تقنية تسخين التبغ بدلاً من حرقه: الموجة القادمة من ثورة الحد من ضرر التدخين
لا يخفى على أحد ما يشهده العصر الحالي من تقدم تكنولوجي متسارع طال مختلف المجالات حتى شمل قطاع التبغ، الذي بات يقدم للمستهلكين منتجات تعتمد تقنية تسخين التبغ بدلاً من حرقه. مع هذا التطور الذي يشهده القطاع والذي ينطوي على أهمية كبيرة تكمن في قدرة تقنية التسخين على احتمالية تقليص عدد الوفيات والأمراض المتعلقة بالتدخين، من خلال الحلول كبديل عن السجائر التقليدية لدى ملايين المدخنين الذين لم تفلح السجائر الإلكترونية وبدائل النيكوتين التقليدية في مساعدتهم في الإقلاع عن التدخين.
وحسب ما بينه الباحث المشارك في قضايا حماية حرية المستهلك لدى مؤسسة Reason Foundation، وهي من أبرز المؤسسات ومراكز الأبحاث غير الربحية في في الولايات المتحدة، غاي بينتلي، في مقالة حديثة له، فإنه وخلافاً للسائد في السجائر الإلكترونية، تستخدم المنتجات التي تعتمد على "تقنية تسخين التبغ" التبغ الحقيقي؛ حيث تقوم بتسخينه بدلاً من حرقه كما هو الحال في السجائر التقليدية، وهو أمر بالغ الأهمية نظراً لأن حرق التبغ يسبب الضرر الأكبر من أضرار تدخين السجائر التقليدية.
وكان بينتلي خلال مقالته قد أشار إلى نتائج دراسة قام بها قسم البحث والتطوير لدى شركة فيليب موريس إنترناشونال، أظهرت بدورها انخفاض نسبة المواد الكيميائية الضارة التي تنبعث من المنتجات التي تعتمد على "تقنية تسخين التبغ بدلاً من حرقه" بما مقداره 90% إلى 95% بالمقارنة مع السجائر التقليدية، كما أشار إلى نتائج دراسة صدرت حديثاً عن معهد "R-Street” الأميركي، أجراها الباحث الرئيسي لدى المعهد، إدوارد آنسليم، والتي أفادت بأن هذه المنتجات تبقي على النكهة والطقوس الخاصة بالتدخين لكنها تقلل من مستوى المواد الكيميائية المسببة للسرطان بشكل كبير، مشكلةً أداة جديدة للحد من أضرار التبغ على صحة المدخنين.
وأوضح بينتلي مقتبساً عن آنسيلم في التقرير: "لقد أثبتت البرامج الشاملة أن المنتجات التي تعتمد على تقنية تسخين التبغ بدلاً من حرقه تسبب ضرراً أقل بكثير من تلك التي تسببه السجائر التقليدية، وبالتالي فهي تقدم مجموعة جديدة من الأدوات للحد من ضرر التبغ القابل للاحتراق."
وقال بينتلي بأن أهمية هذه المنتجات تكمن بأنها مستساغة من قبل المدخنين الذين يجدون أن السجائر الإلكترونية والعلاج ببدائل النيكوتين التقليدية غير مقنع أو مرضٍ.
هذا ولم ينجح ملايين من المدخنين الذين جربوا السجائر الإلكترونية بأن يصبحوا مستخدمين منتظمين لها، الأمر الذي يشير إلى وجود عدد كبير من المدخنين الذين يتوقون إلى الحد من إصابتهم بأمراض تتعلق بالتدخين، لكنهم يجدون أن المنتجات المتاحة أمامهم حالياً لا تساعدهم في الإقلاع عن التدخين، وبذلك يستمرون في استهلاك السجائر التقليدية. ومع ظهور المنتجات التي تعتمد على تقنية تسخين التبغ بدلاً من حرقه، فإن المدخنين الذين يتطلعون للحد من المخاطر الناتجة عن استهلاك السجائر التقليدية والساعين وراء تخفيض احتمالية وأثر إصابتهم بأمراض تتعلق بالتدخين، قد يجدون ضالتهم في هذه البدائل، فيقل مدى تعلقهم بالمنتجات غير المستساغة بالنسبة لهم، وبالتالي استمرارهم باستهلاك السجائر التقليدية.
هذا وأشارت مقالة بينتلي بأن نهج المنتجات منخفضة المخاطر يحقق فائدة لكل الأطراف المعنية من خلال خلق فرص عمل جديدة للخروج بمنتجات تساعد الناس في عملية الإقلاع عن التدخين، وبإن دور المنتجات التي تعتمد على تقنية تسخين التبغ بدلاً من حرقه في الحد من الضرر الناتج عن التبغ هو ليس مجرد نظرية؛ مبينةً أن هذه المنتجات لاقت استحسان المستهلكين في الدول التي تتيحها مثل اليابان والبرتغال وإيطاليا ورومانيا وروسيا، فهي سهلة الاستخدام وأكثر أماناً من السجائر التقليدية، بالإضافة إلى أنها تحاكي تجربة التدخين التقليدية.
ووفقاً للمقالة، فقد استطاعت إحدى هذه المنتجات، "IQOS”، ومنذ إطلاقها في اليابان مع بداية الربع الثاني من العام الماضي 2016، من الاستحواذ على ما نسبته 5.5% من إجمالي السوق المحلية. ويتوقع المحلل بوني هيرزوغ من مجموعة "ويلز فارغو" المصرفية، أن يستحوذ منتج "IQOS” من فيليب موريس على ما نسبته 30% من إجمالي سوق السجائر في الدول المتقدمة بحلول عام 2025.