سراب..حلمت بثوب التخرج وارتدت الكفن !
حملت رحلة الشابة العراقية سراب كامل مصطفى للعلاج بالاردن من مرض السرطان امالا كبيرة رافقتها اثناء تحضيرها لحقيبة سفرها، قبل أن تتبخر اﻷحلام وتنتهي رحلة علاجها القصيرة بثوب الكفن.
الشابة التي ودعت اهلها وزملاءها في جامعتها على أمل العودة بجسد معافى من المرض الخبيث، تركت خلفها رداء التخرج في خزانتها لتتخرج من دار الحياة الى دار الآخرة بثوب ابيض كلون احلامها التي دفنت معها.
سراب صاحبة الاسم الذي لا يحمل للتفاؤل معنى رافقها والدتها وشقيقها مصطفى الى الاردن اثر توصيه من معارفهم ولأن الاردن يتمتع بسمعة طبية في علاج السرطان توفيت من اول جرعة كيماوي في مستشفى عمان الجراحي.
رحلة الشقاء والمعاناة مع العلاج لم تتجاوز يوما واحدا مع سراب -حسب ما قال شقيقها.
وفي تفاصيل قضية سراب قال شقيقها الذي لا ينشد سوى تجسيد العدالة انه في تاريخ 20 - 11 -2013 ادخلت شقيقته الى مستشفى عمان الجراحي لتلقي اول جرعة كيماوي بعد اجراء كافة الفحوصات اللازمة.
وتابع ان سراب تلقت الجرعة في حدود الساعة الـ 12 من ظهر اليوم ذاته بوجود الطبيية المشرفة على حالتها والتي لم تقض معها سوى خمس دقائق وبعد ساعات تدهورت حالتها الصحية بشكل واضح وبعد سؤاله عن الطبيبة المشرفة على حالتها أكد له ممرض انه لا داع لاستدعائها وان الوضع طبيعي.
واضاف ان المشرف على جرعة الكيماوي غادر المستشفى رغم تدهور حالة شقيقته الصحية وان من تابع حالتها الممرضات وبعد استمرار حالة التدهور الصحي اتصل الطبيب المقيم بالمستشفى بالطبيبة المشرفة على حالتها فطلبت ايقاف العلاج الكيماوي وتزويدها بالمغذي لغرض السيطرة على ضغط دمها الذي كان يهبط بشكل مستمر دون حضورها لمتابعة حالتها.
ولم يطرأ اي تحسن على صحة سراب طوال ساعات وسط مخاوف والدتها وشقيقها الذي لم تنجح محاولاتهم المستميته باستدعاء الطبية المشرفة والتي اكدت انها ستحضر صباح اليوم التالي لمتابعة حالة المريضة.
وبعد تطور حالة سراب وما لسمه شقيقها من تدهور حاد وارتفاع في درجة حرارة جسدها وهبوط ضغط دمها والحاحه على انها ليست بخير رغم تطمينات الكادر التمريضي فاعطيت سراب ابر خاصة بالتقيؤ وابر هايدرو كارتيزون.
شقيق سراب وعند رؤيته لحالة شقيقته لجأ الى الطبيب المقيم بالمستشفى وطلب منه التدخل فنقلها الطبيب الى غرفة العناية المركزة بعد ان اتضح لديه ان المريضة تعاني من انخفاض نسبة الاكسجين في دمها بشكل ملحوظ..
وبعد اجراء صور اشعة وفحوصات اتضح ان رئة سراب صعد اليها الماء جراء الكميات الكبيرة من المغذي الذي وضع لها رغم عدم ادراراها للبول ما استدعى الطبيب الى نقلها من غرفة العناية المركزة الى غرفة العناية المشددة.
واستمرت محاولات اخراج الماء من رئة سراب لغاية صباح اليوم التالي دون جدوى ولم تكن الطبيبة المشرفة على حالتها قد حضرت بعد.
وبعد حضور الطبيبة المشرفة على حالة سراب ظهر ذلك اليوم تفاجأ شقيقها ووالدتها انها برفقة مريض اخر وطلب منها رؤية شقيقته فابلغته ان شقيقته مع العصر ستكون بخير ليصدم بعد ساعة بنبأ وفاتها.
عائلة سراب توجهت الى المدعي العام بعد وفاتها بشهرين وقدمت شكوى بحق المستشفى بتهمة الخطأ الطبي المفضي الى الموت ومنذ حينها ملف القضية مفتوح لعدم قبول اي طبيب ابداء الرأي في الحادثة.
شقيق سراب اكد ان العائلة لا تسعى الى الحصول على تعويض مالي وهذا ما سجلته في الدعوى الا انها تتمسك بمحاسبة المقصرين في المستشفى لاطفاء نيران الحزن التي شبت في قلوبهم جراء وفاة ابنتها.
وحاولت المصادر جاهدة الحصول على رد من ادارة المستشفى وعلى مدار يومين دون جدوى.