخلاق والبيئة التعليمية الصحيّة في الجامعات بعيداً عن قمع الحريات والقرارات الأحادية والفوقية من قبل البعض، والتطاول على مشاعر الطلبة وإنكار ذاتهم وحاجاتهم والتدخل للتوسط لمن انزلق في سلوكياته ما يتسرب في معظمها إلى الأسرة والمجتمع، قد يشكل عنفاً أكاديمياً له تأثيره في تحريك العنف الجامعي ويقود أحياناً إلى عنف مجتمعي.