لم تكن المفاجأة التي فجرها وديع النجار، صديق اليسا المتصدر عناوين الصحافة والمواقع الإلكترونية على مدار أسبوع كامل، بعيدة عن أذهان كثير منا، ممن تناولوا أخبار تخص العلاقة العاطفية التي تربطه بالنجمة اللبنانية، فرغم الشكوك التي ساورتنا طويلا، كمختصين في نقل أخبار النجوم وتحليل كثير من مجريات حياتهم، ورغم التكهنات التي فرضها المنطق على أذهانا بعيدا عن قصة الحب هذه، قررنا بإرادتنا الكاملة أن نكون أدوات في يد كل من وديع واليسا، وأن نشارك عمدا في هذه "الزيطة"، التي وجدت طريقها سريعا إلى صفحات السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الإجتماعي.
أسدل وديع النجار الستار على قصته مع اليسا، عندما صرح مؤخرا بكل جرأة إنه مجرد صديق مقرب منها، ولا يمكن أن تجمعه بها علاقة عاطفية، لا لشئ سوى لأنه مرتبط بطبيبه الخاص "سلطان لوكا"، ليعلن هو أنه شاذ جنسيا، ونكتشف نحن أننا وقعنا في الفخ، وقعنا في فخ لعبة غير سوية يلعبها ثلاثة أصدقاء يحاولوا تسليط الضوء عليهم، ووقعنا في فخ الترويج لمثل هذه العلاقات الغريبة التي قد يكون لكل أصحابها الحق في ممارستها باسم الحرية، لكنا هنا كأهل الصحافة والإعلام، لسنا طرفا في إجبار مجتمعاتنا، على تغيير أفكارها ومبادئها التي ترفض كل شئ ضد المتعارف عليه، خاصة أن الأمر لن يفيد أحد ولا يزيد عن كونه لعبة، وهي سقطة علينا أن نكتشفها حتى نتعلم منها فيما هو قادم، ونكفل لمهنتنا ولأنفسنا الاحترام والكرامة اللذان من الممكن أن تمسهما مثل هذه السقطات.
قد تكون اليسا –التي تخصنا هنا كصحافة فنية- على علم بما كان يدبر من لعبة ومكيدة، ليجد صديقيها مجالا للشهرة ويعلنا عن ميولهما بأريحية شديدة، وقد تكون قد وقعت في الفخ نفسه الذي وقعنا به جميعا، لكن الحقيقة التي لا تقبل أية احتمالات، هي أننا إذا أردنا أن نلوم أحد، فعلينا أن نلوم أنفسنا مرارا وتكرارا لنخرج بدرس قصير مفاده، "دع النجم وحياته الشخصية بعيدا عن محاولات زيادة عدد القراءات".