يستخدم البروفيسور بيتر تيرتشين نماذج رياضية للتنبؤ بأحداث سياسية، وبحسب قوله فإن نماذجه قد تنبأت بنشوب اضطرابات سياسية بالولايات المتحدة الأميركية، وكانت البداية منذ ثلاث سنوات، ومن المتوقع، وفقاً لنظريته أن تصل ذروتها في وقت ما العام 2020، وتتضمن تلك الاضطرابات انخفاضاً في مستوى المعيشة، وتردياً للأوضاع الصحية في البلاد.
ويضيف إن ظهور أو انهيار الحضارة أمر يمكن التنبؤ به من خلال معادلة بسيطة، وانهيار الحضارة في الولايات المتحدة الأميركية أمر بات قريباً.
وإذا ما كانت حساباته صحيحة، فعلى العالم الاستعداد لاضطرابات سياسية، ولقد بدأ البروفيسور تيرتشين باستخدام الرياضيات للتنبؤ بالنشاط البشري الذي كان بين العام 1500 قبل الميلاد و1500 بعد الميلاد.
ثم انتقل للتنبؤ بالمستقبل منذ ثلاث سنوات، ويضيف قائلاً: "يشير النموذج الرياضي إلى حدوث حالة عدم استقرار وعنف سياسي"، وتابع كلامه قائلاً: "الانتخابات الرئاسية التي أجريت مؤخراً تؤكد للأسف هذه التنبؤات، يبدو أننا حقاً في طريقنا لذروة حالة عدم الاستقرار في العام 2020".
كما يتنبأ البروفيسور بأن "عدم محاولة تغيير الواقع وانخفاض مستوى المعيشة وتقلص المبلغ المالي الذي تنفقه أميركا على بند الصحة في ظل انهيار إيرادات الدولة وارتفاع التكاليف" سيؤدي إلى انهيار حتمي.
وما سيحدث حينما تصل الأمور لذروتها ما زال مجهولاً، فبحسب كلام البروفيسور تيرتشين لا تتنبأ نظريته بأحداث سياسية معينة، وإنما بالتوجه العام للأحوال، وقال أيضاً إن هذه الاضطرابات ستكون بسبب "زيادة عدد النخبة والأثرياء، واتساع الفجوة بين الأثرياء والفقراء الذين يزدادون فقراً".
ويتنبأ علم الكليوديناميكا، أو ما يعرف بالعربية "علم النمذجة الرياضية للديناميكا التاريخية" بالتوجه المجتمعي العام، وعن الأسباب الهيكلية العميقة لهذه التطورات، فلم يتنبأ مثلاً بتولي دونالد ترامب للرئاسة في العام 2016، ولكنه تنبأ بعدم استقرار سياسي ومجتمعي، موضحاً أن ترك الأمور هكذا دون فعل شيء سيتسبب في ظهور تلك الاضطرابات.