قال مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا/ وعضو اللجنة التنفيذية في المنتدى الاقتصادي العالمي، ميروسلاف دوسيك، أن اقتصاد الأردن استطاع مقاومة التغيرات المتسارعة وتزايد الصراعات في المنطقة، والعبء الذي ألقاه ذلك على المملكة من حيث استضافته للعدد الأكبر من اللاجئين الفارين من هذه الصراعات.
وأضاف دوسك، في لقاء صحفي أول من أمس، أن الأردن والمنطقة بأسرها تمر في مرحلة تغيرات متسارعة؛ إذ ازداد تأثره بالأزمة الإنسانية التي خلفتها النزاعات في جواره من خلال ارتفاع عدد اللاجئين الذي باتوا يضغطون بشكل مؤثر على موارده منذ آخر قمة للمنتدى عقدت في العام 2015.
ويستضيف الأردن المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي سينعقد في منطقة البحر الميت بالشراكة مع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، في الفترة ما بين 19 و21 أيار (مايو) 2017، وبمشاركة أكثر من الف شخصية من ممثلي الحكومات، وقطاع الأعمال والمجتمع المدني من أكثر من 50 دولة، فيما سيعقد المنتدى المقبل تحت شعار "تمكين تحول الأجيال".
وبين دوسيك أن هذه الصراعات أثرت على اقتصادات المنطقة غير ان اقتصاد الاردن بقي صامدا، معتبرا أن من الأدلة على ذلك تحسن تصنيف المملكة في تقرير التنافسية العالمي لعامي 2016-2017، الذي أطلقه المنتدى مؤخرا؛ حيث حقق الاردن المرتبة 63 من بين 138 دولة، بدلا من المرتبة 64 العام الماضي.
كما رأى ان الاردن شهد نقلة كبيرة في مجال الطاقة منذ آخر زيارة للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى المملكة عام 2015، ومنها تشغيل ميناء الغاز الطبيعي وزيادة استخدامات الطاقة المتجددة، إضافة إلى اطلاق صناديق استثمارية أهمها الصندوق السعودي.
وقال دوسيك ان انجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والشروع في برنامج جديد يعد من اهم الخطوات التي خطاها الاردن خلال الفترة الماضية ضمن خطته الاصلاحية، إلى جانب اتفاقية تبسيط قواعد المنشأ مع الاتحاد الاوروبي، معتبرا ان هذه الاتفاقية ستمكن من تعزيز تجارة الاردن إلى دول هذا الاتحاد كما ستساعد على دفع التجارة العربية البينية.
إلى ذلك، أكد دوسيك أن انعقاد المنتدى في الأردن في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة المحيطة به يؤكد أهمية دور المملكة السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أن الهدف من لقاء العام الحالي هو تطوير الحوكمة الاقتصادية اللازمة لنشر التنمية والتطوير اللازمين عبر المجتمع والمنطقة.
وقال دوسيك ان المنتدى بدأ ترتيباته للمنتدى المقبل مبكرا، وذلك لضمان اعطائه اكبر زخم ممكن، مؤكدا ان الاردن يعتبر شريكا مهما نظراً لمنعتها واستقرارها اقتصادياً واجتماعيا، مبينا أنه عقد مشاورات خلال زيارته الحالية إلى المملكة مع الاطراف ذات العلاقة من القطاع الخاص والمجتمع المدني وذلك لمناقشة اولويات الاردن والمنطقة وعكسها في حوارات المنتدى المقبل الذي يتوقع ان يشارك فيه نحو 1000 شخصية من ممثلي الدول والمؤسسات والشركات.
واشار إلى ان اللقاء سيركز في جلساته على أهمية التطور التكنولوجي والاستفادة من الابتكارات التي وفرتها الثورة التقنية في السنوات الأخيرة وكيف يمكن لاقتصاد الاردن تحديدا الاستفادة من هذه الابتكارات، إضافة إلى محور الحوكمة وتطبيقها لخدمة المؤسسات والشركات.
وستركز جلسات المنتدى المقبل على أهمية مواجهة الازمة السورية وتبعاتها على الأردن، خصوصا من الناحية الانسانية فيما يخص اللاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم، وضرورة تعزيز الحوار بين دول الشرق الأوسط وأوروبا في هذا الخصوص.
كما سيتم تسليط الضوء على اتفاق الأردن مع اوروبا بخصوص قواعد المنشأ، وعلى المناطق الصناعية المؤهلة وأيضا توظيف التكنولوجيا في خدمة تعزيز التجارة.
وسيسلط المنتدى المقبل الضوء على الرياديين من الشباب في مختلف القطاعات باعتبارهم ركيزة أساسية لأي اقتصاد، مشيرا إلى أن الأردن يوفر نظاما تعليميا متميزا للشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من المجتمع.
ويهدف المنتدى إلى توفير منصة تساهم إيجابيا في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص. كما تعكس الشراكة المستمرة بين المنتدى والأردن الدور المحوري للمملكة إقليمياً،
يشار إلى أن آخر اجتماع للمنتدى الاقتصادي العالمي حول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كان في الأردن عام 2015 بالتعاون مع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، ويعتبر الاجتماع القادم في العام 2017 الاجتماع التاسع الذي يستضيفه الأردن، فيما عقد لاول مرة في المملكة العام 2003.