جراءة نيوز - خاص -دعا امين عام وزارة الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي اصحاب الأعمال الأتراك للاستفادة من الأردن كبوابة لإقامة استثمارات مشتركة، واتفاقيات التجارة الحرة المبرمة مع التكتلات الاقتصادية الكبرى بالعالم التي تضمن أفضلية الدخول لأسواق أكثر من مليار مستهلك.كما دعا اصحاب الاعمال الاتراك للاستفادة من القرار الموقع مؤخراً بين الأردن والاتحاد الأوروبي لتبسيط قواعد المنشأ والذي يتيح إمكانية التصدير وفقاً للتسهيلات الجديدة، وأهمها تخفيض القيمة المضافة الى 30 في المئة بدلاً من 50 و65 في المئة.واشار الشمالي خلال رعايته مندوبا عن وزير الصناعة والتجارة والتموين امس منتدى الاعمال الاردني التركي، الى ان الأردن يملك العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية، مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والرعاية الصحية والتعليم والطاقة المتجددة والسياح والصناعات التحويلية داعيا القطاع الخاص التركي لاستطلاع الفرص الاستثمارية الواعدة فيها.واوضح خلال المنتدى الذي نظمته غرفة تجارة الاردن بحضور 50 ممثلا لكبريات الشركات التركية، ان الاردن يعول على زيارة الوفد التركي لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وإيجاد شراكات حقيقية بين القطاعين الخاص في الأردن وتركيا، لاسيما في إطار اتفاقية الشراكة لإقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين، والتي دخلت حيز النفاذ اعتباراً من عام 2011.وقال الشمالي انه رغم وجود اتفاقية تجارة حرة بين البلدين إلا أن حجم الصادرات والاستثمارات المتبادلة بين الجانبين ما زال متواضعاً ودون الطموح الذي يسعى البلدان الى تحقيقه والذي تم التأكيد عليه خلال جولات التفاوض حول الاتفاقية. واضاف ان الصادرات الاردنية الى السوق التركية بلغت تقريبا 100 مليون دولار عام 2015 ما يتطلب تضافر الجهود لتعزيز التبادل التجاري وتحقيق المزيد من الشراكات والاستثمارات التي من شانها نقل التعاون الثنائي إلى مستويات متقدمة.ولفت الى بعض التطورات الاقتصادية في الأردن مشيرا الى ان المملكة حققت في ظل قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، تقدماً مهما على مدى ما يقارب عقدين من الزمن، أجريت خلالها إصلاحات قانونية وقضائية وإدارية واسعة، مع التركيز بشكل خاص على تحسين بيئة الأعمال.وتابع ان الاردن أصبح اليوم مدعوما ببنية تحتية حديثة ومتكاملة، وقوة عاملة متعلمة ومدربة عالية المهنية، وقطاع مصرفي متطور ومرن، وشبكات اتصالات سلكية ولاسلكية حديثة، ومناطق اقتصادية وصناعية، كما نمت الصادرات الوطنية بنسبة خمس مرات منذ عام 2000 وواصلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في التدفق على الرغم من التطورات الأخيرة في المنطقة والتي أثقلت كاهل الاقتصاد الأردني.واكد الشمالي خلال المنتدى الذي حضره كذلك السفير التركي لدى الأردن مرات كراجوز وممثلون عن القطاع الخاص والشركات الاردنية، ان الاردن وضع العديد من التشريعات الاقتصادية الجديدة التي تهدف إلى تشجيع تنمية القطاع الخاص وتعزيز البيئة الاستثمارية، ومنها القوانين الجديدة التي تنظم الاستثمار والشراكة بين القطاعين والتي تم إعدادها بناء على أفضل الممارسات الدولية. بدوره، رحب رئيس غرفة تجارة الاردن العين نائل الكباريتي بالوفد التركي مؤكدا ان الاردن بلد الامن والامان والاستقرار لكل محتاج وصديق وجار رغم الامكانيات المتواضعة لان « ديننا واخلاقنا وعاداتنا الموروثة حتمت علينا استقبال آلاف الأشقاء العراقيين والليبيين والسوريين واليمنيين ومن كل انحاء العالم العربي المضطرب» .واضاف نحن نعلم باننا نحارب من قبل مجموعات ارهابية تدعي الاسلام، والاسلام بعيداً عنها، لأن الاسلام هو دين السلام، نحن «معكم قلوبنا مشاعرنا نتحد مع تركيا ضد كل من استعمل الاسلام جسراً للإرهاب واداة للقتل والدمار».واكد العين الكباريتي ان واجب القطاع الخاص الاسلامي ان يكون مدافعا عن الاسلام بصدقه وحسن تعامله لان الاسلام وصل للعالم عن طريق التجار، مشددا على ضرورة الاصطفاف معاً لنبني اقتصادا قويا وبوحدة واحدة وقوة اقتصادية صادقة مبنية على العلم والمعرفة.واضاف الكباريتي ان الاردن وتركيا يعانيان من عدم استقرار المنطقة لهذا يجب العمل معاً لنكون شركاء لا منافسين، مشيرا الى ان وجود 14 شركة تركية تعمل في الاردن رقم متواضع مقارنة بمستوى العلاقات المميزة بين البلدين .من جهته، قال رئيس اتحاد غرف التجارة والبورصات التركية رئيس الوفد التركي رفعت اوغلو ان الاردن يمر حاليا بنفس التحولات الاقتصادية التي شهدتها تركيا خلال السنوات الماضية والتي ادت الى احداث نهضة في مختلف المجالات. واشار اوغلو الى ان الاردن يمتلك ثروة بشرية هائلة خصوصا انه مجتمع فتي مؤكدا ان رورح المبادرة تتحقق من خلال الشباب ما يجعل مستقبل الاردن زاهرا.واوضح ان مجتمع اصحاب الاعمال التركي لا ينظر الى الاردن كشريك تجاري فقط بل الى الاستثمار في ظل توفر العديد من الفرص خصوصا فيما يتعلق بالاتفاقيات التجارية الموقعة مع العديد من دول العالم خصوصا الاوروبية والعربية والامريكية.وبين ان مجتمع اصحاب الاعمال التركي يرغب باستغلال هذه الميزات لدخول تلك الاسواق اضافة الى موقع الاردن الاستراتيجي الذي يجعل منه بوابة لدخول الدول العربية وامتدادا الى افريقيا. واوضح ان الاردن وتركيا يمتلكان نفس الثقافة وتربطهما علاقة صداقة قوية اضافة الى ان البلدين لا يمتلكان مصادر طبيعة مثل النفط والغاز كما انهما يجاوران سوريا والعراق ومصر وفلسطين واي تطورات بهذه الدول يؤثر علينا بشكل مباشر.ولفت الى ان تركيا تعتبر من الدول التي حققت نجاحات خلال 30 عاما الماضية حيث شهدت تحولات اقتصادية كبيرة واصبحت في مصاف الدول العملاقة وتصل قيمة صادراتها سنويا لنحو 160 مليار دولار وتشكل المنتجات الصناعية 92 في المئة من اجمالي التصدير. وبحسب اغلو اصبحت تركيا تصنف ضمن الدول الست الاولى على العالم في مجال السياحة والثانية بمجال المقاولات مؤكدا ان الاستقرار عامل اساسي لتحقيق التجارة واقامة المشاريع الاستثمارية مبينا ان تعزيز العلاقات الاقتصادية يبدأ بتبادل الزيارات ثم التجارة وبعدها الاستثمار. وعبر رئيس الوفد التركي عن اسفه لتواضع حجم التجارة بين الدول الاسلامية البالغ عددها 57 دولة حيث تشكل المبادلات البينة نحو 17 في المئة في حين ان التجارة البينية مع الدول الاوروبية تصل لنحو 70 في المئة.
واكد امين عام هيئة الاستثمار الدكتور مخلد العمري اهمية التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال توقيع أكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم اهمها اتفاقية التجارة الحرة التي وقعت عام 2009 واسهمت منذ نفاذها بتطوير علاقات الاردن وتركيا الاقتصادية. وبين ان حجم التجارة بين الاردن وتركيا عام 2010 بلغ 250 مليون دولار ووصل الى 815 مليون دولار في عام 2013، واقترب من المليار دولار خلال عام 2015. واكد التزام هيئة الاستثمار بمساعدة وتسهيل كافة امور المستثمرين من تركيا وتوفير جميع المعلومات اللازمة، بالإضافة الى ضمان السرعة في الاجراءات والسير بأعمالهم.وشكل المنتدى الذي جرى على هامشه عقد لقاءات ثنائية بين الشركات الاردنية والتركية، منصة مهمة لتعريف اصحاب الاعمال والمستثمرين الاتراك ببيئة الاستثمار بالمملكة والفرص الاستثمارية وتعزيز وتنمية التعاون الاقتصادي بين البلدين وتبادل المعلومات حول القطاعات الاقتصادية والتجارية والتشريعات الناظمة لها. ويضم الوفد التركي قطاعات تكنولوجيا المعلومات والزراعة والمواد الغذائية والسياحة العلاجية والانشاءاتومواد البناء والادوية والاثاث والطاقة والاسمدة والمواد الاولية ومركزاتها والملابس والمنسوجات والاقمشة والمواد الكيماوية والتعدين.