من قبل أن تشعر بنبضاته الصغيرة تخفق داخلها، تعيش الأم حالة العشق الأسمى… فتنصهر أحلامها مع روح ساحرة تعزف في داخلها آيات المحبة الإلهية…. وعلى وقع نغمات الأمل، تتخطى الأم لهيب الألم والمشقة حتى تحمل جنينها طفلاً بين ذراعيها… تتناغم نبضات قلبه مع نبضات قلبها… ثم تهديه للكون قطعة من روحها…تتعلق به…تفرح لسعادته… تشعر بأنينه… وتبكي لحزنه…. وقلب اسراء تعلق برضيعها "جمال” حتى نبضاته الأخيرة…
مساء أول من أمس، دفعت إسراء كحيل (21 عاماً) عربة ابنها امامها وتوجهت نحو المبنى الذي تسكن فيه في ياموسوكرو (ساحل العاج). وفي لحظة عبورها الشارع إذ بسائق متهور يقود سيارته بسرعة جنونية يجتاحها مع طفلها بشكل مباشر، فيتسبب بوفاة الطفل الرضيع على الفور فيما تصاب الوالدة اسراء بشكل بالغ في الرأس والجسم وتنقل في حال الخطر الى ابيدجان للمعالجة ….
وكأن بقلب الأم إسراء قد استشعر توقف نبضات وليده، فأبت أن ينبض حباً للحياة. وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة التي بذلها الأطباء، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، وأسلمت إسراء الروح، لتلتحق بفلذة كبدها جمال، التي أكد جميع من عرفها تعلقها الشديد والغريب به، لتكتمل فصول المأساة المروعة التي احزنت اللبنانيين في الوطن والمغتربات، وليعيش الوالد علي حالة من الحزن الشديد والذهول وعدم التصديق.
تشيع المرحومة اسراء وطفلها جمال في امام الساعة 14.00 في الايفوسب في ابيدجان