آخر الأخبار
  فيضانات مفاجئة في آسفي المغربية تخلف 7 قتلى و20 مصابا   المواصفات والمقاييس: المدافئ المرتبطة بحوادث الاختناق مخصصة للاستعمال الخارجي فقط   الاتحاد الأردني يعلن إجراءات شراء تذاكر جماهير النشامى لكأس العالم 2026   20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة   الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين   السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة والعواملة   الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا   الخالدي يكشف عن "خدمة المعالجة المركزية لمعاملات الافراز" في دائرة الأراضي والمساحة   الملك يطلع على خطة تطوير "عمرة" .. وهذا ما شدد عليه   بعد هجوم سيدني .. "الخارجية الاردنية" تصدر بياناً وهذا ما جاء فيه!   ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات   قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن   الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال   مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط   عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير   تفاصيل المنخفض الجوي القادم للمملكة   فيتش سوليوشنز: توقعات بتواصل خفض الفائدة في الأردن خلال 2026   أبو غلوس إخوان يطلقون حملة عروض خاصة بمناسبة نهاية العام في جميع الفروع   النائب أبوهنية المحاسبة ستطال أي جهة كانت في حادثة المدافئ

كيف يودّع الحلبيّون مدينتهم؟

{clean_title}
"حرقتُ بيتي لأحرق قلب كل من يفكر في تدنيسه، أحمد الله وأنا لست حزيناً”.. بهذه الكلمات، أرفق رامز عكام، طالب الهندسة الكهربائية، مقطع فيديو صور فيه منزله الذي أحرقه بنفسه قبل نزوحه من حي الكلاسة (شرق حلب) ورفعه على حسابه بفيسبوك.

فمع انحسار سيطرة الثوار عن أكثر من 90٪ من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها ضمن مدينة حلب ومع انكسار محاولات فك الحصار كافة التي نفذتها كتائب المعارضة من خارج حلب، لم يبقَ لدى مدنييها ومقاتليها سوى الخروج باتجاه مناطق الريف الغربي للمدينة بعد مفاوضات طويلة تعثرت عدّة مرات، تاركين خلفهم قبور أحبائهم وذكرياتهم وكل ممتلكاتهم.

ليس رامز وحده من أحرق منزله، يقول الناشط زاهر الحلبي: "أمس وبعد الإعلان عن اتفاق خروج المدنيين، بادر العشرات بحرق بيوتهم وسياراتهم”.
يقول زاهر -الذي نتحفظ على ذكر اسمه الحقيقي لأسباب أمنية: "رأيت الدموع تغطي وجوههم وهم يشاهدون كل ما تمكنوا من امتلاكه عبر سنوات عمرهم، وذكريات طفولتهم وأغراضاً ورثوها عن آبائهم، طعاماً للنار”.
الشاب الحلبي الذي توجه لسؤال الناس عن سبب قيامهم بذلك، كان تبريرهم أن حرقها أهون عليهم من أن يتركوها لقوات النظام

الحلبي أضاف أن قوات الأسد والميليشيات الحليفة لها قامت -وما تزال- بعمليات نهب منظمة طالت المناطق كافة التي انسحب منها مقاتلو المعارضة، ليعاد بيع المسروقات المنهوبة من المنازل في أسواق مخصصة عُرفت في بعض المناطق بأسماء كـ”سوق الحرامية”.
أما محمد سويد (30 عاماً) والمقيم بحي المشهد، فيقول: "إنها ليست المرة الأولى التي يخسر فيها الثوار أرضاً ومن ثم يستعيدونها، الثورة بالتأكيد ستستمر، وحزننا اليوم على خسارة مدينتنا يجب ألا يشغلنا عن التفكير في الأسباب التي أدت إلى سقوطها وألا يبعدنا عن العمل من أجل استعادتها، سنرجع بالتأكيد”، يتابع محمد: "سنرجع ولو شهداء لنسقط على أرضها”.

حالة من الحزن الكبير تخيّم على الحلبيين المنتظرين الباصات للخروج من حي اختاروا البقاء فيه رغم القصف والظروف الصعبة، ولكن ما يحزّ بنفوسهم أكثر هو تركهم قبور أحبائهم الذين خسروهم!
عامر ياسين، الشاب الحلبي الذي لم يتجاوز الـ26 من عمره، هو ابن حي الزبدية الذي يضمّ قبوراً لأفراد من عائلته وأصدقائه، يقول: "أعرف أني سأترك هنا كل ما أملك، لكني سأخرج على أمل العودة يوماً ما، حالياً لا أستطيع أن أفكر إلا في شهدائنا الذين سقطوا دفاعاً عن المدينة”.
ياسين، وبحسرة، يضيف بحسب "هافينغتون بوست عربي”: لمن "سنترك قبور شهدائنا؟َ! أعدهم بأننا سنعود إلى هنا”.