كان توماس وايفلين ويتسنهولز، وهما من لندن، مجنونين بحب بعضهما ويحلمان أن يصبحا أبوين. وتحققت أمنيتهما عندما حملت ايفلين بصبي صغير، وكان الاثنان يشعران بنفاد الصبر ويتشوقان لمقابلة طفلهما طوال تسعة شهور. لكن عندما ولد توفل في يناير 2012، بدأ الكابوس.
عندما نظرت ايفلين إلى الوليد الحديث، أصيبت بصدمة. وهي تتذكر كما لو أن هذا كان بالأمس :"هناك نوع من الثقب الأسود في بطن طفلي". قام الأطباء بفحوصات كاملة وسقط التشخيص مثل سيف قضى على سعادتهما الجديدة.
توفل لديه مرض نادر، عارض المعي الدقيق القصير، بتعبير آخر، أمعاؤه غير موجودة والمسكين الصغير غير قادر على أكل أو هضم أقل طعام.
أمام هذه الحالة الخطرة، كان الأطباء واقعيين، وقدّروا أن توفل لن يعيش أكثر من أسبوع. مع هذا، أجروا عملية لإزالة المعي المتضرر. وعندما انتهت العملية، لم يبق أمامهم أي شيء يفعلونه.
انهار توماس وقد شلّته الصدمة. وعانت ايفلين أيضاً. ولكنها تعايشت مع هذه التجربة بشكل مختلف. مع كل الاضطراب الذي واجهته لهذا الخبر المرعب، رفضت أن تصدق أن ابنهما سيتركهما. وتجاهلت ايفلين كل نصائح الأطباء واعتنت بابنها مواجهةً الجميع.
منعها الأطباء من أن تضمّ ابنها بين ذراعيها ؟ ولكنها فعلتها. قال لها الأطباء إن ابنها سيعيش تحت رحمة الآلات الطبية ؟ رفضت أن تصدقهم. قال لها الأطباء إن ابنها لن يغادر المستشفى ؟ أجابت ايفلين أنها ستعيده سريعاً إلى المنزل.
كانت الهيئة الطبية في المستشفى مندهشة بهذا القدر من التصميم والشجاعة. مع مرور الأيام، تحولت الأم إلى ممرضة حقيقية لمولودها الجديد. لم تبعد نظرها عنه لا ليلاً ولا نهاراً، تسهر عليه وتلبي كل احتياجاته.
وبدأت المعجزة بالظهور. أصبح عمر توفل أكثر من أسبوع وما زال على قيد الحياة. حب أمه، عناقاتها له وعنايتها به جعل الوضع ينقلب تماماً. لكن كم من الوقت بعد ؟
لم يتجرأ أحد على تصديق هذا. معنويات توماس الأب كانت في الحضيض. كان ينظر بجمود إلى جهود ايفلين. بالنسبة له كان كل هذا كثيراً في وقت واحد. ولم تلمه ايفلين : كل منهما تفاعل بشكل مختلف مع الألم. وضاعفت الأم جهودها من أجل ابنها.
خلال ثمانية شهور، سهرت على سريره في المستشفى. عملية تلو عملية، كل ساعة كانت نصراً.
ثم أتى اليوم الذي سيغير حياة كل العائلة : سمح الاطباء بعودة توفل لمنزله. واجتمعت العائلة أخيراً. كان على ايفلين أن تعتني به في المنزل من الآن فصاعداً. في خلال سنتين، لم تنم أبداً، يجب أن لا يبقى توفل بدون مراقبة.
كانت الأسابيع تتالى منتظمة بين العناية بالطفل في المنزل والزيارات إلى المستشفى. ولكن كل هذه الجهود ستعطي ثمرتها في آخر المطاف.
بعد أربع سنوات، توفل في وضع أفضل من أي وقت مضى. في هذا الوقت، رزق الزوجان بابنة صغيرة.
من أجل توجيه تحية إلى زوجته على شجاعتها، نفذ توماس فيلماً قصيراً. قام بتكريمها بأكثر الطرق إثارة للمشاعر عندما صوّر عائلته في لحظاتها الحميمة. وجعل كل الناس على الانترنت في حالة فوران مشاعر.