آخر الأخبار
  حسان يستهل جولاته الميدانية بزيارة دير علَّا   وزارة المياه: سدودنا جاهزة وأمنة لاستقبال موسمنا المطري   الأردن: انخفاض طفيف بعجز الميزان التجاري   اجواء خريفية معتدلة في اغلب المناطق حتى السبت   الملك يدعو لتهدئة شاملة بالمنطقة لدى لقاءاته بقادة دول ورؤساء وزراء   "حزب الله" يطلب وايران ترفض! تفاصيل   مجلس العاصمة يؤكد دعمه لخطاب الملك في نيويورك   "القبول الموحد": بدء استقبال طلبات الانتقال وإساءة الاختيار السبت   اللواء الركن الحنيطي: حدودنا مزوّدة بأحدث الأجهزة والمعدات والأسلحة والاتصالات المتطورة   الملك: فكرة الأردن كوطن بديل لن تحدث أبداً   الحلبي يقرر تمديد إغلاق المدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية الرسمية والخاصة في لبنان   غوتيريش محذرا: غزة "كابوس دائم"يهدد المنطقة برمتها   إرادة ملكية بقبول استقالة أعضاء بمجلس الأعيان   رئيس جامعة عمان الأهلية يستقبل نائب الرئيس للعلاقات الدولية الأكاديمية بجامعة وين ستيت الأمريكية   أبو السعود: الناقل الوطني ثالث أكبر مشروع مائي في المنطقة   الخارجية الأردنية: لدينا خطة في (حالة الصفر) في لبنان!   الاردن .. ضبط 100 ألف حبّة مخدرة في حقيبة ملقاة في العمري   إعلان هام حول ساعات العمل في معبر الكرامة   مشروع نظام معدل للشواغر القيادية الحكوميَّة لسنة 2024   فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق بالشونة الجنوبية

كيف يودّع الحلبيّون مدينتهم؟

{clean_title}
"حرقتُ بيتي لأحرق قلب كل من يفكر في تدنيسه، أحمد الله وأنا لست حزيناً”.. بهذه الكلمات، أرفق رامز عكام، طالب الهندسة الكهربائية، مقطع فيديو صور فيه منزله الذي أحرقه بنفسه قبل نزوحه من حي الكلاسة (شرق حلب) ورفعه على حسابه بفيسبوك.

فمع انحسار سيطرة الثوار عن أكثر من 90٪ من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها ضمن مدينة حلب ومع انكسار محاولات فك الحصار كافة التي نفذتها كتائب المعارضة من خارج حلب، لم يبقَ لدى مدنييها ومقاتليها سوى الخروج باتجاه مناطق الريف الغربي للمدينة بعد مفاوضات طويلة تعثرت عدّة مرات، تاركين خلفهم قبور أحبائهم وذكرياتهم وكل ممتلكاتهم.

ليس رامز وحده من أحرق منزله، يقول الناشط زاهر الحلبي: "أمس وبعد الإعلان عن اتفاق خروج المدنيين، بادر العشرات بحرق بيوتهم وسياراتهم”.
يقول زاهر -الذي نتحفظ على ذكر اسمه الحقيقي لأسباب أمنية: "رأيت الدموع تغطي وجوههم وهم يشاهدون كل ما تمكنوا من امتلاكه عبر سنوات عمرهم، وذكريات طفولتهم وأغراضاً ورثوها عن آبائهم، طعاماً للنار”.
الشاب الحلبي الذي توجه لسؤال الناس عن سبب قيامهم بذلك، كان تبريرهم أن حرقها أهون عليهم من أن يتركوها لقوات النظام

الحلبي أضاف أن قوات الأسد والميليشيات الحليفة لها قامت -وما تزال- بعمليات نهب منظمة طالت المناطق كافة التي انسحب منها مقاتلو المعارضة، ليعاد بيع المسروقات المنهوبة من المنازل في أسواق مخصصة عُرفت في بعض المناطق بأسماء كـ”سوق الحرامية”.
أما محمد سويد (30 عاماً) والمقيم بحي المشهد، فيقول: "إنها ليست المرة الأولى التي يخسر فيها الثوار أرضاً ومن ثم يستعيدونها، الثورة بالتأكيد ستستمر، وحزننا اليوم على خسارة مدينتنا يجب ألا يشغلنا عن التفكير في الأسباب التي أدت إلى سقوطها وألا يبعدنا عن العمل من أجل استعادتها، سنرجع بالتأكيد”، يتابع محمد: "سنرجع ولو شهداء لنسقط على أرضها”.

حالة من الحزن الكبير تخيّم على الحلبيين المنتظرين الباصات للخروج من حي اختاروا البقاء فيه رغم القصف والظروف الصعبة، ولكن ما يحزّ بنفوسهم أكثر هو تركهم قبور أحبائهم الذين خسروهم!
عامر ياسين، الشاب الحلبي الذي لم يتجاوز الـ26 من عمره، هو ابن حي الزبدية الذي يضمّ قبوراً لأفراد من عائلته وأصدقائه، يقول: "أعرف أني سأترك هنا كل ما أملك، لكني سأخرج على أمل العودة يوماً ما، حالياً لا أستطيع أن أفكر إلا في شهدائنا الذين سقطوا دفاعاً عن المدينة”.
ياسين، وبحسرة، يضيف بحسب "هافينغتون بوست عربي”: لمن "سنترك قبور شهدائنا؟َ! أعدهم بأننا سنعود إلى هنا”.