آخر الأخبار
  محامٍ: كل من يخالف قانون المسؤولية الطبية والصحية أو قانون العقوبات يُعتبر مرتكبًا لفعل جرمي   للاردنيين بالامارات ... مهم حول قانون المرور الجديد   الزعبي: الأطباء سيأخذون أجورهم (كاش) وعلى المريض مراجعة شركات التأمين   اعتباراً من مساء يوم غد الأحد .. منخفض جوي قادم للمملكة   أورنج الأردن شريك الاتصالات لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات MENA ICT Forum 2024   وزير الأشغال يتفقد أعمال الصيانة على طريق الموقر- الأزرق   الأردن.. نقابة الأطباء تحيل طبيبا لمجلس التأديب   تجارة الاردن : لا صحة لتحديد سقف مشتريات للمواطنين عبر التجارة الالكترونية   إعلان من السفارة الأمريكية حول تأشيرات العمالة المؤقتة   من الأحد وحتى الأربعاء.. اعلان من إدارة الترخيص   رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من حملة "أبناء الأردن"   الديوان الملكي يعزي عشيرة الشريدة   تسعيرة ثانية للذهب في الأردن   نقيب الأطباء: الأطباء سيعالجون هؤلاء المرضى مجانا   توقع حسم 50% من تكاليف الشحن الجوي للخضار   وفاة و6 اصابات بمشاجرة مسلحة في الكرك   "تجارة الأردن": توجه لتحديد سقف سنوي بـ200 دينار للفرد في التجارة الإلكترونية   تعرفوا على تفاصيل المنخفض الجوي الأول الذي يؤثر على المملكة الاثنين   "تمريض" عمان الأهلية تستقبل وفداً من الملحقية الثقافية السعودية   اختتام بطولة الكليات المفتوحة لخماسي كرة القدم لطلبة عمان الأهلية

كيف يودّع الحلبيّون مدينتهم؟

{clean_title}
"حرقتُ بيتي لأحرق قلب كل من يفكر في تدنيسه، أحمد الله وأنا لست حزيناً”.. بهذه الكلمات، أرفق رامز عكام، طالب الهندسة الكهربائية، مقطع فيديو صور فيه منزله الذي أحرقه بنفسه قبل نزوحه من حي الكلاسة (شرق حلب) ورفعه على حسابه بفيسبوك.

فمع انحسار سيطرة الثوار عن أكثر من 90٪ من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها ضمن مدينة حلب ومع انكسار محاولات فك الحصار كافة التي نفذتها كتائب المعارضة من خارج حلب، لم يبقَ لدى مدنييها ومقاتليها سوى الخروج باتجاه مناطق الريف الغربي للمدينة بعد مفاوضات طويلة تعثرت عدّة مرات، تاركين خلفهم قبور أحبائهم وذكرياتهم وكل ممتلكاتهم.

ليس رامز وحده من أحرق منزله، يقول الناشط زاهر الحلبي: "أمس وبعد الإعلان عن اتفاق خروج المدنيين، بادر العشرات بحرق بيوتهم وسياراتهم”.
يقول زاهر -الذي نتحفظ على ذكر اسمه الحقيقي لأسباب أمنية: "رأيت الدموع تغطي وجوههم وهم يشاهدون كل ما تمكنوا من امتلاكه عبر سنوات عمرهم، وذكريات طفولتهم وأغراضاً ورثوها عن آبائهم، طعاماً للنار”.
الشاب الحلبي الذي توجه لسؤال الناس عن سبب قيامهم بذلك، كان تبريرهم أن حرقها أهون عليهم من أن يتركوها لقوات النظام

الحلبي أضاف أن قوات الأسد والميليشيات الحليفة لها قامت -وما تزال- بعمليات نهب منظمة طالت المناطق كافة التي انسحب منها مقاتلو المعارضة، ليعاد بيع المسروقات المنهوبة من المنازل في أسواق مخصصة عُرفت في بعض المناطق بأسماء كـ”سوق الحرامية”.
أما محمد سويد (30 عاماً) والمقيم بحي المشهد، فيقول: "إنها ليست المرة الأولى التي يخسر فيها الثوار أرضاً ومن ثم يستعيدونها، الثورة بالتأكيد ستستمر، وحزننا اليوم على خسارة مدينتنا يجب ألا يشغلنا عن التفكير في الأسباب التي أدت إلى سقوطها وألا يبعدنا عن العمل من أجل استعادتها، سنرجع بالتأكيد”، يتابع محمد: "سنرجع ولو شهداء لنسقط على أرضها”.

حالة من الحزن الكبير تخيّم على الحلبيين المنتظرين الباصات للخروج من حي اختاروا البقاء فيه رغم القصف والظروف الصعبة، ولكن ما يحزّ بنفوسهم أكثر هو تركهم قبور أحبائهم الذين خسروهم!
عامر ياسين، الشاب الحلبي الذي لم يتجاوز الـ26 من عمره، هو ابن حي الزبدية الذي يضمّ قبوراً لأفراد من عائلته وأصدقائه، يقول: "أعرف أني سأترك هنا كل ما أملك، لكني سأخرج على أمل العودة يوماً ما، حالياً لا أستطيع أن أفكر إلا في شهدائنا الذين سقطوا دفاعاً عن المدينة”.
ياسين، وبحسرة، يضيف بحسب "هافينغتون بوست عربي”: لمن "سنترك قبور شهدائنا؟َ! أعدهم بأننا سنعود إلى هنا”.