لا تلقى أحكام كثيرة تصدرها المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب ضد متشددين يدانون بقضايا إرهابية، اهتماماً كبيراً لما تحمله من ممارسات لمتهمين أبرزها إدمان تعاطي المخدرات، والعلاقة غير المشروعة مع فتيات، والشذوذ الجنسي وتخزين مقاطع إباحية.
وأشهر تلك القضايا كان بطلها "أبوعبدالله النجدي"، وهو أحد عناصر "القاعدة" الإرهابي، وكان من أنشط عناصر التنظيم إعلامياً في تلك الفترة، ووقعت أحداثها في العام 2007، ونجح النجدي في تضليل أجهزة الأمن لفترة طويلة، بحرصه على حلق لحيته وارتداء الجينز والملابس الضيقة، مع طريقة مشي تبعد المراقب تماماً عن فكرة كونه "مجاهداً سابقاً"، ما جعل عملية القبض عليه تتأخر.
كان "أبو عبدالله" يلتقي الفتيات في خلوات غير شرعية في مقاهي الرياض، وكان مظهره سواء أكان بـ"تسريحة شعره" أو بالغترة والعقال لا تثير الشكوك، إلا أنه لم يتمكن من مخادعة رجال الأمن إلى الأبد، فكان القبض عليه في مستوصف خاص في الرياض حيث كان يواعد إحدى الفتيات داخله.
فيما كشف أحمد ثامر المطيري العائد من القتال في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي في العام 2014، وفق ما نقل أخوه خالد المطيري، أن السبب الرئيس لفراره هو "اكتشافه تعاطي قادة التنظيم المخدرات، وإقامة الملاهي الليلية وسبي النساء وقتل المسلمين".
ومن العلاقات المحرمة إلى "الشذوذ الجنسي"، إذ شهدت أروقة المحكمة الجزائية المتخصصة في محافظة جدة في العام 2011، مفاجأة هزت أركان القاعة التي استضافت الجلسة الثانية في قضية ما عُرف بـ"خلية تركي الدندني"، المتهم عناصرها بالاعتداء الإرهابي على ثلاثة مجمعات سكنية في مدينة الرياض في العام 2004، حين تضمنت لائحة الدعوى اتهام أحد قادة الخلية بفعل فاحشة اللواط في متهم آخر، يعتبر أيضاً من قادة الخلية، وأصيب الحضور كافة في القاعة من رجال إعلام وحقوق الإنسان بالصدمة من التهمة المنسوبة إلى المتهم.
في هذا الاطار، اعتبر الاختصاصي في علم النفس والتنمية البشرية الدكتور ميسرة طاهر، أن المخدرات واحدة من "وسائل التجنيد" التي يستخدمها الإرهابيون للإيقاع بشرائح من الشباب في حبائل التطرف والإرهاب، مؤكداً أن "تعاطي الحشيش والمخدرات عمل شائع بين منفذي العمليات الإرهابية".