هذه ساره كونك، إمرأة أمريكية في الثامنة والعشرين من العمر ذهبت للعيش في هاييتي من أجل العمل في مركز للأطفال المعوّقين. ذات يوم قامت باكتشاف مشؤوم لدى معاينة منزل أحد المرضى.
أنجبت أحد المريضات فتاةً معوّقة تعاني من مرض ناجم عن عدم نموّ الدماغَين وهو أحد أخطر إختلالات الدماغ. ولكن في هاييتي ينتشر معتقد أن الشخص المعوّق هو شيطان.
لذا من أجل تجنّب الإحراج، خبّأت طفلتها في كومة من الأغطية عندما تخرج إلى الشارع كيلا يرى أحد وجهها.
كان قلب ساره ينفطر في كلّ مرّة ترى الطفلة الصغيرة المسمّاة نيكا. ومن خلال هذه الزيارات لاحظت أن الطفلة تخسر الوزن بسرعة. ذات يوم إذ لم تعد تحتمل ذهبت إلى منزل العائلة لمعرفة ما الذي يحصل. وهناك اكتشفت الأسوأ.
كانت نيكا متروكة ملقيّة على كومة نفايات في زاوية من زوايا المنزل. انتهى الأمر بأن خجلت أمها بها جدًا لدرجة أنها فضّلت أن تتركها لتموت. ذُهِلَت ساره لرؤية الطفلة في هذه الحالة وحملتها على الفور.
قرّرت الأمريكية أن تقدّم لها كافة العناية التي تحتاج إليها: كانت الطفلة قد خسرت الكثير من الماء ونحفت جدًا لدرجة أنها كادت تموت فعليًا فحوالى 99% من الأعضاء الداخلية كانت على وشك الإنسداد.
ولكن بفضل عناية ساره وحبّها نجت نيكا الصغيرة. تمكّنت المرأة الأمريكية من أن تصبح الوصيّة الشرعيّة للطفلة وتبنّتها هي وحبيبها ستيفين. وشكّلوا معًا أسرة جميلة.
بعد إجراء عدّة جراحات للدماغ تحسّنت حالة نيكا بلمح البصر. الطفلة التي لم يكن من المتوقع أن تتخطى السنة قد أطفأت مؤخّرًا شمعتها الثانية!
انتقلت العائلة إلى الولايات المتّحدة ويشهد ساره وستيفين كل التقدّم الذي تقوم به نيكا لكي تعيش. إنها مناضلة حقيقية!
اي فراشة